رام الله ـ نورث برس
تعالت أصوات إسرائيلية لإدخال تركيا على خط الوساطة بين إسرائيل وحماس للتقدم بمفاوضات تفضي إلى صفقة لتبادل “الأسرى”، بعد مضي سبع سنوات على قضية الجنود الإسرائيليين لدى “حماس” في غزة دون أي نجاح للمحادثات غير المباشرة التي تتوسط فيها مصر.
وبحسب الرواية الإسرائيلية، يوجد لدى حماس رفات الجندي هدار غولدين وشاؤول أورون شاؤول اللذان قتلا في الحرب على غزة في صيف 2014.
وبحلول نيسان/ أبريل 2015، سقط إسرائيليان، هما أفيرا منغيستو وهشام السيد، في قبضة حماس بعد عبور السياج الحدودي مع غزة.
وقد فشلت المحادثات حتى الآن للتفاوض بشأن إطلاق سراحهم.
وتساءلت صحيفة “إسرائيل اليوم” المقربة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، “عن النهج الذي يمكن أن تسلكه إسرائيل والذي من شأنه أن يؤدي إلى انفراج وعودة الأسرى الأحياء وجثث القتلى؟.”
وبحسب الصحيفة، يريد المصريون حقاً المساعدة، لكن جهودهم حتى الآن باءت بالفشل.
وتفسر الصحيفة ذلك بالقول: “من المحتمل أن التطورات الإقليمية في السنوات العشر الماضية منذ صفقة استعادة الجندي شاليط عام 2011 قد أدت إلى فقدان مصر بعض نفوذها على حماس. لكن هناك دولة أخرى يمكن أن تكون أكثر فاعلية في الضغط على حماس وهي تركيا.”
وتعتقد قراءات إسرائيلية أن ثمة عاملاً مهماً يضفي أهمية لوساطة تركية محتملة، ويتمثل بإقامة العديد من كبار مسؤولي حماس حاليًا في إسطنبول، وتستثمر تركيا بشكل كبير في قطاع غزة، وتقدم المساعدات الصحية خلال جائحة كوفيد-19.
كما يتمتع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعلاقة جيدة مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.
وهناك عامل آخر بمنظور التقديرات الواردة من تل أبيب، على عكس مصر، فإن تركيا، في محاولة لإنهاء عزلتها في منطقة البحر الأبيض المتوسط ، مهتمة بتطبيع العلاقات مع إسرائيل وهي على استعداد حتى لتبادل السفراء مرة أخرى.
كما أن هناك أيضاً عدد من الأحداث والعمليات التي شاركت فيها تركيا والتي تشير إلى أن أردوغان وشعبه ليس لديهم مشكلة في ممارسة القوة عندما يكون ذلك في مصلحة أنقرة.
وتقرب صحيفة “إسرائيل اليوم” المجهر على أحد الأمثلة على ذلك عندما أمر أردوغان القنوات الإعلامية (الشرق، وطن، ومكملين) بالتوقف عن انتقاد النظام المصري، في محاولة للتطبيع مع القاهرة.
في غضون ذلك، تحدث الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى أردوغان عبر الهاتف يوم الأربعاء، واعتبر أن فتح أبواب المنطقة أمام إسرائيل “خطوة خطيرة” يجب مواجهتها ومكافحتها.
ورد أردوغان بتغيير الموضوع لسببين، أولاً، يريد التطبيع مع إسرائيل. ثانيًا، يرى أن إيران النووية تشكل تهديدًا لتركيا.
وبالفعل، قتل جندي تركي الأربعاء فقط في هجوم صاروخي شنته فصائل موالية لإيران في شمال العراق على قاعدة عسكرية تركية، كما تروي صحيفة “إسرائيل اليوم”.
ولعلّ ثمة عاملاً مهماً أيضاً يتعلق بالمشهد الفلسطيني الداخلي، إذ أنه من المقرر أن يجري الفلسطينيون انتخابات تشريعية في الثاني والعشرين من أيار/ مايو، ما لم تلغها إسرائيل أو رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
وحماس بحاجة إلى إنجاز كبير يرفع من شعبيتها عندما يكون لها أهمية. وتبدو قضية الأسرى الفلسطينيين هي قضية حساسة في كل من الضفة الغربية وغزة، بحسب الصحيفة.
لذلك، تشدد الصحيفة الاسرائيلية على ضرورة أن تتصرف إسرائيل بسرعة وحزم لتعظيم نافذة الفرصة هذه بطريقة إبداعية وإرسالها إلى تركيا للتوسط مع حماس والمطالبة بممارسة نفوذها ضد كبار مسؤولي حماس في إسطنبول إذا أرادت تبادل السفراء مع إسرائيل.
وتقول الصحيفة إن ربط هذه الخطوة بحاجة حماس إلى القيام بعمل مهم يمكن أن يفيدها في صناديق الاقتراع قد يؤدي إلى “انفراج” سيعيد الجنود “الأسرى” الإسرائيليين في غزة إلى إسرائيل.