كعك العيد في إدلب.. ممزوج بمرارة النزوح

إدلب – نورث برس

تحاول صفاء الأسعد (34عاماً) إعداد كعك العيد لأطفالها الأربعة، علها تخفف عنهم بعضاً من مرارة النزوح التي يعيشونها في المخيم.

ويعد تحضير الكعك في مدينة إدلب وريفها إحدى أبرز العادات المرافقة للعيد، على الرغم من تغير بعض مكوناته نظراً لغلائها وصعوبة تأمينها.

تقول “صفاء”، وهي نازحة من مدينة معرة النعمان وتعيش في مخيم “الحفة” في مدينة سرمدا، إنها لم تستطع شراء الكعك لأطفالها هذا العام لسعره المرتفع، ما دفعها إلى إعداده في المنزل بإمكاناتها المتاحة.

ووفر إعداد الكعك في المنزل على “صفاء” نحو نصف التكاليف التي كانت تحتاجه لشرائه من السوق.

ولإعداده تحتاج لخلط مكونات الكعك من اليانسون والشمرا والسمسم وحبة البركة والخميرة والعصفر والزنجبيل والمحلب وزيت الزيتون وجوزة الطيب والطحين، لتكون في النهاية عجينة ذات مظهر ورائحة شهية، ثم تقوم بتقطيعها على شكل دوائر لتضعها بعد ذلك في التنور المنزلي، وعيون أطفالها الثلاثة تترقبها بلهفة لإخراج الكعك المحمص.  

كعك السوق للأغنياء

يقول مهدي الدغيم (65عاماً)، وهو أحد سكان مدينة إدلب، إنه لا يفضل سوى الكعك المحضر في المنزل لما فيه من متعة في الإعداد ونكهة خاصة لا تتوفر في تلك التي تباع في الأسواق.

ويضيف: “لا يمكن الاستمتاع بقدوم العيد إن لم يكن الكعك حاضراً في موائد الضيافة.”

وتعج محال الحلويات بأصناف المعجنات والحلويات التي يقبل على شرائها سكان قبيل العيد، ولكن ارتفاع أسعارها هذا العام حال دون مقدرة شريحة واسعة من ذوي الدخل المحدود والمتدني من اقتنائها.

ولم تتمكن سمية زريق (35عاماً)، وهي نازحة من ريف حماة الشمالي وتعيش في مخيم الأرامل بإدلب، هذا العام من شراء الكعك لأطفالها، بسبب ضعف قدرتها المادية.

فمنذ اعتقال زوجها على أحد الحواجز الأمنية التابعة لحكومة دمشق مطلع 2013، بقيت هي وأطفالها الثلاثة دون معيل.

ويقول محمد المرشد (28عاماً)، وهو بائع حلويات في مدينة الدانا شمال إدلب، إن غلاء أسعار الكعك وحلويات العيد، سببه ارتفاع أسعار المواد الأولية.

ويبلغ سعر كيلوغرام الكعك نحو 20 ليرة تركية (نحو 7,600 ليرة سورية)، بينما يصل سعر الكيلوغرام الواحد من المعمول إلى 25 ليرة ( 9500 ليرة سورية) بحسب ” المرشد”.

ويتراوح سعر البرازق والبقلاوة بين 20 إلى 25 ليرة تركية للكيلوغرام الواحد تبعاً للجودة والطعم.

 في حين تتوجه بعض النساء المعيلات إلى إعداد الكعك المنزلي وبيعه، ما يوفر لهن فرصة عمل تستطعن من خلالها إعالة أنفسهن وأطفالهن.

وتقول مرام طعمة (26عاماً)، وهي نازحة من مدينة سراقب إلى مدينة إدلب، إنها أتقنت مهنة صناعة الكعك وهي مهنة موسمية تدر عليها ربحاً جيداً، جعلتها تعتمد على نفسها في تأمين احتياجات عائلتها.

وتعمل “مرام” مع مجموعة من النساء في صناعة كعك العيد وبيعه إما للمحال التجارية أو في المنزل.

وتقول إن الكعك المنزلي يشهد إقبالاً جيداً، نظراً لجودته وانخفاض أسعاره مقارنة مع التي تباع في الأسواق.

إعداد: سمير عوض – تحرير: فنصة تمو