سياسيون: حكومة دمشق تتغنى باللامركزية الإدارية وتروَّج لانفصال شمال شرقي سوريا

دمشق – نورث برس

رأى سياسيون أن وسائل الإعلام الحكومية، تروج بين الحين والآخر، لخطاب يوحي بأنَّ قوات سوريا الديمقراطية “قسد” والإدارة الذاتية تسعى للانفصال، وتشكيل كيان مستقل عن سوريا، ذلك عبر تعاملها مع أميركا، ويستخدم مسؤولو الحكومة الخطاب ذاته داخل البلاد وخارجها.

ويعتقد، مطلعون أن سياسة “التمييز الطائفي والعنصري” الممارس من قبل حكومة دمشق، لم تعد تجدي نفعاً بعد عشر سنوات من الصراع.

ويشكل الكرد في سوريا نحو 10% من السكان، ويعيشون بالأساس في المناطق الشمالية والشرقية من البلاد.

سياسة إقصائية

لمتابعة جميع الأخبار حمل تطبيق نورث برس من متجر سوق بلاي
لمتابعة جميع الأخبار… حمل تطبيق نورث برس من متجر سوق بلاي

وقال عضو سابق في مجلس الشعب، يقيم في دمشق، رفض ذكر اسمه، لنورث برس، إن كل شيء في سوريا “مسييس وطائفي”، من تكوين مجلس الشعب، وصولاً لأصغر مجلس محلي في أي بلدة سورية.

وأضاف عضو مجلس الشعب: “إقليم الجزيرة تعرض لكثير من السياسات الإقصائية والإلغائية على مدى سنوات طويلة، وحرم من أبسط حقوقه في ممارسة طقوسه الخاصة بكل حرية.”

وذكر أن الإدارة الذاتية “لمناطق شمال شرقي سوريا باتت أمراً واقعاً يجب على حكومة دمشق التي تتغنى باللامركزية الإدارية أن تقبله.”

وأشار إلى أن “أحداث مارس/آذار 2004 شكلت نقطة تحول كبرى في العلاقات بين كرد سوريا والسلطات.”

وعانى الكرد بحسب عضو مجلس الشعب، من سياسة الحكومة السورية في “التهميش والتمييز والترويج للقومية العربية.” 

اتهامات “بالخيانة”

وفي وقتٍ سابق، كان وزير خارجية حكومة دمشق، فيصل المقداد، اتهم قوات سوريا الديمقراطية بأنها  “فصائل مسلحة قامت بخيانة وطنها وارتكاب جرائم ضده.”

وأضاف، في تصريح صحفي: “لن نقبل أي حوار أو حديث مع من رهن نفسه للقوى الخارجية. لن يكون لعملاء الولايات المتحدة أي موطئ قدم على الأرض السورية.”

وقال حقوقي من دمشق، رفض ذكر اسمه، لنورث برس: “قراءة حكومة دمشق للمستجدات خاطئة، وخطاب التخوين لا يطعم خبزاً ولم يعد ينطلي على الناس اليوم.”

وأضاف: “حكومة دمشق لا تزال تراهن على تغيير الموقف الأميركي تجاه الإدارة الذاتية، لصالحها، كي تعيد ضبط أوضاع الإقليم كما تريد.”

التهميش تاريخياً

ورأى صحفي كردي، مقيم في دمشق، أنه على مدار سنوات طويلة، التزمت سوريا سياسة قمع متزايد بحق الكرد. وهذا القمع جزء من قمع الحكومة السورية الأوسع لأي من أشكال المعارضة السياسية من قبل أي مواطن سوري.

واعرب عن اعتقاده في حديث لنورث برس، أن حكومة دمشق، “اتبعت سياسة قمع الهوية الكردية؛ لأنها ترى فيها تهديداً لوحدة سوريا العربية، عبر تقييد استخدام اللغة الكردية علناً، أو في المدارس أو في أماكن العمل، مع حظر المطبوعات باللغة الكردية، وحظر الاحتفالات بالأعياد الكردية.

وأضاف: “مستقبل كرد سوريا، مرتبط بشكل عضوي بمستقبل سوريا، كدولة تحتاج إلى إعادة التعريف بتعددها الديني والقومي والاثني في فضائها الثقافي العام.”

إعداد: آرام عبدالله – تحرير: محمد القاضي