باحث أميركي لنورث برس: التنديد الأميركي بالقصف التركي تمهيد للقاء بايدن وأردوغان
واشنطن – نورث برس
قال رئيس مركز بناء السلام في جامعة كولومبيا الأميركية ديفيد فيليبس، لنورث برس، الأحد، إن التصريحات الأميركية المنددة بالقصف التركي داخل العراق ليست إلا تمهيدا أوليا للقاء هام وصعب، سيجمع الرئيسي الأميركي، جو بايدن بنظيره التركي، رجب طيب أردوغان.
وكانت طائرة تركية مسيرة قد استهدفت ظهر السبت حديقة أطفال بجوار مدرسة ضمن مخيم مخمور للاجئين.
فيما عدَّت واشنطن الاستهداف التركي للسكان في مخيم مخمور في العراق، “انتهاكاً للقانون الدولي والإنساني.”
ويقع مخيم مخمور في عمق الأراضي العراقية وتحديداً بين الحدود الإدارية لمحافظتي نينوى وأربيل جنوباً، ويؤوي سكاناً كرد لاجئين من تركيا منذ تسعينات القرن الفائت.
وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد، في تغريدة نشرتها، مساء أمس السبت، عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي تويتر، إنها أوضحت للمسؤولين الأتراك “عواقب أي هجوم يستهدف المدنيين.”
وأعربت جرينفيلد، عن قلق واشنطن العميق حيال العنف الذي وقع بالقرب من مخيم مخمور في العراق، ودعت جميع الأطراف إلى احترام حقوق اللاجئين.
وكانت غرينفيلد قد زارت أنقرة الأسبوع الماضي، لبحث عدد من الملفات “الحساسة المتعلقة بالموضوع السوري”، كما جاء في بيان لوزارة الخارجية الاميركية.
والتقت غرينفيلد في أنقرة عدداً من كبار المسؤولين الأتراك لبحث الملف السوري وقضايا ثنائية أخرى، وعلى وجه الخصوص مسألة “إدارة أزمة اللاجئين” وسبل تسهيل نقل المساعدات الإنسانية العابرة للحدود.
وجاءت الزيارة قبل أسابيع من تصويت مجلس الأمن على تمديد تفويض الأمم المتحدة لتقديم المساعدات الإنسانية العابرة للحدود إلى الشمال السوري، والذي ينتهي العمل به في تموز/يوليو المقبل وسط مخاوف من استخدام الصين وروسيا لحق النقض “الفيتو” الذي من شأنه حجب المساعدات عن عدد من المناطق في الشمال السوري.
وأضاف فيلبس أن “الملف السوري والتوتر التركي – الأميركي بسبب دعم قوات سوريا الديمقراطية سيكون أحد أولويات الحوار الهام بين الرئيسين هذا الشهر.”
ومن المقرر أن يلتقي بايدن وأردوغان على هامش قمة دول الناتو في الرابع عشر من حزيران/ يونيو الحالي.
وأشار رئيس مركز بناء السلام في جامعة كولومبيا الأميركية إلى أن “بايدن سيوضح موقف بلاده الحازم من أهمية استمرار الاستقرار في المنطقة، وضرورة توقف تركيا عن هجماتها المزعزعة للاستقرار وكذلك تقبل الواقع الجديد على حدودها الجنوبية.”
وكشف ديفيد فيليبس عن اهتمام الإدارة الأميركية الجديدة بالملفات الانسانية والسياسية لتسوية الأوضاع في شمال شرق سوريا وجعل المنطقة بيئة خصبة للاستقرار والتطور وهي أحد الأمور الذي سيبحثها بايدن مع اردوغان.
وقال إن “محور الاهتمام سيكون المضي بخطوات اشراك مجلس سوريا الديموقراطية بعملية التفاوض والانتقال السياسي التي تم اقصاء الكرد عنها بسبب الشروط التركية.”
ويرى فيليبس أن الخط الأميركي المتشدد مع تركيا في عهد جو بايدن اثبت فاعليته وقدرته على تصويب الخلافات في العلاقة التركية – الأميركية بالنسبة لسوريا أو غيرها من الملفات.
وقال :”ما نالته تركيا في عهد ترمب لن تناله الآن أو تحت قيادة أي رئيس أمريكي آخر، فالموقف الأميركي السلبي من الاستراتيجية التركية في عهد أردوغان لا يقتصر على الحزب الديموقراطي بل الجمهوري أيضاً وفرصة “دونالد ترمب” لن تتكرر بالنسبة لتركيا، التي تعلم اليوم أنه عليها تغيير سلوكها اذا أرادت الحفاظ على علاقة جيدة مع الولايات المتحدة.”