دمشق – نورث برس
أثارت حادثة إيجاد طفلتين متروكتين لوحدهما على مقعدٍ أمام أحد مشافي دمشق، الاسبوع الماضي، تفاعلاً كبيراً بين السوريين في العاصمة والمحافظات السورية وفي الخارج.
بدأت الحادثة عندما شاهد أحد الأطباء طفلتين على مقعد استقبال في مشفى الرازي بدمشق وبدا عليهما آثار التعب والإرهاق تركهما الأب لوحدهما، وفق ما نشره رواد التواصل الاجتماعي.
ونشر الطبيب سعيد جاويش، وهو أول من وجد الطفلتين، تفاصيل الحادثة على حسابه في موقع “فيسبوك” ما دفع رواد التواصل الاجتماعي للتفاعل مع القضية ونشرها.
وترك الأب مع طفلتيه وفق ما جاء في منشور الطبيب، رسالة مكتوب عليها أن الطفلتين “بحاجة إلى ماء وإفطار، فلم يتناولوا شيئاً.. أرجوك سامحني ارجوك.”
وقال الطبيب في منشوره:” أب ترك طفلتيه الظاهرتين في الصورة على أحد المقاعد وهرب تاركاً رسالة يشرح فيها فقره وحاجته، لم أفهم منها شيئاً سوى هذا المقطع المكتوب على خلفية الورقة بأن الطفلتين بحاجة إلى طعام وماء.”
ووصف الطبيب هذا المنظر بـ “المفجع.. لا يمكن وصفه أبداً.”
وفي 26 من حزيران/يونيو الماضي حذرت وكالات إغاثة تابعة للأمم المتحدة من أن سوريا تواجه أزمة غذاء غير مسبوقة.
وذكر برنامج الأغذية العالمي حينها أن أكثر من 9٫3 مليون شخص يحتاجون إلى الغذاء الكافي في وقت قد يتسارع فيه تفشي فيروس كورونا بالبلاد رغم أنه يبدو تحت السيطرة الآن.
ولم تذهب جهود الطبيب ورواد التفاعل الاجتماعي سدىً، فقد تواصل العديد من السوريين في الداخل والخارج مع الطبيب وعرضوا عليه مساعدة الأب لإعالة أطفاله مادياً فيما عرض آخرون تربية الطفلتين وتأمين التعليم لهما، حسب “جاويش.”
وفي وقتٍ لاحق أشار الطبيب إلى حلّ مشكلة الطفلتين وعودتهما لحضن والدهما بعدما هزت قضيتهما الرأي العام السوري داخل البلاد وخارجها.
وقال الطبيب في منشور منفصل على “فيسبوك”:” حسب ما علمت تم حل مشكلة الطفلتين تماماً وتم التواصل مع الوالد من قبل أناس محترمين وتم ايجاد صيغة لتأمين البنات وإعادتهم لوالدهم وتأمين عمل له.”
وأضاف “أعتقد أنه هذا هو الدور الإيجابي الذي يجب أن تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي.. كان عندي الجرأة لأكون أول من ينشر الموضوع والحمد لله لاقى ذلك نتيجة إيجابية انعكست في انقاذ حياة ومستقبل هاتين الطفلتين.”
وكانت ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا قد قالت في إفادة صحفية في حزيران/يونيو الفائت إنه وبعد تسع سنوات من الصراع المسلح، يعيش أكثر من 90 بالمئة من سكان سوريا تحت خط الفقر.