القامشلي- نورث برس
قال بيان صادر عن اجتماع روما للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية إن الوزراء المجتمعين أعلنوا التزامهم بتعزيز التعاون عبر جميع خطوط جهود التحالف من أجل التأكد من جعل نواة داعش في العراق وسوريا وفروعها وشبكاتها حول العالم غير قادرة على إعادة تشكيل أي جيب إقليمي أو مواصلة تهديد أوطان وشعوب ومصالح الدول.
واعتبر البيان أن تهديد “داعش” لم ينتهِ نهائيا حتى بعد تحرّر ما يقارب من ثمانية ملايين شخص من سيطرته في العراق وسوريا.
ويضم التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش” 83 دولة، بعد انضمام دول إفريقية إليه.
“دعم المناطق المحررة”
ورأى الوزراء أن استئناف “داعش” نشاطاته في مناطق في العراق وسوريا حيث لا ينشط التحالف، “تتطلّب يقظة قوية وعملًا منسّقاً، بما في ذلك تخصيص موارد كافية للحفاظ على جهود التحالف والقوات الشريكة الشرعية ضدّ داعش وتقديم دعم كبير لتحقيق الاستقرار.”
وأشاروا إلى معالجة الأسباب الحقيقية التي تجعل بعض المجتمعات عرضة للتجنيد من قبل داعش والجماعات الإيديولوجية العنيفة ذات الصلة، “وأيضا لتوفير دعم المناطق المحرّرة لحماية مصالحنا الأمنية الجماعية.”
ويوم أمس الأحد، انتقد متحدث باسم الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا، في حديث لنورث برس، عدم دعوتهم للاجتماع، كون قواتهم ماتزال “تحارب الإرهاب، والمنطقة بحاجة لإعادة إعمار.”
وقال بيان اليوم إن الوزراء اعترفوا بجهود العراق في مواجهة فلول داعش ومنعها من الظهور مجدّداً، وأثنوا على رفع قدرة القوات العراقية على محاربة التنظيم، بحسب البيان.
كما قال المشاركون في الاجتماع إن التحالف يقف إلى جانب الشعب السوري لدعم تسوية سياسية دائمة وفقًا لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254، مشددين على “اليقظة” إزاء تهديدات الإرهاب، وأن يتجنّب التحالف “الفراغ الأمني الذي قد يستغله داعش.”
وبحسب البيان: “يواصل التحالف دعم التعافي المحلّي الشامل وتحقيق الاستقرار في المناطق المحرّرة من داعش وجهود المصالحة وإعادة الإدماج لتعزيز الظروف المؤدّية إلى حلّ سياسي للنزاع على مستوى سوريا بموجب معايير قرار مجلس الأمن رقم 2254.”
ويوم أمس الأحد، قالت قوات سوريا الديمقراطية، في بيان، إنها بعد نجاحها في المرحلة الأولى من محاربة “داعش”، “لا يزال ينتظرنا الكثير من العمل في المرحلة الثانية للقضاء على هيكلية التنظيم الإرهابي وفكره المتطرّف ومواجهة رسائله الإرهابية.”
قلق إزاء معتقلي داعش الأجانب
وقال البيان الصادر عن الاجتماع إنهم ملتزمون “بمتابعة آليات العدالة والمساءلة الفعّالة القائمة بالتنسيق الوثيق مع بلدان المنشأ”، دون أي إشارة لاتفاق حول استعادة الدول لرعاياها.
وذكر أن التحالف يبقى “ملتزماً بتعزيز الجهود المبذولة لضمان معاملة الإرهابيين المتهمين، بما في ذلك الأجانب، معاملة مناسبة ومحاكمتهم بما يتفق مع التزامات القانون الدولي السارية.”
ونقلت وكالات أنباء عالمية عن أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأميركي، أنه حث خلال الاجتماع حلفاء الولايات المتحدة على استعادة مواطنيهم المعتقلين شمال شرقي سوريا بعدما حاربوا في صفوف تنظيم “داعش”.
وقال إن عشرة آلاف مقاتل يشتبه بانتمائهم لصفوف تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) معتقلون في شمال شرقي سوريا لدى قوات سوريا الديمقراطية المتحالفة مع دول غربية.
ورغم سعي الولايات المتحدة لإقناع البلدان على استعادة مواطنيها وإعادة تأهيلهم وحتى ملاحقتهم قضائياً، إلا أن حتى بعض تلك المشاركة في التحالف تتحفظ على إعادة مواطنيها.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن وزير الخارجية الأميركي قوله خلال الاجتماع: “هذا الوضع لا يحتمل ولا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية”.
وفي وقت سابق من الاثنين، قال مسؤول في الإدارة الذاتية شمال وشرق سوريا، إن استجابة الدول التي لديها رعايا من عائلات عناصر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في مخيم الهول بطيئة جداً.
واليوم الاثنين، وجّه القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي خطاباً إلى اجتماع التحالف الدولي ضد “داعش” المقرر عقده على هامش اجتماع مجموعة السبع الكبار في روما.
وقال عبدي: “لضمان تحقيق النصر المستدام، يجب ألا ننسى أن عشرات الآلاف من النساء والأطفال ومقاتلي داعش لا يزالون في مخيمات ومراكز الاحتجاز في شمال وشرق سوريا.”
ودعا عبدي التحالف الدولي إلى المساعدة في إعادة هؤلاء الأشخاص إلى بلدانهم الأصلية، ودعم برامج التعليم ومكافحة التطرف، وكذلك دعم الاستقرار والإنعاش الاقتصادي في المناطق المحررة لمعالجة الأسباب الجذرية للتطرف.
كما نظر وزراء التحالف “بقلق شديد إلى أن التنظيمات والشبكات التابعة لداعش في إفريقيا جنوب الصحراء تهدّد الأمن والاستقرار، ولا سيما في منطقة الساحل وفي شرق إفريقيا/الموزمبيق.”
وقرر المجتمعون عقد الاجتماع الوزاري القادم للتحالف العالمي في حزيران/يونيو عام 2022 وعقد اجتماع المدراء السياسيين للمجموعة المصغرة في بروكسل خريف 2021.