“الصيدلية العمالية” في الرقة

الرقة – نورث برس

أبدى خالد العمر (35 عاماً) وهو عامل مياومة في مدينة الرقة، شمالي سوريا الرضا عندما سأل عن سعر دواء في “الصيدلية العمالية”، إذ وجد فرقاً واضحاً في السعر بينها وبين وأخرى اعتاد على الشراء منها.

واعتبر “العمر” مشروع الصيدلية “خطوة جيدة” وخاصة أن ظروفهم المعيشية وارتفاع أسعار جميع المواد، يؤثر سلباً على قدرتهم الشرائية.

وبداية هذا الشهر، وبالتنسيق مع نقابة الصيادلة وبمبادرة أحد الصيدلانيين، افتتح اتحاد العمال في الرقة الصيدلية، حيث يتم بيع الدواء لعمال من سكان الرقة والذين يمتلكون البطاقة العمالية.

ويكون هامش الربح 5% من قيمة الدواء الذي تشتريه الصيدلية من مستودعات الأدوية في المدينة.

ويحق للعمال الاستفادة من الخدمات التي تقدمها الصيدلية بعد إبراز البطاقة العمالية التي يصدرها اتحاد العمال في الرقة وذلك بعد تقديم العامل طلب انتساب للاتحاد.

واتحاد العمال هو إحدى منظمات المجتمع المدني والتي تعمل لتكون صلة وصل بين قوانين الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا والشرائح الاجتماعية والفعاليات الاقتصادية.

وقال الصيدلاني أحمد الشهاب، وهو صاحب فكرة افتتاح الصيدلية، إنه طرح الفكرة قبل عدة أشهر، “لكن مراحل النقاش مع اتحاد العمال ساهمت في تأخير الافتتاح حتى الفترة القريبة الماضية.”

وأشار الصيدلاني إلى أن الإقبال على الصيدلية عند افتتاحها كان محدوداً “لكنه بدأ بالتحسن خلال الأيام الماضية ويعود ذلك إلى عدم معرفة كثير من السكان بهدف الصيدلية وطبيعة عملها.”

ويقوم “الشهاب” بالتعامل مع غالبية مستودعات الأدوية في المدينة في محاولة منه لتأمين جميع أنواع الأدوية للزبائن الذين يترددون على الصيدلية.

ويحق للعمال من كلا الجنسين الحصول على البطاقة العمالية بعد تقديم الأوراق اللازمة، وفقاً لما ذكره ظاهر العبدالله، الرئيس المشارك لاتحاد العمال في الرقة.

وأضاف “العبدالله” في حديث لنورث برس، أن منظمات المجتمع المدني ومنها اتحاد العمال “تحاول تبني وتحفيز المبادرات الفردية والجماعية التي يقوم بها ناشطون مدنيون في المدينة.”

ولم يكن عبد الفتاح العلي وهو عامل مياومة، يعلم بضرورة امتلاكه البطاقة العمالية لشراء الدواء “بسعر الربح البسيط” عند دخوله الصيدلية وطلبه من الصيدلاني صرف الدواء له.

ويقوم “العلي” كل خمسة عشر يوماً بتجديد وصفة الدواء لوالدته المريضة وابنه الذي يعاني من ضمور دماغي، إذ أن الأخير يحتاج لاستعمال المقويات والفيتامينات بشكل دائم.

وتتفاوت أسعار الأدوية بين الصيدليات ويقوم مستثمرون وتجار من الرقة باستيرادها من مناطق حكومة دمشق.

وكان “العلي” يضطر لسؤال أكثر من صيدلية في المدينة عن سعر الدواء نفسه، حيث “يصل تفاوت السعر لنحو ربع القيمة بين صيدلية وأخرى.”

إعداد: عمار عبد اللطيف – تحرير: عمر علوش