نادي فروسية يعيد رياضة ركوب الخيل إلى السويداء

السويداء – نورث برس

تبدو رنيم الشاعر (15 عاماً)، وهي فتاة سورية تعيش في السويداء، جنوبي سوريا، سعيدة لتمكنها من التدرب على رياضة ركوب الخيل رغم ما شهدته البلاد من أزمات منذ أكثر من عقد من الزمان.

ونجح ناد للفروسية في السويداء على استقطاب أكثر من 50 متدرباً معظمهم من اليافعين للتدرب على رياضة ركوب الخيل بعد نحو ثمانية أعوام من خلو المنطقة من أي ناد لهذه الرياضة.

اشترت رنيم أحد الخيول في نادي “صهيل” الذي تتدرب فيه، والذي يحتوي الآن 20 رأساً من الخيول المتنوعة، جزء منها تعود ملكيتها إلى المتدربين وجزء آخر ملك للنادي.

ومنذ عامين ونصف، افتتح النادي من قبل مدرب الفروسية خالد الشوفي (56عاماً)، ورجال أعمال مغتربين من السويداء، وذلك بهدف إعادة إحياء هذه الثقافة، بحسب قائمين على النادي.

وتبلغ مساحة النادي والذي يقع إلى الشمال الشرقي من مدينة السويداء والمحاذي لمحمية الضمنة الطبيعية (أحراج قنوات)، عشرة دونمات.

 ويضم نادي “صهيل” ملعبين للتدريب والقفز على الحواجز وإسطبلاً يتكون من 20 حجرة، بالإضافة لمبنى لإدارة النادي ومقصف للزوار وساحة خاصة لتدريب الخيول الصغيرة.

وقالت رنيم، لنورث برس، إنها تتلقى “تشجيعاً كبيراً” من قبل المدربين والعاملين في النادي وعائلتها، وإن “الأجواء المناسبة للسير قدماً في مجال الفروسية.”.

وأضافت أنها اكتسبت، خلال عامين من التدريب، مهارات جيدة في ركوب الخيل، ويتم تهيئتها حالياً للمشاركة في بطولات قادمة في سوريا وخارجها.

“ثقافة أصيلة”

واعتبر رشيد الخازم (65عاماً)، وهو اسم مستعار لأحد وجهاء السويداء، وجود ناد للفروسية في المنطقة “خطوة هامة في استرجاع ثقافة تربية الخيول الأصيلة وإعادة إحيائها من جديد لدى المجتمع.”

وأشار إلى أن سكان جبل العرب من دروز ومسيحيين وبدو كانوا “مولعين” باقتناء الخيول وتربيتها.

وذكر أن العديد من الخيول الأصيلة التي كانت في حوزة الأجداد زمن الثورة السورية الكبرى، “قدرها كاربيه الحاكم الفرنسي آنذاك في جبل الدروز في مذكراته بتسعة آلاف من الخيول الأصيلة.”

وعام 2011، كانت السويداء تضم نادياً  للفروسية في منطقة الكوم، جنوب السويداء، وبلغ حينها عدد المسجلين فيه 80 متدرباً.

لكنه أغلق بعد تعرضه لهجوم من قبل مجموعات مسلحة، قد تكون تابعة لجبهة النصرة، فقد جرى اختطاف الحراس ونهب قرابة 20 رأساً من الخيل، بالإضافة لمحتويات النادي، بحسب المدرب “الشوفي”.

ويعود تاريخ رياضة الفروسية في سوريا إلى العام 1956 حين أنشىء اتحاد الفروسية، ثم توسعت تلك الرياضة وصولاً لإحداث عدد من النوادي المعتمدة. ويعتبر نادي حلب (1956) ونادي صحنايا (1967) من أقدم النوادي السورية.

“إقبال على التسجيل”

ويبلغ عدد المسجلين في نادي “أصيل” حالياً 50 متدرباً جلهم من اليافعين والشباب الذين لا تتجاوز أعمارهم 18 عاماً.

ويضم النادي ثلاثة مدربين يقومون بإطعام الخيول وتربيتها بأنفسهم، بالإضافة إلى طبيب بيطري يشرف على صحة الخيول.

وتبلغ تكلفة التدرب على الفروسية في النادي60  ألف ليرة سورية لعشر ساعات من التدريب أسبوعياً، بحسب أحد إداريي النادي.

وبحسب القائمين، فإن النادي  “يشهد إقبالاً متزايداً على التسجيل “وخاصة بعد تشجيع المجتمع الأهلي والمحلي على ضرورة استمراره.”

وتضررت رياضة الفروسية بفعل الحرب المستمرة، إذ أدت إلى “نفوق مئات الخيول الأصيلة، وتهريب بعضها الآخر، وقلة العناية البيطرية بما تبقى منها، بحسب تصريح لمصدر رسمي من مكتب الخيول في وزارة الزراعة في آذار/مارس الماضي.

وتقدر خسارة سوريا بحسب مكتب الخيول بأكثر من ثلاثة آلاف خيل عربي منذ العام 2011 بسبب الحرب والعمليات العسكرية التي شهدتها جميع المحافظات.

ويتذكر المدرب “الشوفي”، الذي كان قد شارك في معظم البطولات داخل سوريا، إلى أنه في سبعينات القرن الماضي كان أقربائه في السويداء يملكون خيولاً للذهاب إلى الحقول والبيادر ويأخذونه معهم.

وقال إنه يحاول من خلال افتتاح هذا النادي إعادة ثقافة الفروسية إلى السويداء واعتبر أن إعادة تهجين الخيول وتربيتها ودفع الشباب لممارسة ألعاب الفروسية في النادي هي خطوة أولى في إنشاء أكثر من ناد في السويداء.

إعداد: سامي العلي – تحرير: سوزدار محمد