معلمون في مدينة حلب: لا يمكن الدوام في المدارس دون توفير مواصلات
حلب – نورث برس
لاقى الإعلان الحكومي، الأحد، عن عودة دوام المدارس والمعاهد التعليمية، انتقادات وشكاوى واسعة من قبل معلمين في مدينة حلب شمالي سوريا.
وتأتي هذه الانتقادات مع أزمة النقل الخانقة التي تعيشها المدينة وأريافها بسبب نقص المحروقات وفقدانها.
ومنذ الرابع من أبريل/ نيسان الجاري، أعلنت الحكومة السورية تعليق الدوام للجامعات وأغلب الصفوف المدرسية لمدة أسبوعين للحد من تفشي جائحة كورونا، إلا أن سكاناً ومتابعين قالوا إن السبب الحقيقي هو أزمة الوقود في مناطق سيطرة الحكومة.
وقالت كوثر تلجبيني (31 عاماً)، وهي مُدَرّسة في مَدرسة فاح بالريف الشرقي لحلب، لنورث برس، إنها لا تجد مواصلات توصلها من محل إقامتها في حي شارع النيل في الجهة الشمالية حلب إلى مدرستها في الريف الشرقي.
وأضافت: “تم إيقاف الباص الوحيد الذي كان يأخذنا للمدرسة بسبب عدم توفر المازوت، وطُلب منا الدوام ولكن لم يوفروا لنا أي وسيلة نقل.”
ويقول معلمون إن المجمع التربوي ومديرية التربية في حلب ترد على الشكاوى بـ” تدبروا أمركم واذهبوا إلى مدارسكم.”
وأشارت ” تلجبيني” إلى أنها لا تدري كيف تصل إلى مكان عملها، “ونحن مهددين إما بالفصل من التعليم أو بالالتحاق بالدوام المدرسي.”
ولا تقتصر معاناة النقل على المدارس الحكومية بل تشمل المدارس والجامعات الخاصة ورياض الأطفال، فقد تخلت غالبية المدارس والجامعات الخاصة عن خدمة إيصال طلابها.
ومنذ أكثر من شهرين، تفاقمت أزمة البنزين والغاز والمازوت في المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة دمشق، وأدى تخفيض مخصصات الوقود ورفع أسعار المحروقات إلى أزمة مواصلات كبيرة خاصة في وسائط النقل العامة التي توقف بعضها عن العمل بشكل نهائي.
والاثنين الماضي، قال عيسى عيسى مدير التوزيع في شركة المحروقات، لإذاعة محلية إنه “اعتباراً من بداية تموز سيتم توزيع المازوت عبر الرسائل في كل المحافظات.”
لكن سكاناً من العاصمة دمشق قالوا إن طريقة التوزيع ما هي “إلا انتعاش لأعمال السوق السوداء”، بحسب تقرير سابق لنورث برس.
وخلال الأسابيع الماضية، اعتمدت الحكومة على توريد شحنات وقود قادمة من إيران.
وأمس السبت، قالت وزارة النفط السورية، إن ناقلة نفط تعرضت قبالة سواحلها، إلى هجوم بـ”طائرة مسيرة”، تسببت بنشوب حريق في أحد خزانتها.
وأضافت: “الحريق نشب بعد تعرض الناقلة لما يعتقد أنه هجوم من طائرة مسيرة قادمة من اتجاه المياه الإقليمية اللبنانية.”
وقالت هالة الخطيب (36 عاماً)، وهي مدرسة لغة في مدرسة ابن البيطار في حي صلاح الدين بحلب، لنورث برس، أنها تدفع نحو 14 ألف ليرة سورية لسيارة الأجرة للوصول من مسكنها في حي جمعية الزهراء إلى حي صلاح الدين والعودة.
وأضافت أن “الحكومة أغلقت المدارس خلال الفترة الماضية ليس بسبب كورونا بل بسبب عدم توفر وسائط النقل؛ لغياب المحروقات، وافتتحتها دون حل المشكلة.”
وأشارت “الخطيب” إلى أنه “إذا ما كانت الحكومة غير قادرة على حل المشكلة، كيف باستطاعة الموظفين وأصحاب الدخل المحدود إيجاد الحلول.”