“نباشو القمامة” من حياة السوريين إلى الدراما

القامشلي – نورث برس

نشهد في الموسم الدرامي الحالي حضوراً كبيراً لنباشي القمامة في العمل الدرامي “على صفيح ساخن” من تأليف علي وجيه ويامن الحجلي، وإخراج سيف سبيعي.

ووفي الحياة، كانت ظاهرة نبش القمامة موجودة حتى قبل الحرب في سوريا، لكنها كانت تقتصر على أشخاص محددين، كانوا غالباً من الرجال.

 لتزداد الظاهرة مع استمرار الأزمات خلال عقد من الحرب وتصبح مهنة لعائلات بأكملها أو لمجموعات أطفال وحتى نساء.

 وفي العمل الدرامي، تتزعّم أربع شخصيات مجموعات للنباشين، الأولى بقيادة” سلوم حداد/ الطاعون”، والثانية “يامن الحجلي/ عياش”، ويقود الثالثة “عبد الله قويدر/ خفاش”، بينما زعيم الجميع والحكم والخصم في آن واحد هو “نجاح سفكوني/ الباشا”.

ويعمل عند هؤلاء أعداد كبيرة من النباشين الصغار” الأولاد” ينفذون أوامرهم في النبش وغيره من شؤون الحياة.

وتعج أحياء المدن السورية بالمهنة ذات الحضور الشعبي بشكل لامثيل له في الحياة السورية، فهي لا تحتاج إذناً من أي جهة حكومية سورية، ولا دفع إتاوات للحواجز والدوريات.

وكثيرون ممن عاشوا في المدن السورية، استيقظوا ليلاً على أصوات “جعلكة” كيس القمامة على حافة باب  منازلهم، ومن يفتح الباب يرى إنساناً قد فتح كيس القمامة لينبش ما بداخله، لعله يعثر على عبوة بلاستيك أو زجاجة مشروبات روحية فارغة.

وفي الدراما السورية، نادراً ما كانت الصورة هذه تظهر سابقاً، ففي السنوات الأولى من تسعينات القرن الماضي أخرج الراحل حاتم علي سهرة تلفزيونية تناولت عمال النظافة الذين يعملون مع سيارة قمامة ويتنقلون في شوارع دمشق بعد الساعة العاشرة ليلاً، لتحط بهم الترحال في مكب القمامة خارج المدينة مكان الحدث والسرد الدرامي.

كما جرت أحداث إحدى لوحات “بقعة ضوء” في حاوية قمامة، ويؤديها الفنانان أيمن رضا وباسم ياخور، ليتم استعراض عملية نبش الزبالة من الحاوية والبحث عن الأدوات التي تباع من بلاستيك  ونحاس وألمينوم وكرتون وخبز يابس.

إعداد وتحرير: إحسان الخالد