الغلاء يدفع سكاناً في ريف دمشق إلى زراعة الخضار في فسحات منازلهم

دمشق- نورث برس

يتحسر وليد السنكري (56 عاماً)، وهو موظف متقاعد يعيش في بلدة صحنايا بريف دمشق، على نباتات زينة في حديقة منزله، أزالها لاستبدالها بنبتات خضار صيفية وسط الغلاء وتدني قيمة راتبه الحكومي.

وخلال السنوات الماضية، كان الرجل يعتني بحديقة المنزل المزروعة بأشجار زينة ونباتات عطرية من باب الترويح عن النفس والمحافظة على جمال المنزل.

ويبحث العديد من الموظفين المتقاعدين في مناطق سيطرة الحكومة السورية عن عمل إضافي رغم تقدمهم في العمر، وبعد أن أصبحت قيمة راتبهم التقاعدي لا تكفي لشراء المواد الأساسية.

وقرر “السنكري” وسكان آخرون الاستفادة من المساحات غير المشمولة بالبناء أمام منازلهم لزراعتها بالخضروات وما يمكنهم الاستفادة منه في ظل الغلاء والأزمة الاقتصادية في البلاد .

يقول إنه لم يعتقد بعد كل تلك العناية بأشجار ونباتات حديقته خلال سنوات الأزمة التي مرت بها البلاد، أن الظروف ستجبره على أن يقتلعها بيديه التين رعتاها ليستبدلها بزراعة ما يؤمّن طعامه.

ويشير إلى أنه لا يعيل إلا نفسه وزوجته، لكن راتبه التقاعدي لا يكفي لاحتياجاتهما الأساسية.

ويتراوح متوسط راتب الموظف في المؤسسات الحكومية ما بين  50 و 70 ألف ليرة سورية.

وقال راتب الجندي (45 عاماً)، وهو صاحب محل لتصليح أدوات كهربائية في جديدة عرطوز ، إنه زرع قطعة أرض صغيرة مجاورة لمحله بأصناف خضار، بعد أن أخذ إذناً من أصحابها.

وأضاف أن ما دفعه لذلك هو غلاء أسعار الخضار في الأسواق.

وكان الرجل قد اكتسب بعض الخبرة في زراعة الخضار من والده وجده، ليتقاسم الآن ما تنتجه هذا المساحة الصغيرة من بصل وبندورة وباذنجان مع أصحاب الأرض.

وعاد طارق بدران (35 عاماً)، الذي كان يعمل سائقاً لسيارة أجرة، للعناية بقطعة أرض صغيرة في جرمانا ورثها عن والده، والتي كان ينوي سابقاً  إعمارها له ولعائلته.

لكن مشروع البناء أصبح يحتاج لرأس مال كبير لا يستطيع “بدران” تأمينه.

فما كان منه إلا أن عاد لتعفير الأرض التي تحوي على 40 شجرة زيتون وتسميدها وتمديد شبكة ري لأشجارها.

ووصل سعر الصفيحة الواحدة من زيت الزيتون (16 كيلوغراماً) إلى 140 ألف ليرة سورية، في حين سعر الليتر الواحد بالتجزئة عشرة آلاف ليرة سورية.

ويأمل “بدران” الحصول على بضعة صفائح من الزيت في الموسم المقبل للحصول على مردود يساعده في المصاريف المعيشية المتزايدة.

إعداد : رغد العيسى – تحرير: حسن عبد الله