دمشق – نورث برس
قال علي أبو درغام وهو شاعر وكاتب سوري، الأحد، إن “البازلت” في قصيدة “زهرة البازلت”، ليس المقصود فيه الحجر الأسود، بل هو روح حكايا الناس.
والشاعر أبو درغام من السويداء، ويعيش في بلدة جرمانا في ريف دمشق، وعمل في قطاع الغزل والنسيج في مؤسسات الحكومة، إلى جانب أعمال حرة.
وصدرت له حديثاً مجموعته الشعرية الأولى بعنوان “في حضرة الموت”.
وقال لنورث برس، حول شعره والمجموعة الشعرية، إن “نشر الشعر وانتشاره يتم من خلال منصات التواصل ورفاقي وأصدقائي.”
وعن علاقته بالبقايا في قصائد “رماد، الزمن، المدن، والأقحوان”، قال: “كل ما يمر في حياتنا يترك أثره في النفس، وإن غاب عن العين يكون في عين القلب وللأماكن والمدن والأحياء حضور دائم.”
أما عن التناقض الحاد في الصور والتعابير والتراكيب بين الفرح والحزن في قصيدتين “تجليات1و2″، قال: “هكذا هي الحياة ليست فرحاً خالصاً ولا حزناً مقيماً.”
وأشار الشاعر إلى أن “الشيء يظهر حسنه الضد، فالصور والتعابير في حالة الفرح تختلف عنها في حالة الحزن من الزاوية النفسية وتركيب الجملة الشعرية.”
وعن الحب في قصائد “نبض، شغف، مساء الخير، وبنفسج”، قال “أبو درغام”: هناك أمنيات أركض وراءها فرحاً انتظرها، والحب والفرح مفردتان لجوهر واحد وجودهما مرتبط معاً.”
ولأصدقاء الشاعر الراحلين “عبدو مكارم، عماد فطوم، ممدوح، أسامة، وأبو سجيع” دور في قصائده.
“هم جزء من الذات والحلم الذي ننسجه معا، والطريق الذي مشيناه سوياً منذ المهد. منهم رفاق الطفولة ومنهم رفاق الحلم.”
وقال حول ” زهرة البازلت” وحضورها: “هي ضحكة عبدو مكارم، وازميل سهيل ذبيان، ولم أقصد فيها حضور المرأة بقدر ما كانت رغبتي.”
وأشار إلى أنه عندما يقول إن البازلت (عبدو) باق طالما هي الحياة باقية. “فهو ليس حجراً أسوداً فقط، بل هو روح حكايا الناس الأشداء، وبيوتهم منه وقلوبهم من ياسمين.”
وعن الأمهات في مجموعته، مثل قصيدة “صرخة”، قال: “هنَّ أحاديث الحرية، والعصافير(هي أمي).”
ويرسم الشاعر فلسطين والقدس والأرض المغتصبة بشاعرية الصورة، “هي شعاع الحرية الأول، ونبض التحرر والانعتاق من الاحتلالات السابقة واللاحقة.”
وقال إن الحكاية “تعود لأم الحكايا وأم البدايات منذ بدء الخليقة وحتى نهاية الكون فلسطين، فلا حياة مع الكيان الغاصب والعنصري، وما يجري يشكل بداية نهاية الصهيونية في فلسطين.”
وقال الشاعر عن الأوراق المنسية والفرحة التي تحدد معالم الحياة: “نحن أمام حالة ضياع تختلط الصور فيها، وننشد قليلاً من الفرح الذي يعشش في ثنايا الذاكرة، ويبقى النسيان أقل.”
وحول انسيابية المفردة وسلاستها في قصيدة “نوافذ”، ذكر أن هذه الانسيابية للمفردة تأتي “كي يعبر المطر ورائحة الياسمين قلوبنا.”
والوطن في قصائده، “هو الأنا المخبأة بين سطور الحلم والحبر والدموع التي اكتب بها.”
وقال عن الصور المتدفقة وحضور للمفردة في قصائد خطوات، مطر، نبضات، وخيانة: “هي نبض الحياة ووقع خطى الناس على قارعة الطريق.”
وأما صور العشق العامر بالحياة في قصيدتي “وهم، وصباحات”، فوصفها الشاعر بـ”الحياة ذاتها.”
وكيفية هزيمة الأمل في قصيدة “خوف”، بحسب الشاعر علي أبو درغام، “هو أن الأمل آخر ما يموت ولا تهزمه الكلمات وسرعان ما يجد سبيله بضحكة طفل.”