حيان في دمشق القديمة وجهة لأبناء المدينة بعد اختفاء السياحة الخارجية

دمشق – نورث برس

يجلس فريج غازاريان (36 عاماً) وسط منزل جده العتيق في حي باب شرقي، وسط العاصمة دمشق، بعد أن حوله لكافيتريا تحتفظ برونقها القديم مع لمسات عصرية، متأملاً الزبائن والمارة.

ويعتبر “غازاريان” أن مشروعه لتحويل منزل ودكان جده إلى كافيتريا ومطعم للوجبات السريعة قد نجح بشكل ممتاز.

ويعيد النجاح في المشاريع التي بدأت في حيي باب توما وباب شرقي إلى رخص أسعارها وأجور خدماتها مقارنة بغيرها التي افتتحت في أحياء الشعلان وأبو رمانة والمالكي.

ويعد حيّا “باب شرقي” و “باب توما” الواقعان في الجهة الشرقية والشمالية الشرقية من دمشق القديمة من أبرز المقاصد السياحية في العاصمة، إذ يقعان ضمن أسوار المدينة القديمة، ولكلٍّ منهما باب يشكل أحد أبواب دمشق السبعة.

وأشار “غازاريان” إلى أن الحيين باعتبارهما من المقاصد السياحية الرئيسة في العاصمة ساهما في زيادة الحركة وتنشيط السياحة فيهما.

واقع متبدل

وشكلت السياحة في سوريا واحدة من أهم مصادر الدخل، إذ قُدر عدد السيّاح الواصلين إلى سوريا عام 2010 بنحو 8.5 مليون سائح أجنبي، وشكلت دمشق القديمة واحدة من أبرز الوجهات التي يقصدها السيّاح.

ويعود تحول الحيين إلى واجهة سياحية لجذب السياح إلى مدة ليست بالقريبة، حيث عملت وزارة السياحة عام 2004 على تأهيل العديد من المنازل ذات الطابع الدمشقي القديم إلى فنادق من سوية الخمسة نجوم، شكل السواح الأجانب أهم روادها.

ومع تراجع حركة السياحة الأجنبية في سوريا تأثراً بالحرب تغيرت المعالم السياحية والخدمية في الحيين إلى أخرى أكثر شعبية تستطيع تخديم أبناء المنطقة باعتبارهم روادها الجدد.

ويقول فادي خوري (52 عاماً)، وهو مستثمر لمطعم في باب توما، لنورث برس، إنه انتقل منذ عدة سنوات من استثمار الفنادق في الحي إلى استثمار المطاعم، وذلك لتخديم شريحة أكبر من السكان والاستفادة منها.

وذكر “خوري” أنه مع تراجع حركة السياحة فقدت الفنادق روادها، خاصة أنها من سوية الخمسة نجوم المرتفعة التي لا يستطيع السكان العاديون تحمل تكلفتها.

وأشار “خوري” إلى أن المنشآت الخدمية تبدلت بسرعة على مدار الأعوام الخمسة السابقة لتتنوع من محال المأكولات الشعبية وصولاً إلى فنادق الخمسة نجوم.

وأضاف أن شريحة الشباب تشكل أبرز الكوادر العاملة وكذلك الزبائن في المنطقة القريبة من معظم أحياء المدينة، وإمكانية الترفيه فيها بأشكال مختلفة ومبالغ بسيطة.

ويقول جورج حداد (44 عاماً)، وهو صاحب بقالية لبيع المواد الغذائية، لنورث برس، إن الحركة التجارية نشطت في المنطقة مع ازدياد الإقبال عليه، إضافة إلى الاهتمام الحكومي تحت ضغط أصحاب الفعاليات المنتشرة فيها.

وأضاف أن قيمة الإيجارات في المنطقة ارتفعت ما أثر إيجاباً على سكان المنطقة الذين استفادوا منها.

وذكر “حداد” أنه قام بتقسيم دكانه إلى قسمين، وتأجير أحدهما الذي يدر عليه مبلغاً شهرياً جيداً، بحسب رأيه.

ويضم الحيان مجموعة من الأبنية والعمارات القديمة كبعض الكنائس التي تعود إلى بداية انتشار المسيحية إضافة للعديد من المنازل الأثرية التي سكنها الولاة العثمانيون، ويتصلان مع سوقي الحميدية ومدحت باشا.

أثار سلبية

ويقول إسكندر سمعان (42 عاماً)، وهو صاحب محل لصنع وبيع الشرقيات، لنورث برس، إن ازدياد الإقبال على الحي ترافق مع آثار سلبية أخرى لا يأتي على ذكرها الجميع.

وذكر  أن معظم سكان الحي يعانون من مشاكل مولدات الكهرباء التي تعمل باستمرار لتخديم المحال الموجودة في الحي.

وأضاف أنه بسبب طبيعة الحي افتتحت الكثير من المحال التي تقدم المشروبات الروحية وأصبح الوجهة شبه الوحيدة لمن يرغب بمثل هذه الأجواء، لكن ذلك يترافق مع مشكلات قد تحدث.

وأشار إلى أنه من الممكن ملاحظة أن الحي لا يفرغ من الناس ليلاً ونهاراً، ما يحرم سكانه الهدوء في معظم الوقت.

إعداد: رغد العيسى – تحرير: هوشنك حسن