الأسواق المتنقلة في ريف دير الزور.. من تواجد قديم محدد لامتداد يغطي القرى
دير الزور – نورث برس
على بسطة صغيرة يقوم علي الراغب (29 عاماً) ببيع المواد الغذائية في سوق بلدة التبني بريف دير الزور الغربي، في يوم السبت من كل أسبوع، بعد شرائها من محلات الجملة، ويقوم شقيقه ببيع مواد أخرى بذات اليوم في سوق بلدة معدان عتيق الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية.
ويبيع “الراغب” وشقيقه نصف موادهم في اليوم الواحد، فأسعار مواده رخيصة مقارنة مع المحال التجارية، إضافة إلى ازدحام وإقبال السكان على سوق البلدة.
وتعد الأسواق المتنقلة (الشعبية) مقصداً للسكان وخاصة ذوي الدخل المحدود، وتقام بيوم واحد من كل أسبوع يكون متعارفاً عليه في محيط قرى وبلدات ريفي دير الزور الغربي والشرقي.
ويتم بيع مختلف المواد الغذائية والخضراوات والألبسة والمفروشات وغيرها من المستلزمات الضرورية للسكان، إضافة إلى المواشي والطيور.
وتمتلك كل قرية وبلدة سوقاً خاصاً بها، جرى تخصيص يوم واحد من الأسبوع له، وعادة يبدأ من الساعة السابعة صباحاً ولغاية الساعة الثانية عشر ظهراً.
وقال جمال الموسى (50عاماً) وهو من سكان بلدة التبني، إن الأسواق الشعبية متواجدة منذ القدم، “إلا أنها خلال العام الماضي والجاري شهدت إقبالاً كبيراً للباعة والسكان.”
وأشار الرجل إلى أن تلك الأسواق كانت سابقاً تجتمع غرب دير الزور في محيط بلدة التبني فقط وفي ريف دير الزور الشرقي في مدينة البوكمال “وتطورت خلال السنوات لتصبح كل قرية تمتلك سوقاً خاصاً بها ويقام في يوم محدد.”
توفير المال
وتشهدت تلك الأسواق حركة إقبال “جيدة” من قبل سكان قرى وبلدات ريفي دير الزور الغربي والشرقي على حد سواء، لتناسب أسعارها مع قدرتهم الشرائية، ويحاول السكان لا سيما ربات المنازل، شراء احتياجاتهم من المواد الأساسية منها في انتظار إقامته مجدداً في اليوم نفسه من الأسبوع التالي.
ويقام السوق يوم السبت في بلدة التبني ويوم الجمعة في بلدة معدان وفي مدينة البوكمال والميادين شرق دير الزور يقام يومي الخميس والجمعة ويسمى “سوق الخميس – سوق الجمعة”.
وذكر سكان أن السمن والزيت والسكر وغيرها من المواد تباع بثمن أرخص في السوق بفارق يتراوح من 400 إلى 600 ليرة سورية عن المحال التجارية في البلدة .
كما أن الخضار تباع بفارق 100 إلى 200 ليرة سورية عن سعرها في محال الخضروات في البلدات.
وقالت حورية الجميل (27عاماً) وهي من سكان بلدة التبني إنها بدأت بقصد سوق البلدة كل يوم السبت برفقة جاراتها بعد ملاحظتها انخفاض أسعار المواد.
وأشارت “الجميل” إلى أنها تحاول توفير بعض المال من خلال الشراء من الأسواق الشعبية، “نحن نواجه ظروفاً معيشية صعبة ونعتمد على راتب زوجي الذي يبلغ 45 ألف سورية.”
ويشتري ياسين الشيخ (25عاماً) وهو عامل في بلدية التبني التابعة لحكومة دمشق، المواد التموينية وحاجات عائلته الأسبوعية من الخضار من سوق البلدة “بهدف توفير بعض المال.”
صعوبات
ويرجع الباعة سبب انخفاض الأسعار في الأسواق الشعبية إلى عدم وجود تكاليف وأجور للبسطة في السوق، بخلاف المحال التجارية التي غالباً تضع تكاليف المحال من أجرة وكهرباء ومياه على البضائع.
وبحسب سكان وباعة، فإنه ليس هناك فرقاً بين جودة البضائع المعروضة في تلك الأسواق والمحلات التجارية.
ويضطر صهيب العبد الله وهو صاحب بسطة لبيع مواد غذائية ومعلبات في سوق التبني للخروج من الساعة الخامسة فجراً، بهدف حجز مكان خاص ببسطته لضيق مساحة السوق.
وأشار “العبد الله” إلى أنهم لا يستطيعون التوسع “خوفاً من مخلفات الحرب من جهة وخوفاً من عمليات الاستهداف عبر زرع العبوات الناسفة من قبل خلايا تنظيم داعش من جهة أخرى.”
ومنذ مطلع العام الجاري، تنشط في المنطقة، التي يجري نزع مخلفات الحرب منها، خلايا تتبع لتنظيم “داعش”، والتي قامت بزرع عبوات ناسفة وعدد من الألغام الأرضية التي راح ضحيتها رعاة أغنام وعناصر من القوات الحكومية.
وفي السابع والعشرين من الشهر الماضي، أصيب أربعة عناصر من القوات الحكومية، بانفجار ألغام من مخلفات الحرب في ريف دير الزور الغربي الخاضع لسيطرتها.
وبحسب مصدر عسكري، لنورث برس، حينها، فإن المجموعة من القوات الخاصة تعرضت لإصابات بليغة خلال عملية نزع ألغام أرضية وتفكيك عبوات ناسفة وتجميعها في بادية التبني، “بهدف إنشاء نقاط وحواجز لها في المنطقة.”
وذكر “العبد الله” أنه لا يتمكن الشباب المطلوبون للخدمة العسكرية الإلزامية والاحتياطية، من قصد هذه الأسواق أو العمل بها “خوفاً “من حملات المداهمة للشرطة العسكرية التابعة للقوات الحكومية.