طلاب جامعيون في السويداء: اتحاد الطلبة يتعاون مع الأجهزة الأمنية لقمع مظاهرات مناوئة للحكومة
السويداء- نورث برس
لم يكن حسين برجس (24عاماً) وهو اسم مستعار لأحد طلاب كلية الهندسة الزراعية الثانية في السويداء يعلم أن مشاركته في احتجاجات مطالبة بتحسين الوضع المعيشي ورحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن الحكم ستتسبب في فصله من الجامعة وهو على أبواب التخرج.
وفصل “برجس” وهو في السنة الخامسة من دراسته مع اثنين من زملائه ممن شاركوا بالمظاهرات، إذ جاء قرار الفصل بطلب خطي من اتحاد الطلبة في السويداء إلى عمادة الكلية يقترح فصل كل من شارك في الاحتجاجات، وفقاً لما ذكره لنورث برس.
ويعمل الطالب المفصول حالياً على تاكسي أجرة في السويداء.
وفي حزيران/ يونيو العام الفائت، شهدت السويداء احتجاجات لعدة أيام تنديداً بالأوضاع المعيشية، أطلق فيها المحتجون هتافات تطالب برحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن الحكم.
“منظمة رديفة”
وبحسب طلاب جامعيون فإن فرع اتحاد الطلبة في السويداء يستخدم كمنظمة رديفة لحزب البعث ويتم الاستفادة منه كواجهة يتم الزج به في مواجهة أي احتجاجات أو مطالبات طلابية حتى ولو كانت معيشية.
والأسبوع الفائت، حشدت مجموعات من “حفظ النظام والبعث والمنظمات” للوقوف في وجه الاحتجاجات في ساحة السير بمدينة السويداء.
وقد تواجدت رئيسة فرع اتحاد الطلبة في السويداء على رأس هذه المجموعات الأمنية وذلك بعد أن خرجت دعوات وعبر مواقع التواصل الاجتماعي من قبل طلبة جامعيين تدعو لاحتجاجات مناوئة للحكومة وتحسين الظروف الاقتصادية.
ولكن حضور قيادات من اتحاد الطلبة بالسويداء والتواجد الأمني الكثيف منعهم من الخروج خوفاً من أن يتم فصلهم من كلياتهم كباقي زملائهم الذين تم فصلهم من مقاعدهم الدراسية العام الفائت، وفقاً لما قاله أحد الطلبة لنورث برس.
تجسس على الطلبة
وقال سمير الحوراني (23عاماً) وهو اسم مستعار لأحد طلاب كلية الآداب الثانية في السويداء، إن الوحدات الطلابية المنتشرة في الكلية والتي تتبع إلى اتحاد الطلبة “تمارس دوراً أمنياً في التجسس على الطلبة لمعرفة انتماءاتهم وتوجهاتهم الفكرية.”
وأشار الطالب الجامعي إلى أن “الممارسات القمعية للطلبة لا تقتصر على السلطة الحاكمة وأجهزتها الأمنية فقط، بل بات اتحاد الطلبة يمارس ضدنا أنواع الابتزاز والتهديد والقمع بالفصل من جامعاتنا وبالتواطؤ مع عمادة كليات السويداء.”
ورأى طلاب جامعيون أن اتحاد الطلب عليه أن ينشغل بهموم الطلبة ومشاكلهم الاقتصادية والدراسية وإيجاد الحلول التي من شأنها توفير بيئة آمنة للتحصيل العلمي ورفع سوية وأداء الكليات، “بدلاً من قمع المطالب”.
وقال سميح الراجحي (55عاماً) وهو اسم مستعار لأستاذ جامعي في السويداء، إن “أي تحرك للطلاب ضد حكومة دمشق، شأنه المطالبة بالتغيير السياسي والاقتصادي في البلاد، يجابه بالتخوين الأجوف من قبل اتحاد الطلبة.”
كما يقوم الاتحاد بـ”اتهام أي صوت مناهض له بأنه مدفوع من الخارج ويهدف إلى تنفيذ أجندات مشبوهة الغرض منه إثارة الفوضى في السويداء وإضعاف الشعور القومي حسب ادعائهم.”
وأضاف: “التهمة الموجهة للطلبة بالعمالة للخارج والرغبة في إثارة الفوضى هي تهمة جاهزة من قبل اتحاد الطلبة بالسويداء، وتقال في وجه كل من يعترض نهج السلطة حتى لو كان الاعتراض من أجل الظروف الصعبة.”