يوم واحد لعمل مركز طبي في ريف الرقة لعدم توفر كادر طبي
ريف الرقة الشرقي – نورث برس
تتوجه عائشة الأحمد (38 عاماً)، وهي من سكان بلدة رقة سمرة، 8 كم شرق مدينة الرقة، شمالي سوريا، كل ثلاثاء، إلى المركز الصحي الوحيد في البلدة للحصول خدمات صحية يقدمها المركز ليوم واحد في الأسبوع بسبب افتقار المركز لكادر طبي متخصص.
ويتألف مبنى المركز، الذي يقع في الجهة الشرقية الجنوبية للبلدة، من طابقين مجهزين بشكل كامل، ويضم 10 غرف تضررت أثناء الحرب في الرقة وتم إعادة تأهيلها وتجهيزها بعدها.
لكنه يفتقر المبنى للكوادر الطبية والتمريضية وأطباء الاختصاص، وكذلك للأدوية والأجهزة الطبية، حيث يداوم فيه ممرض واحد فقط يعمل على متابعة برنامج تلقيح الأطفال في البلدة.
ويصل عدد سكان بلدة رقة سمرة مع خمس قرى تابعة لها، إلى أكثر من ثمانية آلاف شخص، إلا أن المركز الطبي المجهز يبقى معظم الأيام مغلق الأبواب، ليضطر مرضى وذووهم لتكبد مشاق الطريق وتكاليف الوصول لمركز آخر يقدم لهم العلاج أو العناية الصحية.
وقالت عائشة إن عمل المركز الصحي ليوم الثلاثاء فقط يزيد العناء عليها أو أي عائلة تسكن البلدة وقراها عند تأزم حال مريض أو الحاجة لإسعافه.
وأشارت إلى حاجة ذوي الدخل المحدود لخدمات المركز، “فحتى أجور إعطاء حقنة أو تركيب سيروم لحالات التسمم في الصيدليات مكلفة.”
وتنتشر في ريف الرقة الشرقي بالتزامن مع ارتفاع درجة الحرارة وتلوث المياه نتيجة حبس تركيا مياه نهر الفرات حالات تسمم وإصابات باللشمانيا. بحسب سكان ومسؤولين محليين.
وفي بداية أيار/مايو الفائت، حذرت لجنة الصحة في الرقة من خطورة تلوث مياه نهر الفرات بسبب انخفاض منسوبه وتهديده للصحة العامة للسكان في الرقة.
وقال إبراهيم الحمادي (59 عاماً)، وهو من سكان البلدة نفسها، إننا تقدموا بطلبات سابقة للجنة الصحة لتزويد البلدة بكادر طبي مختص ومستلزمات طبية لتخدم سكان البلدة وقراها القريبة منها، “لكن لم نحصل على رد.”
وأضاف أن تكبد قطع المسافات الطويلة أو التأخر في وصول الحالات الإسعافية إلى المركز قد يودي بحياة مرضى أو يفاقم حالتهم، خصوصاً عند الأطفال، “ولا يملك جميع السكان سيارات.”
وتحوي مدينة الرقة وأريافها على عدد من المشافي العامة والخاصة، بالإضافة إلى 26 مستوصفاً صحياً تتوزع ضمن المدينة والريف وتقدم عناية صحية وإسعافات أولية.
وقالت الدكتورة زينة الحسن، وهي الرئيسة المشاركة لمكتب الصحة لمجلس الرقة المدني، إن تزويد المركز بكادر الطبي متكامل وأجهزة طبية وأدوية “قيد الدراسة والبحث.”
وأضافت أن عمل اللجان والمكاتب الصحية في شمال وشرقي سوريا يخضع للإمكانات المتوفرة ويتأثر بعمل المنظمات الإغاثية والإنسانية.