خبراء عسكريون: إدلب شهدت تغيراً كبيراً في خارطة توزع السيطرة العسكرية

إدلب – نورث برس

قال خبراء عسكريون ومهتمون في الشؤون العسكرية في محافظة إدلب، شمال غربي سوريا، إن إدلب شهدت خلال العامين الماضيين، تغيراً كبيراً بخارطة السيطرة خلال الحملة العسكرية لقوات الحكومة السورية وروسيا وإيران على جنوب وشرق المحافظة منتصف عام 2019.

وتحظى إدلب بأهمية استراتيجية عالية، لا سيما أنها باتت المعقل الأبرز والأخير بيد فصائل المعارضة السورية والجماعات الأخرى مثل هيئة تحرير الشام في سوريا.

العملية العسكرية الحكومية

وقال خلف الحسين وهو خبير عسكري لنورث برس، إن القوات الحكومية وروسيا تمكنت خلال حملتها العسكرية، من السيطرة على كامل مناطق ريف إدلب الشرقي أو ما يعرف بمناطق شرق السكة.

لمتابعة جميع الأخبار… حمل
تطبيق نورث برس من متجر سوق بلاي

كما تمكنت من السيطرة على مناطق هامة مثل جرجناز وسراقب ومطار أبو الظهور العسكري وسنجار وغيرها، بحسب “الحسين”.

ومطلع العام الفائت، وسعت القوات الحكومية وروسيا نطاق العمليات العسكرية، حيث تمكنت من السيطرة على مدينة معرة النعمان التي كانت تعتبر من أبرز مناطق المعارضة السورية في شمال غربي سوريا.

كما واصلت القوات الحكومية تقدمها وتمكنت من السيطرة على مدينة كفرنبل الاستراتيجية التي تعتبر بوابة منطقة جبل الزاوية ذات الأهمية العسكرية العالية.

وسبق هذه العمليات سيطرة القوات الحكومية على مدينة خان شيخون وبلدة الهبيط وعشرات القرى والبلدات في الريف الجنوبي لمحافظة إدلب.

وتمكنت أيضاً من السيطرة على كامل قرى منطقة جبل شحشبو جنوبي المحافظة، وفقاً لما ذكره الخبير العسكري لنورث برس.

وأشار “الحسين” إلى أن عدم تحريك النقاط التركية التي كانت تنتشر بالمنطقة ساكناً، أثار غضب السكان في المنطقة، “ما أجبر تركيا على نشر نقاطها ودعم المعارضة السورية لإيقاف تقدم النظام.”

ورأى أن تركيا “نجحت بذلك من خلال ما يعرف باتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعته مع روسيا في آذار/ مارس 2020.”

أطراف عدة مسيطرة

وتنقسم خريطة السيطرة في محافظة إدلب، بين عدة أطراف أبرزها هيئة تحرير الشام التي تسيطر على نحو 70 بالمئة من المحافظة.

وتسيطر قوات الحكومة السورية وحلفائها مثل روسيا وإيران على نحو 30 بالمئة من مساحة المحافظة، بحسب ما أفادت مصادر عسكرية بإدلب لنورث برس.

وقال عبد الرحمن العمر وهو ناشط مهتم في الشؤون العسكرية بإدلب، إن القوات التركية قامت بإنشاء نحو 70 نقطة عسكرية في المحافظة، بعد الحملة العسكرية للقوات الحكومية، حيث تتركز معظمها في منطقة جبل الزاوية.

ووفقاً لـ”العمر” فإن “قوات الاحتلال الروسي” تنتشر بالعديد من المناطق في المحافظة ويتركز ثقلها العسكري في مناطق أبو دالية وسنجار وأبو الظهور وسراقب في الريف الشرقي لإدلب.

كما أنها تنتشر بشكلٍ إداري في عدة مناطق بجنوب إدلب مثل مدينة كفرنبل ومعرة النعمان.

وتنتشر الفصائل الموالية لإيران بشكلٍ أساسي في مناطق قريبة من المناطق التي تسيطر عليها قوات “الاحتلال الروسي” شرقي المحافظة، بحسب قول “العمر”.

وتمتلك إيران نقاطاً أساسية في كل من الشيخ بركات وإعجاز وتل مرق وسراقب والطلحية، كما لها نقاط فرعية في كل من حزارين والملاجة في الريف الجنوبي لإدلب.

ورأى أحمد رحال وهو خبير عسكري معارض، أن التواجد الإيراني في إدلب له عدة أسباب، أولها التحكم بكل ما يحصل من تفاصيل في سوريا.

وأشار “رحال” في تصريح صوتي لنورث برس إلى أن إيران تحاول التواجد في كل منطقة في سوريا وذلك “لمنع حدوث حل في سوريا قد لا يرضيها”.

وعن الفصائل العسكرية، أشار “الحسين” إلى أنه ضمن مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام تتواجد العديد من فصائل الجبهة الوطنية للتحرير والجيش الوطني والجماعات الإسلامية.

ولكن “السيطرة الفعلية والأساسية هي بيد تحرير الشام التي تسيطر على المحافظة عسكرياً وتديرها مدنياً من خلال جناحها المدني حكومة الإنقاذ.”

وتنتشر الجبهة الوطنية للتحرير التي تضم معظم فصائل المعارضة السورية على كامل خطوط التماس مع القوات الحكومية.

ويتركز ثقل تلك الفصائل في مدينة أريحا وبلدات بليون وتفتناز والمسطومة و النيرب جنوب وجنوب شرق المحافظة، بحسب “الحسين”.

جماعات إسلامية متشددة

وبحسب مصدر عسكري في أحد الفصائل المسلحة فإن الجماعات الإسلامية المتشددة في إدلب، باتت تعمل بخفية مع سيطرة هيئة تحرير الشام على المحافظة واستمرارها بالتضيق على تلك الجماعات لا سيما تنظيم حراس الدين الذي تسعى الهيئة لإنهائه منذ نحو عام.

ويتركز نشاط جماعات حراس الدين وأنصار الإسلام، وأنصار الدين في قرى وبلدات جسر الشغور غربي محافظة إدلب، كما تنشط بشكلٍ ضعيف في مدينة إدلب ومنطقة سهل الروج غربها، بحسب ذات المصدر.

إعداد: براء الشامي – تحرير: سوزدار محمد