مشاريع تنموية “ناجعة” في السويداء تمولها المؤسسة الدينية لطائفة الموحدين الدروز

السويداء – نورث برس

يتذكر حامد الزين (42عاماً) وهو اسم مستعار لأحد سكان ريف السويداء الشرقي، جنوبي سوريا، كيف أن الدعم الذي قدمته له مؤسسة “بيت طائفة المسلمين الموحدين الدروز” منذ عامين في شراء بقرتين بمبلغ مليوني ليرة سورية أحدث تحولاً في حياته.

وبات “الزين” قادراً على إعالة أسرته بعد أن كان يعمل لفترات متقطعة غير دائمة، كما أن حياته الآن أمست “أكثر “استقراراً مالياً”، على حد تعبيره.

ويملك الرجل حالياً أربع  بقرات تدر عليه “دخلاً جيداً” من خلال بيع الحليب والأجبان والألبان إلى محلات أسواق السويداء.

ومنذ أربعة أعوام، أطلقت المؤسسة الدينية لطائفة المسلمين الموحدين الدروز في السويداء، برنامج “سبل العيش الكريم” لتقديم الدعم والتمويل لعائلات ذات دخل محدود بهدف إقامة مشاريع تنموية تحقق اكتفاءً ذاتياً لهم.

وقدم البرنامج إلى الآن الدعم لنحو 425 عائلة، شملت مختلف مناطق السويداء، بحسب القائمين عليه.

وقال رستم الخير (55عاماً) وهو اسم مستعار لأحد الموظفين في المؤسسة الدينية ومسؤول عن برامج الدعم والتمويل إن برنامج “سبل العيش الكريم” تم بالتعاون مع سكان السويداء المغتربين “والمحسنين الخيرين”، حيث يتم تقديم الدعم “للعائلات الأشد احتياجاً والتي يتم تحديدها من قبل لجان مختصة تم تعينها من قبل شيخي عقل الطائفة.”

شروط

وتم تقديم الدعم لمشاريع زراعية متعلقة بالثروة الحيوانية من أبقار وأغنام و ماعز ودجاج ونحل وأخرى لفتح محال خياطة وبيع الألبسة والعصرونية، وذلك من خلال المساهمة في تمويل شراء الأدوات والتجهيزات اللازمة.

وأشار “الخير”, إلى أن تقديم الدعم تم بعد التواصل مع فعاليات المجتمع المحلي في كل قرية أو بلدة أو مدينة فيها مستفيد، “للتعرف على مدى حاجته لذلك.”

وأضاف، أنها جاءت  بناءً  على ركائز منها القدرة على العمل وتنفيذ المشروع المطلوب وإدارته ووجود الاحتياج الفعلي ضمن المنطقة وتوفر مكان ملائم لتنفيذه, وأحياناً وجود أمراض أو “إعاقات” لدى الراغب بإقامة مشروع صغير.

ولا يتم تقديم الدعم مالياً، إنما بأدوات العمل المطلوبة للمشروع الذي يشترط على صاحبه منع البيع أو التنازل عن مشروعه مع متابعته من إدارة المركز بعد التأسيس لمدة ثلاثة أشهر.

وذكر “الخير” أن المشاريع الصغيرة التي تأسست بموجب الدعم تمت دراستها مع إخضاع المستفيدين منها لدورة تدريبية على إدارة المشاريع وتأسيسها والجدوى الاقتصادية المحققة.

وتميزت المشاريع المنفذة بإنتاجها وحققت أثراً إيجابياً واستقراراً للمستفيدين منها، عبر إيجاد فرص عمل لهم, “وحققت نجاحاً بنسبٍ تجاوزت الـ 90 بالمئة “وهناك متابعة مستمرة لها”، بحسب القائمين.

سياسات بنكية

ولم يتمكن رسمي الحارث (50عاماً) وهو اسم مستعار لأحد سكان السويداء، من الحصول على قرض من البنوك الحكومية لإنشاء مشروع تنموي صغير خاص يعيل به عائلته وذلك لعدم توفر الشروط الخاصة بمنح القروض.

و”الحارث” ليس موظفاً حكومياً وليس لديه كفالات عقارية تطلبها البنوك لمنح قرض، ما دفعه لطلب الدعم من المؤسسة الدينية لإنشاء مشروعه.

وقال “الحارث” إن المؤسسة الدينية قامت بتأمين ثلاث مكنات خياطة واستئجار مكان له ولعائلته منذ ثلاثة شهور، وذلك بناء على طلبه، يستطيع بها تأمين مصاريف حياته اليومية.

ورأى أن تأمين فرص العمل وتمويل مشاريع اقتصادية صغيرة تقع على عاتق الحكومة. وأشار إلى أن افتقار المؤسسات الحكومية لأي خطط لإقامة مشاريع تحقق اكتفاء ذاتياً للسكان، يفقد ثقتهم في الحكومة، على حد قوله.

واتفق أسعد بغدادي (52عاماً) وهو اسم مستعار لأحد المسؤولين الحكوميين في مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل في السويداء مع سابقه، على أن خلق مشاريع تنموية لأكثر الأسر تضرراً من الأوضاع الاقتصادية المتهالكة تقع على عاتق الحكومة.

وأضاف أنه على الحكومة إعادة النظر في السياسيات الاقتصادية التنموية والواجب تمويلها من قبل البنوك الحكومية في السويداء.

وأشار المسؤول الحكومي إلى السياسات البنكية “المنغلقة على نفسها وذات الشروط التمويلية التعجيزية هي من ساهمت في تنامي الفقر وعدم إعطاء هامش من اللامركزية الإدارية لأبناء السويداء في تقدير أكثر الاحتياجات ملائمة لهم.”

إعداد: سامي العلي – تحرير: سوزدار محمد