ريفيات يواجهن صعوبات في ريف القامشلي لتصريف إنتاج المواشي في ظل الإغلاق الكلي

تربسبيه – نورث برس

قالت نساء ريفيات في أرياف بلدة تربسبيه، شرق القامشلي شمال شرقي سوريا إنهن يواجهن صعوبات بتصريف إنتاج مواشيهن في ظل الإجراءات المتخذة للحد من تفشي فيروس كورونا وأن قلة المرعى هذا العام أثر على كميات الإنتاج مقارنة مع الأعوام السابقة.

ومنذ السادس من هذا الشهر، تخضع مدن الرقة والقامشلي والحسكة لإغلاق كلي، حيث قررت الإدارة الذاتية بعد ذلك بأسبوع فرض إغلاق كلي لعشرة أيام أخرى على كامل مناطقها.

لا مواصلات

والأربعاء الماضي، قررت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، فرض إغلاق جزئي على مناطق سيطرتها كافة لفترة أسبوع تبدأ من صباح الجمعة في الثالث والعشرين من شهر نيسان/أبريل الحالي وحتى التاسع والعشرين منه.

ويترافق الإغلاق الجزئي مع تمديد الإغلاق الكلي في مناطق إدارتي الجزيرة والطبقة.

وتعتمد معظم النساء الريفيات في قرى تابعة لتربسبيه على بيع منتجات مواشيهن من حليب ولبن وجبن وبيض وغيرها لتأمين احتياجاتهن.

ووفقاً لهؤلاء النساء فإنه في ظل الإغلاق الكلي يجدن صعوبات حيث لا مواصلات والكمية المنتجة لم تعد بهذا القدر الكبير الذي يمكنهن من استئجار سيارة والذهاب لسوق البلدة.

ويطلق سكان بلدة تربسبيه على مكان بأحد زوايا المحلات المطلة على الشارع العام في البلدة “مكان بائعات الحليب”، حيث تتجمع نساء ريفيات ليبعن منتجات مواشيهن؛ فهذا موسم الإنتاج والبيع والشراء حسب الباعة الذين يستقبلون الحليب ومشتقاته.

وقالت مها المحيسن (65عاماً) وهي من سكان قرية خويتلة 25 كم  بريف تربسبيه إنه وقبل فرض الإغلاق الكلي “أكون في سوق البلدة في ساعات الصباح الباكرة، أبيع الحليب وأرجع للقرية.”

وأشارت السيدة وهي تحمل علبة فارغة كانت تحتوي كمية من الحليب قد باعتها لأحد المارة متذمرة من صعوبة وصولها لسوق البلدة، “أقضي الآن ساعات طويلة أمام دكان في قريتي أنتظر زبوناً يشتري.”

وأضافت “المحيسن” وهي تشير لعلبتها الفارغة “منها أعيش، أشتري الخبز والسكر والرز وغيرها من احتياجات منزلي.”

إنتاج قليل

لكن ارتفاع أسعار الأعلاف وقلة المساحات الخضراء هذا العام دفع “المحيسن” لبيع عدد من صغار مواشيها التي كانت في الأعوام الماضية تربيها حتى تكبر لتستفيد من صوفها وحليبها.

ويبلغ سعر الكيلوغرام من الحنطة 1400 ليرة، فيما يباع الكيلوغرام من الشعير والنخالة بـ1200 ليرة سورية.

ومنذ أكثر من عشرين عاماً، اعتادت هدية الخلف (54عاماً) وهي  سكان ريف تربسبيه الشرقي على ارتياد سوق البلدة بشكلٍ يومي وبحوزتها الجبن والحليب واللبن لبيعها في السوق أو لأحد أصحاب المحلات الذين تتعامل معهم منذ سنوات.

وتعيل “الخلف” من بيع إنتاج مواشيها، عائلتها معبرة بلهجتها المحلية عن استيائها من قلة المراعي هذا العام ما أثر على إنتاج المواشي.

وفي العام الفائت كانت “الخلف” تبيع 3 كيلوغرام من الجبن بشكل يومي من خمس روسٍ من الماعز، “لكن اليوم الخمس روس لا تملأ علبة تستوعب أربع لتر من الحليب” حسب قولها.

وأشارت “الخلف” إلى أنه في ظل الإغلاق الكلي فإن الإقبال على شراء إنتاج مواشيهن قليل، “قبل ذلك كانت الأمور أفضل.”

ورأت أن الحظر الجزئي أفضل بالنسبة لهن، حيث تستطيع هي ونساء أخريات بيع إنتاجهن دود عوائق.

ولكن عنود العلي (47عاماً) وهي من سكان تربسبيه قالت إنه في السنوات الماضية لم تكن تكلف نفسها عناء الذهاب إلى سوق البلدة لبيع الإنتاج، “كان أصحاب محلات يأتون بسياراتهم لشراء الجبن لكثرة الطلب ووفرة المنتج.”

وأضافت: “كانت أيام الخير، لكن هذا العام الأمور مختلفة.”

إعداد: سلام الأحمد – تحرير: سوزدار محمد