خيبة أمل طلبة دمشق بعد رفض كلية الآداب إعادة مدة الامتحان كما السابق

دمشق- نورث برس

خابت آمال سميحة القاسم (26عاماً) وهو اسم مستعار لطالبة في قسم الأدب الإنكليزي بكلية الآداب بجامعة دمشق، في النجاح في مقرراتها الجامعية، بعدما رفضت عمادة كليتها إعادة مدة الامتحان لساعتين كما كانت في السابق.

وكانت “القاسم” قد رسبتْ في مادة الترجمة في الدورة الامتحانية الفائتة، إذ لم تستطع إكمال ترجمة النصين المطلوبين منها بسبب ما أسمته “ضخامة الأسئلة وضيق الوقت.”

وفي تشرين الأول/ أكتوبر من العام 2019، قرر مجلس جامعة دمشق تخفيض مدة الامتحان إلى ساعة ونصف، اعتباراً من الفصل الأول من العام الدراسي الفائت.

والأسبوع الفائت، رفضت عمادة كلية الآداب دعوات الطلاب ومناشداتهم لإعادة مدة الامتحان في الكلية إلى ساعتين كما كانت عليه في السابق.

وفي السادس من يونيو/ حزيران الجاري رفع الاتحاد الوطني للطلبة، كتاباً إلى عمادة كلية الآداب بعد ضغوط من الطلبة لإعادة مدة الامتحان لساعتين، وقوبل الاقتراح بالفرض من قبل العمادة ورؤساء الأقسام في الكلية، بحسب مصدر إداري في الكلية.

وذكر المصدر لنورث برس، أن رؤساء الأقسام برروا سبب الرفض بعدم قدرتهم على تأمين المواصلات للمراقبين والمشرفين على الامتحانات.

“أسئلة لا تناسب المدة”

وقالت “القاسم” في حديث لنورث برس: “عندما قرروا تخفيض مدة الامتحان قالوا لنا أن مدة الامتحان ستنسجم مع كثافة الأسئلة، لكن ذلك لم يحصل.”

وحمّلت الطالبة عمادة الكلية ورئاسة جامعة دمشق سبب رسوبها في مادة الترجمة، وذلك لأنها “لم تتمكن من الإجابة على جميع أسئلة الامتحان بسبب كثافة الأفكار في النصين وقصر الوقت.”

وفي الامتحان، كانت الأسئلة عبارة عن نصين “ضخمين” أحدهما ينبغي ترجمته من اللغة العربية إلى اللغة الإنكليزية والآخر من الإنكليزية للعربية، “لكن كل ذلك لا يتم بمدة ساعة ونصف، هذا ضرب من الجنون”، بحسب “القاسم”.

وأجمع طلاب من كلية الآداب على “عدم” التزام أساتذة المقررات بوضع أسئلة تناسب مدة الامتحان وهو ما يتسبب برسوبهم في موادهم.

وذكرت الطالب، أن أغلب زملائها رسبوا في المادة والكثير من المواد الأخرى لذات السبب.

وتواجه إعادة مدة الامتحان إلى وضعها القديم رفض عمادة الكلية ورؤساء الأقسام في اجتماعات مجلس الكلية رغم “المطالبات المتزايدة”، بحسب إدارية في كلية الآداب.

ولم يختلف الحال عند الطالب رائد داوود (26عاماً) وهو اسم مستعار لطالب في كلية الأدب الفرنسي بجامعة دمشق، حيث ذكر هو الآخر أنه رسب في مادتين في الدورة الامتحانية الفائتة بسبب ” ضخامة الأسئلة وضيق وقت الامتحان.”

وتضم السنة الثالثة في قسم الأدب الفرنسي مادتي النثر فصل أول والنثر فصل ثاني، حيث رسب “داوود” للمرة الثانية فيهما.

وقال الطالب إنه في مادة النثر فصل ثاني “جاءتنا الأسئلة واضحة لكن لضيق الوقت لم نتمكن من حلها جميعها، فكل سؤال يحتاج كتابة على الأقل 15 خطاً باللغة الفرنسية وفيها كلمات أدبية ليس من السهل استحضارها في الامتحان.”

“قرار غير قانوني

وأشار” داوود” إلى أن كثافة الأسئلة في مدة الساعة ونصف لا تختلف عن كثافتها حينما كانت مدة الامتحان ساعتين.

واعترفت إدارية في كلية الآداب بجامعة دمشق، فضلت عدم نشر اسمها، بانخفاض نسب النجاح كثيراً بعد تطبيق القرار، خاصة في أقسام اللغات.

وقالت إن عمادة الكلية ورؤساء الأقسام على علم بالشكاوى الطلابية من ضخامة الأسئلة وقصر الوقت.

وبحسب شهادات طلاب جامعيين، فإن العديد من دكاترة جامعة دمشق يلجؤون إلى أساليب “دنيئة” منها: “طلب التحرش، والرشاوى، وأحياناً واسطات، كي ينجح الطلاب في مادتهم.”

وفي الثامن من هذا الشهر، سحبت جامعة دمشق شهادة دكتوراه، كانت كلية الزراعة منحتها لإحدى الطالبات منذ قرابة 6 سنوات، بسبب سرقة الرسالة البحثية.

وقال دكتور في جامعة تشرين لنورث برس: “سحب الشهادة خطوة ناقصة، ما لم يترافق مع مدعيي حملة شهادات الدكتوراه، وهم لا يمتلكون حتى شهادة جامعية.”

وذكر، شرط عدم نشر اسمه، أن واقع منح شهادات الدكتوراه في الجامعات السورية، اليوم، “يعتريه العديد من السلبيات منها أن هناك الكثير من حديثي الدكترة لا يمتلكون أي لغة ثانية، لا إنكليزية ولا فرنسية.

لكن الإدارية في كلية الآداب توقعت إلغاء قرار تخفيض مدة الامتحان بداية العام الدراسي القادم لأنه “يخالف أساساً قانون تنظيم الجامعات.”

ودعت الأساتذة إلى وضع أسئلة تنسجم مع المدة المخفضة للامتحان، “الأساتذة لا يريدون أن يقتنعوا أن مدة الامتحان قد خفضت وأن عليهم التقليل من حجم الأسئلة والطلبات في الامتحان، وهذا يسبب معضلة كبيرة للطلاب للعملية التعليمية ككل.”

إعداد: وحيد العطار – تحرير: سوزدار محمد