مشاريع زراعية للزعتر الخليلي في ريف السويداء تحقق نجاحاً رغم العراقيل
السويداء – نورث برس
قرر سميح القاسمي (45 عاماً) وهو مزارع من بلدة الصورة الصغيرة بريف السويداء الشمالي، زيادة مساحة مشروعه إلى ثلاثة دونمات مزروعة بالزعتر الخليلي “الأخضر”، بعد أن حصل على نتائج إيجابية ومردود جيد منه العام الفائت.
وفي شباط/ فبراير العام الفائت، زرع “القاسمي” الزعتر الخليلي في بلدته في مساحة لا تتعدى 500 متر مربع بـ800 شتلة، بتكلفة بلغت حوالي 120 ألف ليرة سورية، وقدر مربحه بـ 150ألف ليرة في كل عملية قطاف.
وقال “القاسمي” إن الكميات المنتجة في البداية كانت قليلة, إلا أنه وبعد ثلاثة أشهر بدأ الإنتاج يزيد حتى وصل إلى نحو 150 كيلوغرام من الزعتر الأخضر في كل عملية قطاف خلال ثلاثة أشهر, أي ما يعادل 30 كيلوغرام من الزعتر المجفف اليابس.
وتعطي كل خمسة كيلوغرامات من أوراق الزعتر الأخضر نحو كيلوغرام واحد من الزعتر المجفف، حيث يتم زراعة ما يقارب خمسة آلاف شتلة منه على مساحة ثلاثة دونمات.
والزعتر الخليلي هو نبات عشبي معمر يستمر في الإنتاج على مدار اثنتي عشر عاماً، ويمكن جني الأوراق الخضراء للمحصول أكثر من ثلاث مرات في العام الواحد.
منافسة المستورد
ومنذ قرابة عامين، يتوجه مزارعون بريف السويداء الشمالي لزراعة الزعتر الخليلي، نظراً لتوفر البيئة الزراعية الملائمة له وقدرته على تحمل الجفاف ومردوديته الإنتاجية العالية مقارنة مع تكاليف زراعته المنخفضة.
ويسعى مزارعون لزراعة محاصيل بديلة تغطي جزءاً من الخسائر التي طالت زراعة القمح والشعير والبقوليات في الأعوام الماضية بسبب شح الأمطار والحرائق.
وقدرت إحدى الوحدات الإرشادية الزراعية في ريف السويداء الشمالي، الأراضي التي زُرعت بالزعتر الخليلي خلال العامين الأخيرين بمئة دونم موزعة بين البلدات وذلك لأنها “مازالت حديثة العهد.”
وهذا العام، زرع عبدالله شروف (55 عاماً)، وهو مزارع في ريف السويداء الشمالي، مئتي شتلة في حديقة منزله والتي لا تتجاوز مساحتها 200 متر مربع “وقد أعطت نتائج جيدة.”
وقال إنه بصدد التوسع في المساحة لتتجاوز الدونمين.
واعتبر مهند شروف (50عاماً)، وهو مهندس زراعي في مدينة شهبا بريف السويداء الشمالي، أن الإنتاج المحلي من الزعتر الخليلي “يشكل حالة تنافسية للأسعار العالية التي يتحكم بها تجار السويداء.”
ويبلغ سعر الكيلوغرام الواحد من الزعتر الأخضر المستورد ثلاثة آلاف ليرة سورية، ليباع المجفف المستورد منه بنحو 20 ألف ليرة سورية للكيلوغرام الواحد، بينما يسوّق المزارعين في ريف السويداء الشمالي الإنتاج من مشاريعهم بتسعة آلاف ليرة.
لا دعم
ولم تقدم الجهات الحكومية الدعم المالي أو توفر آليات تسويق لمزارعي الزعتر، في ظل معوقات تواجه زراعته كنقص المياه لسقايته وخاصة في مراحل نموه الأولى وسط انحباس الأمطار في فترات من السنة، بحسب المهندس الزراعي.
وأضاف “شروف”: “الأوضاع الاقتصادية المتردية لمزارعي السويداء لا تسمح لهم بإنشاء أبار بسبب تكاليفها الباهظة، فهي بحاجة إلى دعم حكومي وتقديم قروض زراعية عالية بفوائد قليلة وهذا غير متوفر حالياً.”
ويبلغ سعر كل خمسة براميل من المياه المشتراة من الصهاريج حوالي 15 ألف ليرة سورية.
وأشار سليم كاملة (58عاماً)، وهو اسم مستعار لمسؤول حكومي في القطاع الزراعي بالسويداء، إلى غياب خطط وزارة الزراعة، ما يبعد مشاريع زراعة الزعتر عن الاستثمار العلمي المدروس وخاصة في ظل توفر زراعات بديلة كالكمون والزعتر.
وقال: “في حال تبنت الحكومة سياسات زراعية رشيدة فيمكن أن تلاقي زراعة الزعتر توسعاً كبيراً في زراعته على مساحات كبيرة.”