الخارجية الأميركية لـ”نورث برس”: لا قرار نهائي بشأن عمل شركة النفط الأميركية العاملة في شمال شرقي سوريا
واشنطن – نورث برس
قال مسؤول في الخارجية الأميركية لـ”نورث برس”، الأربعاء، إن إدارة الرئيس جو بايدن لم تتخذ حتى الآن قراراً نهائياً بشأن عمل شركة “دلتا كريستنت” الأميركية، المتخصصة في مجال النفط في شمال شرقي سوريا.
والسبت الفائت، قال تقرير لموقع المونيتور الأميركي، إن إدارة بايدن تستعد لإلغاء رخصة شركة نفط أميركية في شمال شرقي سوريا.
وكان مكتب اوفاك قد منح شركة “دلتا كريسنت” استثناءً من العقوبات الأميركية المطبقة على سوريا للعمل على منشآت النفط شمال شرقي البلاد.
و”اوفاك” هو اختصار لاسم مكتب “مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية” ويراقب حركة الأموال بين الولايات المتحدة والكيانات والدول المعاقبة.
وأضاف المسؤول المطلع الذي رفض الكشف عن هويته “نعمل على اتخاذ قرار نهائي يتناسب مع قيم الولايات المتحدة ومصالح الحلفاء في شمال شرقي سوريا.”
وقال المحلل الأميركي جوناثان برودير لـ”نورث برس” إن رغبة إدارة بايدن بإلغاء الترخيص ينطلق من “رؤية أخلاقية” لدى الإدارة التي ترى أن استفادة شركة أميركية من نفط شمال شرقي سوريا هو “أمر غير عادل للجانب السوري والحلفاء في “قوات سوريا الديمقراطية.”
ووصف المحلل المطّلع على ملف النفط السوري، تصريحات الرئيس السابق، دونالد ترامب حول النفط السوري بـ”المريبة” والتي أوحت بـ “رغبة أميركا بالاستيلاء على نفط المنطقة.”
ولا يرى برودير أن للقرار أي علاقة برغبة أميركا بوقف الدعم عن المنطقة بل يرتبط بسمعة الولايات المتحدة.
وقال ديفيد فيليبس، وهو مدير مركز بناء السلام في جامعة كولومبيا الأميركية، والمستشار السابق للخارجية الأميركية، إن إدارة جو بايدن “لا تزال جديدة ولذلك لا نعرف الكثير من التفاصيل حول استراتيجيتها بعد.”
وأضاف ”لكن لا شيء يدعو للقلق لأن الإدارة مقتنعة بشكل كامل بدعم الحلفاء في قوات سوريا الديمقراطية كجزء من قتال تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).”
لكنه ربط العلاقة مع “قسد” بالتعامل الأميركي العام مع الملف السوري حيث “بات الكرد وتجربة شمال شرقي سوريا عاملاً أساسياً لن يكون هناك حل في سوريا بدونه.”
وكشف فيليبس عن عزم جو بايدن فتح ملف دعم قسد وإشراك ممثله السياسي مجلس سوريا الديمقراطية “مسد” في العملية السياسية في سوريا، من خلال اللقاء الذي سيعقده مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان في حزيران/يونيو القادم.
وقال: “سيقوم بايدن بإعلام أردوغان أن اعتداءات تركيا على أراضي الحلفاء في شمال شرقط سوريا، باتت من الماضي ويجب ألا تتكرر.”
وأضاف المستشار السابق أن إدارة بايدن تملك أوراقاً تستطيع من خلالها الضغط على الجانب التركي للقبول بالواقع والإسهام في إرساء الاستقرار في المنطقة.
وأشار إلى أن “تجاهل الواقع الجديد في شمال شرقي سوريا والاستماع للمطالب التركية بإقصاء مجلس سوريا الديموقراطية من العملية السياسية لن يستمر ولا يخدم أي من الأطراف السورية.”
واستبعد فيليبس قدرة تركيا على شن عمليات عسكرية جديدة بشمال شرقي سوريا في عهد جو بايدن نتيجة تمسّك الإدارة الجديدة بمبدأ دعم الحلفاء في سوريا كجزء من استراتيجية كبرى لسوريا والمنطقة.
ووصف فيليبس الوضع في شمال شرق سوريا بـ “المستقر” رغم وجودها وسط محيط ملتهب مليء بالتحديات سواء “تركيا أو روسيا أو النظام السوري أو داعش.”
وقال “الإدارة الكردية للمنطقة نجحت بتخطي تحديات كبيرة جداً وخطيرة في الفترة الماضية وأثبتت قدرتها على الحفاظ على استقرار نسبي ايجابي تحتاجه المنطقة بشدة”.