خبير بالشأن التركي: تهديدات أنقرة تستهدف واشنطن وموسكو بلا تأثيرٍ في شرق الفرات
الرقة – عدنان منصور – NPA
تحدث خبيرٌ في الشأن التركي وخبير في الشأن الروسي، لـ"نورث برس" عن تطبيق الآلية الأمنية والأهداف التركية الكامنة وراء تصعيد التهديدات مؤخراً، على الرغم من سير الاتفاق الأمريكي – التركي حول تطبيق الآلية.
ويقول الخبير في الشؤون التركية، محمد نور الدين، عبر اتصالٍ هاتفيٍ لـ"نورث برس" إن تركيا تحاول ابتزاز الولايات المتحدة الأمريكية وجذبها لكسب موافقة واشنطن، على خطط أنقرة حول تغلغلٍ تركيٍ في منطقة شرق الفرات.
ويرى الخبير أنّ تركيا تصعّد لهذا السبب تهديداتها حول المنطقة الآمنة، عبر التصريح بالتدخل مباشرةً خلال أسبوعين في حال لم تنتهي الإجراءات.
ويشير نور الدين إلى أنّ التهديدات التركية موجّهة للولايات المتحدة الأمريكية بشكلٍ أساسيٍ، لاستغلال الفرصة ومحاولة تثبيت موطئ قدمٍ في منطقة شرق الفرات.
ويقلّل من احتمالية وجود هدفٍ تركيٍ من وراء هذه التهديدات، لـ"تخفيف الضغط عن إدلب، ومناطق خفض التصعيد بشمال غربي سوريا، كما أن العنوان الأساسي لهذه التهديدات هو الولايات المتحدة الأمريكية".
ويشدّد على أنّ الموقف الروسي من المنطقة الآمنة وتصعيد التهديد التركي، غير معارضٍ لتوجهات أنقرة، والسبب هو أنّ موسكو تريد وضع تركيا والولايات المتحدة وجهاً لوجه، كما أن روسيا "ليست في موقف اللاعب الذي يمكنه تغيير معادلات القوى في منطقة شرق الفرات".
هذه الأسباب وفقاً للخبير في الشؤون التركية يجعل روسيا تبدو في منطقة شرق الفرات، خارج أي تأثير، وهذا ما يمكن أن يجعل الدور التركي يصب في مصلحتها بشكلٍ أو بآخر وهذا ليس واضحاً".
وينظر إلى فكرة إقامة المنطقة الآمنة بأنها محدودةٌ جداً، مفسراً ذلك بوجود دورياتٍ قليلةٍ ومحدودةٍ في الزمان والمكان، وأنها ليست على مدار الساعة وفي منطقةٍ جغرافيةٍ ضيقةٍ، وهذا ما أزعج تركيا التي تريد انتزاع أكبر قدرٍ من التنازلات من الولايات المتحدة الأمريكية فيما يتعلق بالمنطقة الآمنة.
ويضيف قائلاً: "حتى هذه المكاسب المحدودة بالنسبة لتركيا تعتبر مكسباً تركياً، رغم أنّه أقرب إلى المشهد الكاريكاتوري، ولكن تعوّل تركيا على أن يكون ذلك نقطة انطلاق لتوسعة نفوذها في المنطقة".
ويتابع بأنّ تركيا تحاول تلبية عدة أهداف منها الأمن القومي التركي عبر القول بأن "وجود قوات الحماية الكردية هو تهديدٌ لها وبالتالي دخول المنطقة سيزيل مثل هذا التهديد".
ويستدرك بأنّ تركيا تحاول القيام بأدوارٍ متعددةٍ ليبقى دورها موجوداً ومؤثراً كلاعب في الساحة السورية، كما يلفت إلى أنّ "تحرك تركيا حول ملف شرق الفرات له أكثر من رسالة، من ضمنها ما هو متعلق بمستقبل العلاقات التركية – الأمريكية".
تركيا وفرض الشروط
في الوقت ذاته يقول الخبير في الشأن الروسي، ورئيس المركز الثقافي الروسي العربي في سان بطرسبرغ، مسلم شعيتو، لـ"نورث برس" عبر اتصال هاتفي, بإن ما يحدث في الشمال السوري، هو "تعبيرٌ واضحٌ عن الحالة التي وصلت إليها الأزمة السورية، وأطراف النزاع السوري".
ويضيف أنّ "تركيا تريد فرض شروطٍ جديدةٍ، لأنّها تعتقد أنّ الولايات المتحدة تعطي ما لا تملك".
فيما يرى شعيتو أنّ روسيا تنظر إلى أنّ "اتفاق أضنة بامتداد /5/ كلم، وبالتعاون مع السلطة الشرعية فقط، هو الكافي لضمان هواجس تركيا التي هي غير واقعية ولا نوافق عليها، لكننا نتفهمها".
ويؤكد شعيتو أنّ تركيا "كانت رأس الحربة لمشروع أمريكا التقسيمي في الشرق الأوسط"، معلّلاً ذلك بأنّ تركيا كانت تعتقد أنّ هذا المشروع سينجح، أي أن التقاسم "سيكون لصالحها وتسيطر على شمالي سوريا، فبالتالي تأخذ دوراً مهما في
الشرق الأوسط".
ويضيف شعيتو أنّه بعد تعديل موازين القوى وتغييرها في المنطقة، "بدأ الحلم التركي بالتلاشي".
ويردف قائلاً: "أصبح هنالك إمكانية للصراع بين الولايات المتحدة وتركيا، وهذا ما انعكس على العلاقة بينهما، وبالتالي بدأ كل منهما بجمع أوراقه للضغط، والسيطرة أو التأثير على القرار السياسي".
ويؤكّد أنّ الدور الروسي في التصعيد التركي الأخير، ليس لروسيا مصلحةٌ فيه، معتبراً أنّ "اقتصادها لا يستطيع الاستمرار لفترةٍ أطول في هذه الأزمة، لهذا فهي تطمح إلى حلّ الأزمة السورية بسرعة".
فيما يتحدث شعيتو عن أنّ لروسيا نقاط تحفظ في شمالي سوريا متمثلة بالاعتقاد الروسي "أن تركيا والولايات المتحدة موجودتان بصفة غير شرعية في سوريا، ولا يحق لهما التقاسم أو الاتفاقات الأمنية".
ويتهم شعيتو القوات الكردية بارتكاب خطأ عبر "التعامل مع الولايات المتحدة التي جاءت فقط لحماية مصالحها".