بمعرضٍ تشكيليّ ومحاضرات متنوعة.. ملتقى روج آفا الثالث يستمر في القامشلي

القامشلي – نورث برس

وسط معرض للفن التشكيلي في القامشلي، شمال شرقي سوريا, يقف ريزان مشو, وهو فنان تشكيلي ورسام “انيمشن”, ويتأمل في لوحته عن الغربة.

وقال “مشو”، الذي بقي في البلاد مع أخيه بينما هاجر باقي أفراد أسرته المؤلفة من 12 شخصاً، إن “اللوحة تظهر ملابسنا القديمة التي كانت تلفها والدتي وتخزنها في درجٍ محفور في الحائط، وهناك قطة إلى جانب الملابس قامت بملء الفراغ الموجود.”

وأول أمس الثلاثاء، انطلقت المرحلة الثانية من ملتقى روج آفا الثالث للفن التشكيلي بافتتاح معرض تشكيلي في مركز محمد شيخو للثقافة والفن في مدينة القامشلي.

وكانت المرحلة الأولى من الملتقى قد أقيمت في مدينة الطبقة من السادس من أيار/مايو الجاري إلى الحادي عشر منه.

وقال ريزان مشو: “يسعدني كثيراً أن أعرض أعمالي مع مجموعة فنانين من عفرين وتل أبيض ومناطق أخرى.”

وأضاف، لنورث برس, أن “معرض هذا العام يضم الكثير من أنواع الرسم المختلفة وكذلك فيه أعمال متنوعة من مشاركات الفنانين.”

ويتخلل المعرض المقام في مركز محمد شيخو للثقافة بمدينة القامشلي, إلقاء محاضرات متنوعة عن أهمية الفن التشكيلي من قبل المشاركين في المعرض.

ويحمل الملتقى هذا العام شعار “تنوعنا مصدر جمالنا وقوتنا، معاً لنجعل الفن ربيع قلوبنا”, وهو ملتقى سنوي يشارك فيه فنانون تشكيليون من مختلف مناطق شمال شرقي سوريا.

ويشرف على فعاليات الملتقى هيئة الثقافة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، بالتنسيق مع هيئات ولجان الثقافة في الإدارات الذاتية والمدنية.

ووصل عدد الفنانين التشكيليين هذا العام في المعرض المقام في مدينة القامشلي إلى 128 فناناً, بحسب اللجنة التحضيرية للملتقى.

والعام الفائت, تم إلغاء عقد الملتقى بسبب جائحة كورونا، وفي العام 2019 عقد الملتقى بمشاركة ثمانين فنانٍ تشكيلي.

وقالت رندة حمو (33 عاماً)، وهي ناشطة في مجال الثقافة والفن وتعمل في مركز مالفا للفنون في المدينة, إن المعرض يضم أعمالاً مميزة ومتقدمة وبحجم أكبر هذا العام.

وأضافت: “أكثر ما لفت انتباهي, المحاضرات التي تقدم هنا وجئنا لحضورها وهو نوع محفز للفنانين والمبدعين والكتاب وغيرهم.”

ويشارك في ملتقى روج آفا الثالث للفن التشكيلي أكثر من 100 فنانٍ تشكيلي فعالياته ضمن المرحلة الثانية بمعرضٍ تشكيليّ متنوع في القامشلي.

وقال علي عبدالله، وهو الرئيس المشارك لاتحاد فناني الجزيرة وعضو اللجنة التحضيرية, إن الملتقى بدأ هذا العام على شكل “سمبوزيوم” في مدينة الطبقة.

و”السمبوزيوم” هو مصطلح إغريقي يعني جلسة المتحاورين حيث تشمل أحاديثهم ميادين الأدب والفن والفلسفة والمجتمع.

ويحمل “السمبوزيزم”, عادة، اسم المضيف الذي يدعو عدداً من النخبة للاجتماع حول قضية أو حدث بعينه.

وأضاف “عبدالله”: “كانت مشاركة الفنانين في الملتقى هذا العام أكبر من فعاليات الأعوام الماضية بالإضافة إلى حضور لافتٍ من الجمهور.”

وبالإضافة إلى “السمبوزيوم” الذي عقد في الطبقة والمعرض السنوي القائم حالياً في القامشلي، تنظم اللجنة التحضيرية خلال الملتقى سلسلة من المحاضرات حول الفن التشكيلي.”

وفي الحادي والعشرين من هذا الشهر، سيقام حفل ختامي للملتقى وسيتم خلاله تكريم الفنانين التشكيليين المشاركين في الملتقى بالإضافة إلى عروضٍ فنية متنوعة، بحسب اللجنة التحضيرية.

إعداد: هوكر عبدو – تحرير: خلف معو