لواء الباقر “يموّل” عناصره على حساب محلات في حي الأشرفية بحلب

حلب – نورث برس

مازال أحمد الأحمد (33عاماً) وهو اسم مستعار لنازح من قرية عنجارة بريف مدينة حلب الغربي، ويسكن في حي الأشرفية بالمدينة، يدفع أسبوعياً عشرة آلاف ليرة لمسلحي “لواء الباقر” لقاء السماح له ببيع الخضرة على البسطة في الحي.

وكل يوم خميس، يدفع “الأحمد” ذلك المبلغ “كإتاوة” لمسلحي اللواء المسيطر على الحي. بالإضافة إلى أنهم “يومياً يأتون ويأخذون ما يريدونه من الخضرة للمقر دون أن يدفعوا شيئاً.”

وقال “الأحمد” الذي شدد على عدم نشر اسمه الحقيقي خوفاً من عناصر اللواء، “أشتري سلامتي مقابل ذلك.”

وتضاربت الروايات عن تاريخ وكيفية إنشاء لواء الباقر المسمى على اسم الإمام الشيعي محمد الباقر. وتدعي الوحدة نفسها وأنصارها أنها أنشئت في عام 2012، مباشرة بعد بداية معركة حلب.

وكان مؤسساه الشقيقين خالد الحسن المعروف بلقبين “الحاج خالد” و”الحاج باقر” وأخيه حمزة الحسن المعروف بكنية “أبو العباس” والملقب بـ”الحاج حمزة”، الذين قاتلا كمتطوعين مع حزب الله خلال حرب لبنان عام 2006.

وأما على الجانب الآخر، فقد ذكر موقع السورية الموالي للمعارضة أن لواء الباقر أنشئ كجزء من قوات الدفاع المحلية في عام 2015.

ومنذ بداية الحرب السورية، استلم “لواء الباقر”، فصائل سورية موالية تنحدر من محافظة حلب وجزء من شبكة “قوات الدفاع المحلي”، حي الأشرفية ويتكون من مئات المسلحين من عشيرة البكارة وغالبيتهم تحولوا من المذهب السني إلى الشيعية الاثنا عشرية (طائفة دينية إسلامية).

وفي أيار/ مايو 2018، اعتدى مسلحو اللواء على تجار ومدنيين بأخمص البنادق بمنطقة باب الفرج وسط حلب، ولاقى الأمر آنذاك حالة من الاستهجان لدى السكان وذلك لإصابة أربعة أشخاص بجروح متفاوتة من أجل أحقية من يركن سيارة.

سيطرة محكمة

وبحسب مصدر أمني في فرع الأمن الجنائي بحلب فإن “لواء الباقر” متمكن في السيطرة على حي الأشرفية “لأن مقرهم الرئيسي “قوات الدفاع المحلي” يقع على مقربة منهم وذلك ما بين حيي الجلاء والشيخ مقصود شرقي.”

واستقدم مسلحو اللواء “خارجين عن القانون” ما مكنها من السيطرة على عدة أحياء الأشرفية وباب النيرب الواقع في القسم الشرقي من حلب، وفي حي الميسر، وضهرة عواد، وفي البلورة، وفي تل شغيب في الريف الجنوبي الشرقي، وفي مدينة سفيرة، وفي تل حاصل.

“ويحكمون قبضتهم على تلك الأحياء بشكل كلي دون أن يكون للقوى الأمنية الحكومية أي سيطرة عليها”، بحسب ذات المصدر.

ووفقاً للمصدر الأمني، فإنه يمنع على القوى الأمنية اعتقال أي شخص مطلوب بتهم جنائية “دون التنسيق مع القائد العسكري المسؤول عن الحي وذلك تلافياً للاحتكاك معهم.”

وأضاف: “عندما يريدون اعتقال شخص من الحي يكون التنسيق مع شخص يكنى “بأبو دوشكة” وهو من القادة المسيطرين على الحي، أو يضطرون لمراقبة الشخص المطلوب واعتقاله أثناء خروجه من الحي.”

 وأشار إلى أن عناصر الفصيل يقومون بتخيير الشخص المبلغ عنه من قبل القوات الحكومية، بين منح الحماية له بشرط الانضمام للفصيل أو دفع مبالغ مالية لمدة معينة، بحسب المصدر.

تهديدات

ومنذ شهر، نقل محمد مستو(45عاماً) وهو نازح من قرية أخترين شمالي حلب ويملك محلاً لبيع اللحوم في الأشرفية، مكان إقامته إلى حي آخر.

كما أنه سيقوم بنقل محله أيضاً خلال الفترة اللاحقة “خشية” من انتقام مسلحي لواء الباقر منه في حال رفضه إعطائهم سلعاً من محله، بحسب قوله.

وخسر “مستو” منذ سيطرة اللواء على الأشرفية، عشرات الكيلوغرامات من اللحم، ليقوم بعد ذلك بإغلاق محله في منتصف اليوم “بحكم أن مسلحي اللواء كان يترددون في ساعات المساء فقط.”

لكن “بعد أن عرفوا بذلك، هددوني بأنهم سيوجهون لي تهماً باطلة كمساعدة مسلحي المعارضة السورية المسلحة وتزويدهم بالإحداثيات، في حال كررت الأمر.”

ومطلع 2019، اضطر إبراهيم صاروخ (32عاماً) وهو اسم مستعار لنازح من الريف الغربي لحلب للخروج من حي الأشرفية، “بسبب ازدياد انتهاكات مسلحي لواء الباقر.”

وكان النازح قد قدم إلى الأشرفية عام 2013، واستقر في الحي واستأجر محلاً فيه، بعد فقدانه لمحله في حي الشعار.

وقال النازح، “أعمل حتى أعيل عائلتي، فإذا فقدت في كل شهر زوجاً من الأحذية فماذا يبقى لي؟ ناهيك عن دفعي لـ20 ألف ليرة شهرياً لمسلحي للواء دون أي وجه حق.”

 إعداد: آردو حداد – تحرير: سلام محمد