جل آغا – نورث برس
تنهمك مهريبان يوسف (42عاماً) وهي نازحة من مدينة سري كانيه (رأس العين) مع أفراد عائلتها وأفراد عائلة أخرى تتشارك وإيّاهم العمل والأرباح بقطف المحاصيل الصيفية من الخضار، وتستعد لزراعة أنواع أخرى منها، حيث تقوم بنقل الشتل للمكان المخصص للزراعة.
وهذا العام ، قامت “يوسف” التي تمتلك خبرة وتجربة في مجال الزراعة باستئجار 40 دونماً من الأرض في قرية ديرونا آغي بريف بلدة جل آغا، شرق القامشلي، لتبدأ العمل بمشروعها الزراعي.
“مشاريع بحاجة للدعم”
وقالت المزارعة إن الموسم الأول من الموسم الصيفي انتهى، وسيصدر الإنتاج منه في الأيام القليلة القادمة، “الثوم البلدي والإيراني وبصل المونة والفول، حيث سيتم تصريف الإنتاج ضمن سوق بلدة بجل آغا.”
واعتبرت “يوسف” أن تجربتها ناجحة في ظل الإمكانيات المحدودة المتاحة، حيث تحاول الاستفادة من موسمين صيفيين فهي بصدد زراعة الخيار والبندورة والفليفلة والكوسا والباذنجان.
وتحاول المزارعة تجربة زراعة أصناف جديدة من المزروعات كالسمسم والبطاطا وبذار البصل “القزح” وإعادة تجربة زراعة القطن في المنطقة.
وتطمح لتوسيع مشروعها لو تبنتها جهة، وأمنت لها البذار والسماد الذي تعتبر أسعاره مرتفعة جداً “نقلل من الكمية المعطاة للمساحة المزروعة نظراً لغلاء السماد، مما ينعكس ويؤثر سلباً على الإنتاج”، على حد تعبيرها.
وبحسب مزارعين محليين فإن زراعة الخضروات الصيفية الموسمية في المنطقة من شأنها التصدي لمشكلة إغلاق المعابر وقلة استيراد الخضار.
وفقاً لهؤلاء المزارعين فإن، “مشاريعهم البسيطة” تحتاج للدعم والاهتمام من قبل هيئة الزراعة والمنظمات للنهوض بها.
وقالت “يوسف” إن مثل هذه الزراعات الموسمية قادرة على تغطية احتياجات المنطقة محلياً لو تقدم لها الدعم المناسب.
وتساءلت: “لم نجلس وننتظر المعابر لتفتح لاستيراد احتياجاتنا وكلّ مقومات الزراعة موجودة لدينا؟.” وأشارت إلى أن وجود المنتج المحلي في المنطقة يخفف العبء على السكان من حيث انخفاض أسعار الخضار.
فرص عمل
كما أن مثل هذه المشاريع يمكن لها أن تؤمن فرص عمل كثيرة، “فالعمل في هذا المجال يعود بالفائدة على المنتج والمستهلك”، بحسب مزارعين.
ومنذ الحادي والعشرين من شهر آذار/مارس الفائت، تواصل حكومة دمشق إغلاق ثلاثة معابر مع مناطق الإدارة الذاتية، وهي معبر التايهة في منبج ومعبر الطبقة ومعبر البو عاصي غرب الطبقة.
وقالت مصادر من الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا في وقت سابق لنورث برس، إن إغلاق المعابر الحكومية مع الإدارة الذاتية، سببه صراع روسي إيراني على إيرادات المعابر.
وشهدت أسواق مناطق شمال شرقي سوريا، ارتفاعاً في أسعار الخضار والفاكهة بعد إغلاق المعابر، حيث يضطر التجار إلى استيراد مختلف الخضروات والفاكهة من مصادر أخرى كإقليم كردستان العراق وبتكاليف أكثر.
ومنذ بداية الشهر الجاري، ينشغل محمد المحيميد (35عاماً) وهو مزارع من قرية شبك بريف جل آغا بالتجهيز للموسم الصيفي من خلال تبريد الأرض وحرثها.
وقام “المحيميد” بزراعة الجبس الأحمر والخيار والبندورة والفليفلة، حيث أن بعضها يحتاج إلى 45 يوماً لينتج، ومنها ما يحتاج لشهرين.
وعن التكاليف، أشار المزارع إلى أن “تكاليف الزراعة باهظة بدءاً من التجهيز وانتهاء بالإنتاج، المحاصيل تحتاج لسقاية وسماد لكن كل شيء أصبح بالدولار والدعم معدوم.”
وأضاف: “هناك بعض الآفات الزراعية التي تفتك بالمحصول، لذا يجب توفير الأدوية والمبيدات بأسعار مناسبة لتستطيع هذه المشاريع الاستمرار ويتشجع الآخرين على العمل بها.”
لكن أحمد عبدالله وهو إداري في لجنة الزراعة ببلدة جل آغا قال إن دعمهم كجهة معنية بالشؤون الزراعية يقتصر على تأمين المحروقات فقط .
وأشار في حديث لنورث برس إلى أن هناك “دراسة لإحصاء مثل هذه المشاريع في الفترة القادمة لتقديم التسهيلات اللازمة.”