سكان من العاصمة دمشق: توزيع المازوت عبر الرسائل سياسة لانتعاش أعمال السوق السوداء

دمشق – نورث برس

أعرب العديد من سكان العاصمة دمشق عن استياءهم، حول بدء توزيع مادة المازوت وفق نظام الرسائل مطلع شهر تموز/ يوليو القادم، وقالوا إن طريقة التوزيع ما هي “إلا انتعاش لأعمال السوق السوداء.”

والاثنين الماضي، قال عيسى عيسى مدير التوزيع في شركة المحروقات، لإذاعة محلية إنه “اعتباراً من بداية تموز سيتم توزيع المازوت عبر الرسائل في كل المحافظات.”

“تشريع السوق السوداء”

واعتبر جورج واصل (52عاماً) وهو من سكان منطقة بستان الدور شمال شرق دمشق توزيع المازوت عبر البطاقة الذكية بمثابة إعلان رسمي وتشريع لانتعاش أعمال السوق السوداء للمحروقات.

وأضاف: “فكل المواد السابقة التي اعتمدت الحكومة ذات السياسة لحل مشكلة النقص فيها، ما كانت إلا تشريعاً واستسلاماً وفرضاً لهذا النقص وإدارته.”

وأشار “واصل” إلى أن “السكان لم يحصدوا من هذه السياسات إلا ارتفاع أسعار السوق السوداء الموازية، لتصبح حكراً على طبقة الأغنياء بحيث لا أحد غيرهم يستطيع الشراء منها.”

وفي الخامس من هذا الشهر، قررت حكومة دمشق، تحويل عملية توزيع البنزين بشكل كامل للبطاقة الذكية وفق نظام الرسائل النصية، في آلية مشابهة لطريقة توزيع الغاز.

كما دفعت أزمة المحروقات التي تعيشها المدن السورية، الحكومة لتخفيض مخصصات السيارات إلى النصف.

ومؤخراً وبعد أسبوعين من شرائه البنزين من السوق السوداء، اضطر محسن بوظو (35عاماً) وهو اسم مستعار لطبيب من مدينة جرمانا بريف دمشق، لإغلاق عيادته لاستلام مخصصات سيارته من البنزين.

وأشار الطبيب إلى أن مثل هذه القرارات أصبحت تتعبه وتعطله عن مهنته، بملاحقة أدوار التوزيع من بنزين وغاز وخبز “والآن المازوت ينضم إلى القائمة.”

وبحسب سكان من العاصمة فإن الشراء من السوق السوداء أكثر يسراً لكل المواد وأن كل مادة تضيفها الحكومة للبطاقة الذكية تجعل من سعرها مضاعفاً في السوق السوداء.

“أسعار خيالية”

وعبر “بوظو” عن تذمره واستيائه، عما آل إليه الحال، “أصبح الوضع مذلاً بشكل لا يصدق” على حد قوله.

وتتوفر المحروقات بكميات “كثيرة” في السوق السوداء، لكن أسعارها وبحسب السكان “خيالية”، حيث يتراوح سعر لتر البنزين بين أربعة آلاف ليرة و4500 ليرة، فيما يتراوح سعر لتر المازوت بين ألفين و2500 ليرة وأسطوانة الغاز المنزلي بين 35 و40 ألف ليرة.

وتتخوف نجوى نصار (52 عاماً) وهو اسم مستعار لسيدة تسكن في حي القزاز بدمشق من قضاء الشتاء القادم دون مازوت، بعد انضمامه لقائمة انتظار الرسائل وارتفاع أسعار السوق السوداء “بشكل جنوني.”

ومؤخراً، اضطرت السيدة الخمسينية لتعبئة الغاز الصغير “السفري” بوزن ثلاثة كيلو غرام الذي تملكه، وكلفها ذلك 13500 ليرة سورية، بعدما تأخر رسالة استلام الغاز لأكثر من عشرة أيام.

والشتاء الفائت، قوبلت سياسة توزيع مستحقات المازوت باستياء شديد من السكان، ذلك أن عدداً كبيراً من سكان دمشق وريفها اضطروا لقضاء الشتاء بأكمله بانتظار دورهم على 100 لتر مازوت، حيث لم تحصل بعض العائلات على مخصصاتها إلى الآن.

وقال عزت يسرى (41عاماً) وهو اسم مستعار لصاحب بقالية في حي الشيخ سعد بدمشق، إنه لا يستطيع أن يفهم كيف تقوم الحكومة باتباع نفس الأسلوب “الذي أصبح واضحاً للعيان مقدار الفشل في تطبيقه وتحقيق أي تغيير نحو الأفضل عن طريقه.”

وأضاف ضاحكاً بعد سماعه لمدير شركة توزيع المحروقات: “الله وكيلك أحياناً بحسهن بيتقصدوا يعملوا فينا هيك، لأنو مو طبيعية هي المسخرة.”

وأشار إلى أنه “ينتظر استلام  20 لتر بنزين لمدة عشرة أيام، ولم تصلنا الرسالة بعد، ننتظر جرة غاز منذ شهرين ولم تصل الرسالة بعد، ويبدو أن المازوت سيدخل أيضاً مع المواد السابقة بقائمة الانتظار للكميات المخجلة التي تتبرع فيها الحكومة للشعب.”

إعداد: رغد العيسى – تحرير: سوزدار محمد