مقرات عسكرية بين منازل السكان في أعزاز

أعزاز- نورث برس

لم يكن أمام منصور كنو (46 عاماً)، وهو اسم مستعار لأحد سكان مدينة أعزاز، بريف حلب الشمالي، إلا تأجير منزله لإحدى العائلات النازحة في المدينة والانتقال إلى حي آخر وذلك بعد قيام فصيل “لواء عاصفة الشمال” باتخاذ أحد المنازل المجاورة لمنزله مقراً لهم.

يقول “كنو” إنه عانى طوال ستة أشهر من ضجيج صوت مولدة المقر العسكري، “كانت تعمل على مدار اليوم ويرافقها صخب عناصر الفصيل حتى ساعات الصباح.”

وأضاف أن تلك الأصوات كانت تؤرقه إلا أنه لم يكن قادراً على تنبيههم، “خوفاً من الاعتقال أو التوبيخ من عناصر الفصيل.”

ويقول سكان ونازحون في أعزاز إن تواجد المقرات العسكرية التابعة للفصائل المسلحة الموالية لتركيا بين المنازل، يشكل مخاطر على حياتهم، خاصة أن تلك المقرات تضم أسلحة ومواد متفجرة.

إضافة إلى ضجيج وأصوات عناصرها والذين يقضون جل وقتهم خلال فترات المساء على الأسطح خلال فصل الصيف، وهو ما يتسبب بإزعاج لسكان المنازل المجاورة.

ومنذ تموز/ يوليو 2012  تخضع أعزاز والقرى المحيطة بها لسيطرة فصائل مسلحة موالية لتركيا، وتضم أجهزة أمنية كالشرطة العسكرية والشرطة المدنية وجهاز أمن الدولة ومكافحة المخدرات، بعضها تابعة للفصائل وأخرى للقوات التركية.

وتضم المدينة ما يقارب ستة مقرات عسكرية تابعة “لفصيل لواء عاصفة الشمال” والشرطة العسكرية والمدنية.

ويعتبر فصيل “لواء عاصفة الشمال” من أبرز مكونات “الجيش الوطني” الموالي لتركيا والعامل في منطقتي أعزاز وجرابلس، بالإضافة إلى مناطق بنواحي مدينة عفرين في ريف حلب.

ويبلغ عدد سكان أعزاز بعد موجات نزوح من مناطق ريف إدلب الجنوبي قرابة 250 ألف شخص وتشهد تكرار حدوث تفجيرات بعبوات ناسفة وسيارات ودراجات نارية مفخخة، بالإضافة لحوادث اغتيال وخطف وسرقة، في ظل تقاسم الفصائل للنفوذ والمهام العسكرية والأمنية.

ولا يجرؤ عمار عليطو ( 40عاماً)، وهو اسم مستعار لأحد سكان أعزاز، على تنبيه عناصر مقر فصيل “لواء عاصفة الشمال”، الذين يتخذون منزلاً يجاور منزله مقراً عسكرياً لهم، للأصوات العالية التي يصدرونها خلال ساعات الليل.

وقال “عليطو”، مشترطاً عدم نشر اسمه الحقيقي: “دائماً ما نسمع صراخ العناصر وهم يلعبون بورق الشدة على سطح المقر، وصوتهم يعلو في الحي مع الأغاني الصاخبة التي يستمعون لها أثناء سهرتهم.”

ولا يجد الرجل الأربعيني حلاً سوى “التحمل والصبر”، في ظل مخاوفه هو الآخر من التعرض للاعتقال في حال أقدم على الشكوى.

 وكانت أعزاز قد شهدت في السنوات الماضية مظاهرات لسكان ونازحين للمطالبة بخروج المقرات العسكرية من المدينة.

إعداد: فاروق حمو- تحرير: سوزدار محمد