أسعار المحروقات في السوق السوداء في أعزاز مرتفعة وغير ثابتة بمحطاتها

أعزاز- نورث برس

يضطر مصعب عثمان (42عاماً) وهو اسم مستعار لمزارع من مدينة أعزاز، بريف حلب الشمالي، لشراء مادة المازوت من السوق السوداء لتشغيل مولدته وسقاية محصوله من الخضراوات الصيفية.

وتكلف كمية الوقد المستهلكة في استجرار المياه الجوفية لسقاية المحصول، مصاريف، يقول “عثمان” إنها “تفوق استطاعتي”.

ولا تستطيع محطات الوقود في المدينة، تأمين الكميات الكبيرة التي يحتاجها المزارع بشكل يومي لتشغيل المولدة واستجرار المياه، “ما يجبرنا لشرائها من  السوق السوداء”، بحسب “عثمان”.

وتضم أعزاز ما يقارب عشر محطات وقود متوزعة في المدينة ومحيطها، ومعظمها تعود ملكيتها لأشخاص من سكان المدينة ونازحين.

لكن فقدان الوقود في بعضها أحياناً وتوقف أخرى عن العمل، يجبر السكان على الشراء من البسطات المنتشرة في المدينة والمحال الخاصة ببيع الوقود.

وتنتشر هذه التجارة بشكل علني في عدد من أحياء أعزاز والطرق الواصلة من وإلى المدينة، بالإضافة لانتشارها على الطرق العامة الرابطة بين أعزاز والمدن الأخرى الخاضعة لسيطرة القوات التركية وفصائل معارضة مسلحة موالية لها.

واتهم “عثمان” أصحاب المحطات بأنهم يستغلون ذلك ويبيعون المحروقات بأسعار مرتفعة، “ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار الخضراوات في الأسواق وتقليل أرباحنا من المشاريع الزراعية.”

ويبلغ سعر لتر البنزين في محطات الوقود 6.60 ليرة تركية (ما يقارب 2310 ليرة سورية)، في حين يباع اللتر على البسطات والمحلات بـ 8 ليرات تركية (ما يقارب 2800 ليرة سورية ).

ويباع اللتر من مادة المازوت في المحطات بـ6.10 (2.135 ليرة سورية)، بينما يبلغ سعره في السوق السوداء 7 ليرات تركية (2450 ليرة تركية).

ورغم أن “عثمان” يجد تلك الأسعار غالية، “ولكن بقاء المحاصيل بدون سقاية سيؤدي إلى خسائر أكبر بسبب تكاليف الزراعة من سماد ودواء وبذور وغيرها.”

لكن حازم الرحمون (38عاماً) وهو اسم مستعار لبائع وقود في أطراف مدينة، أرجع سبب ارتفاع السعر في المحلات إلى “الهدر والضياع في كمية الوقود.”

وأشار إلى أنه يشتري برميل البنزين من إحدى المحطات في المدينة، “ولكن البرميل يبقى عندي قرابة النصف شهر وأكثر، بسبب قلة السكان الذي يقومون بالشراء، وخلال هذه المدة يتطاير البنزين نتيجة الحرارة.”

وأضاف: “ونتيجة لتطاير البنزين تكون خسارتي في نهاية الأمر حوالي خمس لترات لكل برميل ويجب تعويض هذه الخسارة بزيادة السعر لأضمن الربح.”

كما أن تقدير اللتر بمكيال الحديد الذي يستخدمه “الرحمون” في الكيل يختلف عن تقديره في المحطة، “فالمحطة رقمية وتحسب كل ليرة وكل قطرة خارجة من الخزان الخاص بها، على عكس المكيال الذي ربما يزيد وينقص بسبب عدم دقته في الكيل”، بحسب قوله.

ولم يكن أمام ظاهر الأسمر (36عاماً) وهو اسم مستعار لنازح من ريف حماة، بعد أن نفذ الوقود من خزان دراجته النارية في أطراف أعزاز، إلا سحب دراجته لأقرب محل لبيع الوقود وتعبئتها لإكمال طريقه إلى منزله.

وقال “الأسمر” إنه تفاجأ بالسعر في المحل، إذ أنه دفع أكثر من 500 ليرة سورية، عما كان اعتاد على دفعه في المحطات.

واتهم هو الآخر، أصحاب المحلات التي تبيع الوقود والبسطات بـ”التلاعب بالأسعار كيفما أرادوا.”

ورأى مجد عرفان (45عاماً) وهو اسم مستعار لصاحب محطة وقود في أعزاز، أن البيع في المحلات والبسطات “غير مضبوط، ويبالغون في الأرباح بحكم التصريف القليل للمواد، على عكس المحطات حيث يتم تصريف كميات كبيرة نتيجة توجه السكان إلى التعبئة عندهم.”

لكن سكاناً ونازحين في أعزاز، قالوا لنورث برس، إن سعر المبيع حتى في المحطات غير ثابت وهو في ارتفاع مستمر.

والاثنين الماضي، سجل سعر لتر البنزين النظامي 6.60 ليرة تركية وسعر المازوت الأوروبي 6.10 ليرة تركية، بينما بلغ سعر لتر المازوت المعالج 4.10 ليرة تركية.

وأرجع أصحاب محطات الوقود السبب إلى تدهور قيمة الليرة التركية وعدم استقرارها أمام الدولار، حيث شارف وصول سعر الصرف إلى مستوى 8.80 مقابل الدولار الأميركي الواحد.

إعداد: فاروق حمو – تحرير: سوزدار محمد