الحفاظ على الفلكلور والتراث في شمال شرقي سوريا.. هدف مؤسسة ثقافية في ديرك

ديرك – نورث برس

ينهمك إبراهيم فقه وهو عضو وإداري في مؤسسة Pargîn”” التي تأسست حديثاً في ريف مدينة ديرك، أقصى شمال شرقي سوريا مع زملائه بوضع اللمسات الأخيرة على فيلم وثائقي قاموا بتصويره في وقت سابق بريف المدينة.

ومنذ نحو خمسة أشهر أسس مجموعة مهتمين بالتراث، مؤسسة Pargîn”” ومقرها في قرية بستاسوس بريف ديرك، وتتبع إلى هيئة الثقافة في إقليم الجزيرة.

توثيق التراث

“Pargîn”كلمة كردية تعني بالعربية تحويط الخيام بالتراب لحمايتها من تسرب مياه الأمطار إلى الداخل.

لمتابعة جميع الأخبار… حمل تطبيق
نورث برس من متجر سوق بلاي

ورأى القائمون على المؤسسة أن الهدف من تأسيس “Pargîn” هو الحاجة لجمع الفلكلور والتراث وأسلوب حياة الأجداد من خلال الصور والفيديوهات، حيث سيتم البحث والتوثيق والحفاظ على تراث المنطقة المادي والمعنوي.

وبلغ أعضاء المؤسسة 25 شخصاً معظمهم نساء وخضعوا ولمدة شهرين لتدريبات تركزت على الأمور التقنية كالصوت والمونتاج والتصوير وكذلك تلقوا محاضرات للتعريف بثقافة المنطقة الأصلية وتأثيرها على المجتمع.

وقال “فقه” إنه هناك شروطاً للانضمام للمركز من بينها توفر “الأساس الثقافي وحب العمل الثقافي في الراغبين للانضمام إلى المؤسسة.”

وأشار إلى أنهم بدأوا بالعمل، حيث سيتركز عمل المؤسسة على بحث وتوثيق كل تراث المنطقة على امتداد نهري دجلة والفرات.

وتنقسم عملية التوثيق لقسمين وهو التوثيق المكتوب والآخر المصور عبر الأفلام الوثائقية, حيث نتج عن التدريب 12 فيلماً وثائقياً قصيراً عن الثقافة المادية للمنطقة ومصادر محتواها وكيفية تناقلها والأغاني التي تألفت منها.

ويضم كل فيلم الشرح والمعلومات والمشاهد والموسيقا والأغاني، حيث من المقرر الانتهاء من إنجاز 20 حلقة عن الأغاني الفلكلورية خلال الأيام القادمة، وفق ما ذكره “فقه”.

صعوبات

ومن المقرر أن تعرض تلك النتاجات الثقافية على منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بالمؤسسة.

وعن أهمية تأسيس مثل هذه المؤسسات قال “فقه” إن “ثقافة الكرد خصوصاً والشرق القديم عموماً معرضين للزوال، إن لم يتم الحفاظ على الثقافة, فلن يتم الحفاظ على المجتمع أيضاً، في مواجهة محاولات الهجوم وإبادة الثقافة.”

وأضاف: “نرغب بتوثيق ثقافتنا في أفلام وثائقية لنخبر مجتمعنا أن هذه ثقافتكم بالدلائل والصور، فإن لم يلجأ جيل المستقبل أو الأشخاص المعنيين بالأعمال الثقافية إلى أصولهم ستتجه هذه الثقافة إلى التشبه بثقافات غير البعيدة عن ثقافات الكرد.”

وعن الصعوبات والتحديات التي تواجه عملهم أشار “فقه”  إلى أن الصعوبات مختلفة، البعض منها متعلق بالأشخاص والبعض الآخر بالتاريخ، “جزء من ثقافتنا تعرّض للإبادة والكثير من المصادر فارقوا الحياة، لذا نواجه صعوبات في تأمين المصادر الموثوقة.”

وأضاف: “فكل شخص يغادر الحياة يحمل معه معلومات كثيرة ونفقدها.”، إضافة لقلة الإمكانيات.

ويتألف فريق المؤسسة من قسم البحث والتوثيق والمونتاج والتصوير والصوت والديكور والأزياء والإخراج والموسيقا بإشراف مختصين، إضافة لقسم الغناء المؤلف من ثمانية أعضاء.

وأشرف أعضاء “كومين فيلم روجآفا” على تدريب أعضاء مؤسسة”Pargîn” ، حيث تم تدريبهم على فن الإخراج ومساعدتهم لإنتاج بعض الأفلام الوثائقية حول الثقافة الأصلية للمنطقة.

فروع أخرى

وقال شيرو هندي وهو عضو في  “كومين فلم روجافا ”  ومدرب في مؤسسة  Pargîn”” إن الأخيرة “ليست معنية بالتراث الكردي فقط بل بتراث كافة مكونات المنطقة من عرب وسريان وآشور وكلدان وإيزيديين. “

ويخطط القائمون على المشروع لافتتاح فروع أخرى للمؤسسة في مدينة الحسكة وكوباني ومدن أخرى خارج سوريا، “في حال توفرت الإمكانيات”.

وأشار “هندي” إلى أنه يتواجد في المؤسسة كمستشار فني حيث سيتواجد لفترة معينة للإشراف على التدريبات إلى أن يتمكن أعضاء المؤسسة من إدارة أعمالهم بأنفسهم.

وقالت لونا عبدالكريم وهي متدربة في Pargîn”” بقسم الصوت إنها انضمت للمؤسسة لاهتمامها بالفلكلور الكوجري بريف ديرك وثقافته ورغبتها في التعرف على هذه الثقافة وطرق حياتهم القديمة والأدوات التي كانوا يستخدموها في حياتهم اليومية.

وذكرت “عبدالكريم” أنها اختارت قسم الصوت لحبها لهذا القسم، لكنها تعلمت خلال فترة التدريب التصوير والمونتاج أيضاً.

أما عبدالكريم محمد وهو من سكان قرية بستاسوس وعضو في المؤسسة تتركز مهمته في توفير وتأمين جميع الأدوات والقطع اللازمة للمركز من أدوات فلكلورية وغيرها.

 وتلقى “محمد” تدريبات على قسم الإنتاج، لكنه ولم ينتهِ منها وذلك لتوقفها خلال فترة الإغلاق الكلي، حيث أنه عاد لاستئنافها قبل عدة أيام.

 إعداد: سولنار محمد – تحرير: سوزدار محمد