بين آمال وانتقادات.. اجتماع روما في عيون مسؤولي الإدارة الذاتية
القامشلي – نورث برس
انتقد متحدث باسم الإدارة الذاتية، يوم أمس الأحد، عدم دعوتهم لاجتماع دولي يُعقد حول سوريا، كون قواتهم ماتزال “تحارب الإرهاب”، والمنطقة بحاجة لإعادة إعمار، بينما قال مسؤول عن المخيمات إنه يأمل قرارات تفضي لإعادة فتح معبر تل كوجر (اليعربية) الإنساني.
واليوم، يعُقد اجتماع دولي برئاسة الولايات المتحدة الأميركية، لبحث الملف السوري، في العاصمة الإيطالية، روما.
وبحسب المعلومات المتداولة عن الاجتماع، سيحضره كل من أعضاء “المجموعة المصغرة” التي تشمل أميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والسعودية والأردن ومصر، ووزراء خارجية “السبع الكبار”، إضافة إلى تركيا وقطر والمبعوث الأممي، غير بيدرسن.
تمثيل غائب
وقال لقمان أحمي، وهو متحدث رسمي باسم الإدارة الذاتية، إنهم كانوا يتوقعون دعوة دائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية للاجتماع.
وربط، في مقابلة لنورث برس، ذلك بضرورة حضور ممثلين للطرف “الذي حارب داعش على الأرض” الجلسات السياسية الهادفة لإزالة الآثار السلبية للتنظيم المتشدد.
وقبل المؤتمر بمدة قصيرة، دعا وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، جامعة الدول العربية للمشاركة، وذلك لإثارة “ملف التطبيع بين دمشق ودول عربية”، بحسب ما نقلت وسائل إعلام.
ويعُقد الاجتماع على هامش مؤتمر وزراء خارجية دول التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية(داعش)، لبحث “الجهود المبذولة في الحملة لتحقيق الهزيمة النهائية للتنظيم.”
وورد في بيان لوزارة الخارجية الأميركية، إن الوزراء سيناقشون سبل مواصلة الضغط على فلول “داعش” في سوريا والعراق، ومواجهة شبكاته في أماكن أخرى مثل أفريقيا.
وفي الثالث والعشرين من آذار/مارس 2019، أعلن القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، الجنرال مظلوم عبدي، السيطرة على آخر جيوب التنظيم شرقي سوريا، وذلك بمساندة من التحالف الدولي.
لكن الخلايا النائمة للتنظيم لا تزال نشطة في مناطق مختلفة من شمال وشرقي سوريا، ودير الزور على وجه الخصوص.
ويوم أمس الأحد، قالت قوات سوريا الديمقراطية، في بيان، إنها بعد نجاحها في المرحلة الأولى من محاربة “داعش”، “لا يزال ينتظرنا الكثير من العمل في المرحلة الثانية للقضاء على هيكلية التنظيم الإرهابي وفكره المتطرّف ومواجهة رسائله الإرهابية.”
وأضافت قسد: “تتطلّع قواتنا ومجتمعاتنا المحلية إلى مواصلة التزام التحالف الدولي بدعم المساعدة الإنمائية لتثبيت الاستقرار وتعزيز الأمن وحماية مناطق شمال وشرق سوريا ومجتمعاتها من خطر التنظيم الإرهابي.”
وقال المتحدث الرسمي باسم الإدارة الذاتية ، من مكتبه في القامشلي، إن البنية التحتية لشمال وشرق سوريا دُمرت في حرب كبيرة ضد “داعش”، ولذلك لا بد من دعمها.
وحدد المسؤول، خلال حديثه، مطالب الدعم تلك بمجالات اقتصادية وإنسانية.
دعم إنساني
وفي مناسبات سابقة، كررت الإدارة الذاتية مطالبها بإعادة فتح معبر اليعربية، الذي أغلق قبل نحو عام بقرار من مجلس الأمن الدولي، بعد ان استخدمت كل من روسيا والصين وهما حليفان أساسيان لحكومة دمشق، حق النقض (الفيتو).
وقالت كل من روسيا والصين، إن دخول المساعدات إلى الأراضي السورية تتطلب موافقة الحكومة الشرعية، في إشارة إلى حكومة دمشق، التي يترأسها بشار الأسد، رغم الاحتجاجات ضد حكمه منذ عشر سنوات.
وتزامن إغلاق معبر اليعربية مع انتشار جائحة كورونا في مناطق شمال شرقي سوريا، ورغم أنه المنفذ الوحيد لمنظمات الإغاثة الدولية والمنظمات غير الحكومية لإدخال المساعدات إلى المنطقة.
وتدير الإدارة الذاتية في مناطق سيطرتها 15 مخيماً، بينها مخيم الهول الذي يأوي نحو عشرة آلاف من نساء وأطفال عناصر تنظيم “داعش”، كما ينتشر نازحون آخرون في مناطقها في مراكز إيواء ومخيمات عشوائية.
وقال شيخموس أحمد، وهو رئيس مكتب شؤون النازحين واللاجئين في الإدارة الذاتية، إن الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة جو بايدن، قد ترغب بتصحيح الأخطاء التي مورست بحق اللاجئين السوريين في مناطق الإدارة الذاتية، خلال حقبة حكم الرئيس السابق دونالد ترامب.
وتركز الإدارة الأميركية الجديدة، على ضرورة فتح ممرات إنسانية لتأمين دخول المساعدات إلى سوريا.
ويتصدر عنوان “توفير وتوسيع آلية مساعدات الأمم المتحدة عبر الحدود”، أجندة الاجتماع الدولي الذي تترأسه واشنطن.
كما ويأمل المسؤول عن المخيمات شمال شرقي سوريا أن تضغط الدول الحاضرة في الاجتماع على تركيا، لإعادة ضخ مياه محطة علوك، نحو مدينة الحسكة، والتي تغذي نحو مليون شخص.
وتعتبر محطة علوك المصدر الرئيسي لمياه الشرب لمدن تل تمر والحسكة والشدادي والهول وأريافها والمخيمات التابعة لها.
ومنذ سيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة الموالية لها، على منطقة سري كانيه، في تشرين الأول/أكتوبر من العام 2019، أوقفت تشغيل المحطة لـ17 مرة لغاية كانون الثاني/يناير من العام الجاري.
وبخصوص المعابر، توقع “أحمد” أن يخرج الاجتماع بقرارات للضغط على مجلس الأمن لإعادة فتح ممرات إنسانية، بينها معبر اليعربية.