شركة أدوية بخبرات محلية في منبج تسعى لإنتاج أدوية نوعية
منبج – نورث برس
تعمل شركة “فارما لاند” في مدينة منبج، شمالي سوريا، منذ عامين، على إنتاج أصناف من الأدوية كمضادات الالتهابات وخافضات الحرارة والمراهم الجلدية، بينما تسعى لخطوط إنتاج جديدة تشمل أدوية نوعية كأدوية الضغط والسكري.
وفي العام 2006، بدأت الشركة عملها كمعمل لتصنيع المعقمات والمطهرات لتقوم فيما بعد بإنتاج أدوية، تغطي نحو 30 % من احتياجات السوق المحلية بمنبج من الأصناف المنتجة محلياً، وبأسعار أقل من المستوردة بنسبة 40 %، بحسب القائمين على عمل الشركة.
وتنتج الشركة، حالياً، 11 صنفاً من المراهم الجلدية الخاصة بمعالجة أمراض المفاصل والظهر وكريمات لعلاج الصدفية وتساقط الشعر.
ويعمل في الشركة خبراء محليون كالصيادلة والكيميائيين وخبراء تركيب الأدوية و50 عاملاً وعاملة لتغليف الأدوية وتعبئتها.
وقال الطبيب حسن العبادي، وهو صاحب الشركة، إن المواد الأولية للصناعات الدوائية كانت تُطلب قبل إغلاق المعابر الداخلية من مناطق سيطرة حكومة دمشق.
وأشار إلى أن غالبية المواد الأولية “تكون أسعارها مرتفعة لأنها تحسب بحسب سعر صرف الدولار الأميركي.”
وتربط مناطق الإدارة الذاتية مع مناطق سيطرة حكومة دمشق ثلاثة معابر رئيسة، هي معبر التايهة في منبج ومعبر الطبقة ومعبر العكيرشي في الرقة.
ومنذ الحادي والعشرين من شهر آذار/مارس الفائت، تواصل حكومة دمشق إغلاق المعابر الرئيسة الثلاثة مع مناطق الإدارة الذاتية.
ويقتصر السماح بالعبور على الحالات الإنسانية والطلاب وموظفي الحكومة فقط.
وفي أيار/ مايو الفائت، طالب جمعة حيدر، وهو نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التشريعي في منبج، القوات الروسية بالضغط على حكومة دمشق، من أجل “استثناء السكان من الضغوط السياسية أو الاقتصادية التي تقوم بها دمشق تجاه مناطق شمال شرقي سوريا.”
لكن مصادر أخرى في الإدارة الذاتية، قالت لنورث برس في وقت سابق، إن سبب إغلاق المعابر له علاقة بصراع روسي إيراني على إيرادات المعابر، وليس لخلافات سياسية بين حكومة دمشق والإدارة الذاتية.
ومنذ ثلاثة أشهر، تشهد الصيدليات في معظم مناطق شمال شرقي سوريا، “نقصاً حاداً” وانقطاعاً لأصناف دوائية عديدة.
وأهم تلك الأصناف: “أدوية الصرع والقلبية المزمنة، وأصناف للأمراض الصيفية”، وسط غلاء الأسعار في حال توفرها.
وتسعى الشركة، بحسب القائمين عليها، إلى تغطية السوق المحلية بنسبة أعلى عن طريق استيراد خطوط جديدة والبدء بتركيب أدوية نوعية كأدوية الضغط والسكري.
وذكر “العبادي” أن الشركة تستمر بصناعة المطهرات والمعقمات بسبب زيادة الطلب عليها في ظل جائحة كورونا وحاجة السكان لها.
وبحسب لجنة الصحة في منبج، فإنه يتم التأكد من صلاحية الأدوية المنتجة وفعاليتها وكونها آمنة للاستخدام عن طريق مخبريين تابعين لها لكن في مخابر الشركة بسبب افتقار منبج لمخابر تحليل كيميائي تابعة للجنة.
وقال أحمد عبد الغني، وهو أحد الخبراء الكيميائيين يعمل في “فارما لاند”، إن الشركة تضم مجموعة من المخابر منها المخبر الكيميائي والفيزيائي والمخبر الجرثومي، “ونقوم من خلال هذه المخابر بإجراء التحاليل اللازمة لكافة أصناف الأدوية للتأكد من سلامتها.”
وذكر أن جميع منتجات الشركة يتم التأكد منها عدة مرات عن طريق التحاليل والتأكد من خلوها من العيوب، “وأي منتج يصنع يتم توريده للسوق وعلى مسؤولية الشركة.”
وأشار “عبد الغني” إلى أنه لم يتم تسجيل أي حادثة حتى الآن تشير إلى أن الدواء المنتج غير مطابق للمواصفات أو غير آمن للاستخدام.