انقطاع الكهرباء في دمشق يترك آثاراً سلبية على حياة الطلبة
دمشق – نورث برس
وجدت سهى العلي (23عاماً) وهو اسم مستعار لطالبة في كلية الحقوق بالجامعة الافتراضية السورية بدمشق، نفسها أمام مشكلة حقيقية جراء الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي الذي انعكس بشكل مباشر على دراستها.
وتحتاج “العلي” للكهرباء لمتابعة محاضراتها التي تأتي أغلبها على شكل تسجيلات صوتية مرفقة بصور مقرر المادة يتم تحميلها من موقع الجامعة.
وقالت الطالبة إن سبب رسوبها في الامتحان السابق لمادة قانون العقوبات العام “لعدم قدرتي على مراجعة محاضراتي بسبب الانقطاع الطويل والمستمر للتيار الكهربائي”.
وبعد الانتخابات الرئاسية، ازدادت ساعات التقنين في مدينة دمشق، حيث تشهد أحياء المدينة تطبيقاً صارماً للتقنين يصل لأربعة ساعات قطع مقابل ساعتي وصل، فيما تشهد بعض المناطق الأخرى في ريف المدينة ساعات أكبر من القطع.
وقبل الانتخابات وخلالها، فإن المدينة لم تشهد تقنيناً في الكهرباء إلا ساعة أو ساعتين في اليوم، وقبل ذلك كانت تصل ساعات الوصل لثلاث ساعات مقابل ثلاث ساعات قطع، بحسب سكان.
وأشارت الطالبة الجامعية إلى أن انقطاع التيار الكهربائي يمنعها من مراجعة محاضراتها على حاسبها المحمول، كما أنه يؤثر على سرعة الانترنت الذي يصبح “بطيئاً للغاية بمجرد مرور دقائق على انقطاع الكهرباء.”
وقالت إن ذلك الأمر “لا يمكننا من تحميل المحاضرات من موقع الجامعة ودراستها وهذا يؤثر على علامتنا في المادة.”
ولا تقتصر أضرار انقطاع التيار الكهربائي على طلبة الجامعة، وإنما تطال طلبة صفي الثالث الإعدادي والثالث الثانوي الذين يتقدمون للامتحانات هذه الأيام.
تقنين صارم
وقال أنس جعفر (18عاماً) وهو اسم مستعار لطالب بكالوريا، إن “التقنين الصارم” الذي تتبعه الحكومة يؤثر بشكل مباشر على تحصيلهم الدراسي.
وأضاف: “ينبغي أن نتواصل على مدار الساعة مع مدرسينا لمتابعة دروسنا على الانترنت حتى نوفر على أنفسنا عناء المسافات الطويلة إلى منازل المدرسين لشرح الدروس.”
لكن انقطاع الكهرباء وضعف الانترنت يدفع “جعفر” وزملائه للذهاب إلى منازل مدرسيهم حتى يتمكنوا من متابعة دروسهم واستحصال معلومات تخص دراستهم.
“هذا يهدر وقتنا كثيراً خاصة في ظل أزمات السير ونقص المحروقات ما يجعلنا ندفع تكاليف باهظة للتكاسي لإيصالنا لوجهتنا وإعادتنا لمنازلنا.”
والخميس الفائت، أعلنت الشركة السورية للاتصالات، عن عطل فني في أحد الكوابل البحرية الدولية أدى إلى خروج خمس دارات دولية من الخدمة ما أثر على جودة خدمة الانترنت.
والاثنين الفائت، قال وزير الكهرباء في حكومة دمشق غسان الزامل لجريدة “الوطن” شبه الرسمية، إنه ليس هناك إمكانية لدى الوزارة لتخفيف ساعات التقنين في فترة امتحانات الشهادتين التعليم الأساسي والثانوي.
وأشار الوزير إلى أن تخفيف التقنين في بعض المناطق “سيكون على حساب مناطق أخرى”.
وتبلغ كميات الغاز التي تزودها وزارة النفط لوزارة الكهرباء نحو 8 ملايين متر مكعب غاز يومياً في حين الحاجة هي 18 مليون متر مكعب غاز، وفقاً لما قاله “الزامل”.
تصريحات الوزير أثارت جدلاً لدى السكان الذين شككوا فيها وذلك بسبب قيام الوزارة بوصل الكهرباء للأحياء الدمشقية طيلة الأيام التي سبقت الانتخابات وخلالها.
آثار نفسية
وتساءلت سهيلة العابد (49عاماً) وهو اسم مستعار لامرأة تسكن في حي ركن الدين بدمشق، “هل الانتخابات أهم من مستقبل أطفالنا حتى تقوموا بوصل مستمر للكهرباء قبيل اجراء الانتخابات وخلالها ثم تعلنوا عدم مقدرتكم على تحسينها أثناء الامتحانات؟.”
ولدى “العابد” ابناً يقدم امتحانات شهادة التعليم الأساسي هذه الأيام.
وتحاول الوالدة وزوجها قدر الإمكان التخفيف من حالة “الضجر” التي يشعر بها ولدها في ظل انقطاع الكهرباء وارتفاع درجات الحرارة “لكن نعجز عن ذلك بسبب الأثر النفسي الكبير الذي يتركه هذا الانقطاع على حياته.”
وأشارت الوالدة إلى أنه “عندما تكون الكهرباء متوفرة أستطيع الاهتمام بغذائه كتحضير شراب الفواكه على الخلاط وتحضير كافة الأغذية والمشروبات التي تعزز تركيزه في الدراسة. لكن للأسف كل ذلك لا يمكننا فعله.”
ووصفت “العابد” فترة الامتحانات هذه “بأسوأ فترة، عندما كانت ابنتي تقدم امتحانات البكالوريا قبل سنوات كنت أهتم بها وأحضّر لها كل ما تريده لكن مع ابني، الوضع مختلف وبالتأكيد ذلك سيؤثر على تحصيله العلمي.”