الإنتاج المحلي وتأثيره على أسعار الخضروات في الحسكة

الحسكة – نورث برس

تشهد أسعار غالبية الخضروات الصيفية وبعض أنواع الفواكه من الإنتاج المحلي، انخفاضاً ملحوظاً في مدينة الحسكة، شمال شرقي سوريا منذ بداية هذا الشهر، وذلك بعد فترة طويلة من الارتفاع المستمر.

وخلال الأشهر الماضية، ارتفعت أسعار الخضار والفاكهة في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية نتيجة إغلاق المعابر مع مناطق حكومة دمشق.

وبعد إغلاق المعابر، اعتمدت الأسواق المحلية في الحسكة على استيراد الخضراوات والفاكهة من إيران والأردن والعراق عبر إقليم كُردستان العراق، وأدى ذلك لارتفاع الأسعار في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية، حيث يتم شرائها بالدولار.

ومنذ الحادي والعشرين من آذار/ مارس الماضي، وضعت حكومة دمشق قيوداً على حركة الأشخاص والتجارة في ثلاثة معابر تربط مناطق سيطرتها مع مناطق الرقة ومنبج والطبقة.

وتربط مناطق الإدارة الذاتية مع مناطق سيطرة حكومة دمشق، ثلاثة معابر رئيسة، وهي معبر التايهة في منبج ومعبر الطبقة غرب المدينة ومعبر العكيرشي شرق الرقة.

وقالت مصادر في الإدارة الذاتية، في تصريحات سابقة لنورث برس, إن إغلاق المعابر ليس لخلافات سياسية بين الحكومة والإدارة الذاتية، “إنما السبب هو الصراع الروسي والإيراني على إيرادات المعابر.”

وفي السابع والعشرين من أيار/ مايو الماضي، أعلنت الإدارة الذاتية  فتح كافة المعابر الحدودية بين مناطقها وحكومة دمشق، حيث كانت قررت قبلها بعدة أيام إغلاقها من جانبها.

 لكن وبالرغم من افتتاح المعابر من جانب الإدارة الذاتية، لم تسمح حكومة دمشق بدخول البضائع إلى شمال شرقي سوريا.

وقال جمعة الزطو (51عاماً) وهو تاجر خضروات وفاكهة في سوق الهال المركزي في حي المشيرفة بالحسكة، إن الموسم الصيفي من الإنتاج المحلي بات يتوفر في الأسواق منذ بداية هذا الشهر.

 وساهم الإنتاج المحلي بحسب تجار وسكان في انخفاض كبير لأسعار الخضروات، وهو ما أثر “إيجاباً” على قدرة شراء ذوي الدخل المحدود.

وقبل إغلاق المعابر، كانت الخضروات الشتوية تصل إلى مناطق شمال شرقي سوريا من المناطق الساحلية والداخلية، إذ كانت أسعارها “مقبولة”، بحسب تجار.

وتنتشر زراعة الخضروات الصيفية في مناطق شمال الحسكة، بنسبة كبيرة وجنوبها بنسب أقل وخاصة البندورة والخيار والباذنجان والكوسا والبطيخ وغيرها.

ويتراوح سعر الكيلوغرام من البندورة حالياً ما بين 600 ـ 700 ليرة سورية، في حين كان يباع قبل توفر الإنتاج المحلي، بأكثر من 1200 ليرة،  فيما يباع الكيلوغرام من الجبس بـ450 ليرة، بعد أن كان يباع بـ800  ليرة.

ويباع الكيلوغرام من الخيار ما بين 500 و600 ليرة، ويباع الكيلوغرام من الباذنجان بألف ليرة سورية.

وقال عباس الكردي (37عاماً) وهو من سكان حي العزيزية بمدينة الحسكة ويعمل على إحدى سيارات شراء الخرداوات والحديد، إن أسعار الخضار الحالية، “باتت إلى حد ما تتناسب مع مردوده اليومي والذي يبلغ عشرة آلاف ليرة سورية.”

وخلال الأشهر السابقة، واجه “الكردي”، صعوبة في تأمين الخضار لعائلته، “كنا لا نستطيع شراء الخضروات، الآن باتت مقبولة.”

لكن محمود الصياد (45 عاماً) وهو من سكان حي غويران في الحسكة، قال إنه ورغم توفر الإنتاج المحلي في الأسواق، “هناك فرق كبير في الأسعار بين الأسواق الشعبية بالمقارنة مع المحال التجارية. والجشع أحد أسباب الغلاء.”

وذكر أنه إلى الآن غير قادر على شراء الفاكهة مثل التفاح والموز والبرتقال، “لأن أسعارها مرتفعة كثيراً نتيجة حالة الاستيراد، في حين أعوض ذلك من خلال شراء الجبس والبطيخ الذي يباع بأسعار مقبولة.”

إعداد: جيندار عبدالقادر ـ تحرير: سوزدار محمد