إغلاق مكب نفايات “رودكو” يفتح متنفساً لسكان مدينة القامشلي

القامشلي – نورث برس

أعلنت مديرية البيئة للجنة البلديات في القامشلي, شمال شرقي سوريا, الاثنين, عن إطلاق مشروع نقل مكب نفايات نافكوري وديريك وعامودا إلى المركز الرئيسي “المطمرة” في الهول بريف الحسكة.

وقالت شيرين سعدون وهي مهندسة مشرفة على تخطيط وتنفيذ المشروع, إن المكب الجديد عبارة عن “مطمرة تتألف من خمس خلايا كل منها بأبعاد ٣٠٠×١٠٠ متراً.”

وأضافت “سعدون”, لنورث برس, أن المشروع يتكون من ثلاث محطات نقل للنفايات في القامشلي وديرك وعامودا مهمة كل منها تفريغ النفايات من سيارات الجمع إلى آلياتٍ كبيرة.

وأشارت إلى أن الآليات الكبيرة أو ما تعرف باسم “الضاغطات” تسع كل منها لما يصل إلى 50 طناً وبواسطتها سيتم نقل النفايات إلى “المطمر” المركزي.

وفي السادس والعشرين من أيار/مايو الجاري, سيتم نقل المكب إلى المركز الرئيسي “المطمرة” بين الهول وتل حميس وسوف يتم طمرها بطرق فنية وبيئية, بحسب مديرية البيئة.

وقالت المهندسة المشرفة على المشروع, إن تكلفة المشروع تقدر بـ نحو 900 ألف دولار أميركي.

ومنذ تشرين الأول/أكتوبر من العام الفائت, تدرس كل من هيئة الإدارة المحلية ومديرية البيئة ولجنة البلديات التابعة للإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا حلولاً لهذه المشكلة.

والمشكلة ليست وليدة اليوم إنما “يعود عمرها إلى أكثر من 27 سنة مضت، وهي أكثر المشاكل المستعصية في المدينة”, حسب تصريحاتٍ سابقة لمسؤولين في بلديات القامشلي.

وقالت “سعدون”, إنه سيتم إغلاق مكب رودكو ونقل كل النفايات الموجودة هناك لمطمر الهول “ومن المخطط أن يتم تحويل المكان الى مساحة خضراء وإنشاء مأوى للكلاب.”

وعلى بعد خمسة كيلومترات إلى الغرب من مدينة القامشلي الواقعة على الحدود السورية التركية، شمال شرقي سوريا, يقع مكب نفايات “رودكو” أو ما يعرف بمكب “نافكوري.”

وعلى مدى سنواتٍ عدة، تسبب مكب “رودكو” بانبعاثات ضارة بسبب حرق النفايات.

وأطلق ناشطون في القامشلي حملات عدة على مواقع التواصل الاجتماعي ونظموا وقفات احتجاجية عديدة لوقف حرق النفايات وحل مشكلة المكب.

وتسبب حرق النفايات بأمراضٍ لدى الأطفال بالإضافة إلى تأزم الوضع الصحي لدى المصابين بالربو ومن لديه أمراضاً صدرية.

وانتشرت مخاوف كثيرة من إمكانية تلوث مياه الآبار في محطة الهلالية القريبة من المكب وهي المصدر الرئيس لمياه الشرب لسكان المدينة.

وكانت آليات النظافة التابعة لبلديات القامشلي تُفرّغ حمولتها المؤلفة من أطنان النفايات كل صباح في هذا المكب ومن ثمّ حرقها عند المساء ليغطي دخانها معظم الأحياء الغربية من المدينة.

وتأمل خديجة حمو (54 عاماً), من سكان حي الهلالية, غربي القامشلي, أن تخرج مع حلول كلّ مساء لتجلس في حديقة منزلها وتستنشق هواءً نظيفاً.

وقالت “حمو”, لنورث برس, بعد قرار إغلاق المكب ونقل النفايات إلى منطقة أخرى من القامشلي: “كنا نأمل ذلك منذ زمنٍ بعيد لنتخلص أخيراً من الدخان الذي يتسبب بخنقنا.”

وأضافت أنها كانت تضطر دائماً لإغلاق الأبواب والنوافذ “ولم نكن نستطيع أن نخرج يوماً إلى باحة منزلنا لاستنشاق هواءٍ نظيف.”

إعداد: هوكر العبدو – تحرير: خلف معو