ناشطون ومثقفون في دمشق: الانتخابات الرئاسية شكلية ومنافسو الأسد تكملة للعدد

دمشق – نورث برس

رغم قيام وسائل الإعلام الموالية للحكومة السورية بنشر السير الذاتية للمنافسين الجدد للرئيس السوري بشار الأسد، إلا أن ناشطين ومثقفين في دمشق اعتبروا أن الانتخابات الرئاسية “شكلية” في ظل عدم الاعتراف المحلي والدولي.

وفي الثامن عشر من نيسان/ أبريل الماضي، أعلن مجلس الشعب السوري في دمشق عن تحديد يوم السادس والعشرين من أيار/ مايو الحالي موعداً لإجراء الانتخابات الرئاسية في البلاد.

وتواجه الانتخابات المزمع إجراؤها رفضاً دولياً واسعاً، وقال المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون أواخر الشهر الفائت، إنها “ليست جزءاً من العملية السياسية التي أقرها مجلس الأمن.”

ورغم دعوات دولية لتطبيق القرار 2254 الذي يركز على تشكيل حكومة انتقالية ووضع دستور جديد للبلاد، إلا أن حكومة دمشق تعتمد على دستورها للعام 2012 والذي لم يصوت عليه السوريون.

وفي الثالث من الشهر الجاري، أعلنت المحكمة الدستورية، قرارها في قبول ترشيح كل من عبد الله سلوم عبد الله وبشار حافظ الأسد ومحمود أحمد مرعي لمنصب رئاسة الجمهورية ورفض باقي الطلبات لـ”عدم استيفائها الشروط الدستورية والقانونية”.

والاثنين الماضي، أعلنت المحكمة رفض جميع طلبات التظلم، وعددها ستة، للذين رفضت طلبات ترشحهم.

وأرجعت المحكمة قرارها” بعدم تقديم أصحاب تلك الطلبات أي مستندات أو وثائق تدعم حججهم.”        

مرشحون كومبارس

ووصف عصام الشوال (66عاماً)، وهو اسم مستعار لمحام في دمشق، الانتخابات بالـ “كذبة” في ظل حتمية فوز بشار الأسد فيها.

وقال المحامي إن المرشحين الآخرين يلعبان دور الكومبارس، “هما غير معروفين لنا ولم نرَ أي أجواء أو طقوس انتخابية لهما.”

وفي التاسع والعشرين من نيسان/ أبريل الفائت، أعلنت لونا الشبل انطلاق الحملة الانتخابية للرئيس الحالي في الخامس من الشهر الجاري، في مخالفة لقانون الانتخابات العامة، وقبل البت في التظلمات المقدمة.

ووفق قانون الانتخابات، في المادة (48) تبدأ الحملة الانتخابية للانتخابات  للمرشحين في اليوم التالي لإعلان نتائج البت بالتظلمات.

والاثنين الماضي، قال محمد جهاد اللحام، رئيس المحكمة الدستورية العليا، في مؤتمر صحفي إنه “يحق للمرشحين البدء بالحملات الانتخابية بدءاً من السادس عشر من الشهر الجاري وحتى يوم الرابع والعشرين من الشهر ذاته.

وعبر المحامي عن اعتقاده بأن “التمديد للأسد قرار اتخذ وسينفذ رغم الانتقادات الرفض الدولي.”

وتقوم حكومة دمشق، هذه الأيام، وسط صخب شرعية الانتخابات من عدمها، بتعليق صور ولافتات تأييد لبشار الأسد في شوارع العاصمة في حين غابت صور المنافسين الآخرين.

وتساءلت صباح العائدي (34عاماً) وهو اسم مستعار لناشطة اعلامية: “إذا كان فعلاً هناك انتخابات جدية لماذا لا نرى الحملة الانتخابية للمرشحين المنافسين لبشار الأسد؟”

تكملة عدد

وقالت “العائدي” إن “منافسي بشار الأسد غير مسموح لهما وضع صورهما أو إطلاق حملات انتخابية كبيرة وبرنامج انتخابي.”

وأضاف: “حتى هما محرومان من الخروج للإعلام وشرح أفكارهما بخصوص إعادة إعمار سوريا والتعامل مع أزمة المحروقات والوضع الاقتصادي المتدهور والكثير من القضايا التي لا تعد ولا تحصى”.

ورأت الناشطة الإعلامية أن  الانتخابات هي “تحصيل حاصل والمرشحان الآخران لا يملكان قرار الترشح أو سحبه، هما تكملة للعدد لا أكثر”.

وكان إبراهيم القفطان، رئيس حزب سوريا المستقبل، قد قال في تصريح سابق لنورث برس إن الانتخابات الرئاسية السورية “بعيدة عن الشرعية”، وإنها تجرى بعقلية ما قبل العام 2011.

واعتبر حزب الإرادة الشعبية، الذي يرأسه قدري جميل، في بيان له، أن هذه الانتخابات “لن تسهم في إنهاء الأزمة السورية، لأنها لا تجري في السياق الذي نص عليه قرار مجلس الأمن 2254، الذي يفسح المجال لمشاركة كل السوريين وإشراف مراقبين من الأمم المتحدة”.

لكن سمير الجبلاوي (33عاماً)، وهو اسم مستعار لكاتب في دمشق، رأى أن “عدم توفر جسم معارض حقيقي وفشل المعارضة الخارجية في تمثيل حقيقي لتطلعات الشعب السوري هيئا الأرضية لبقاء الأسد في سدة الحكم حتى الآن وسيهيئ لذلك استمراره مستقبلاً.”

وأشار إلى أنه في حالة الانتخابات الرئاسية الحالية هناك فقط مشاركة ومرشحون من الموالاة وفي منطقة تسيطر عليها الموالاة، “إذاً هذه الانتخابات بمرشحيها والمشاركين فيها هي عبارة عن كذبة مضحكة”.

إعداد: وحيد العطار – تحرير: سوزدار محمد