“الكابينيت” الإسرائيلي يناقش غداً قضية “التسريبات” بشأن الهجمات ضد إيران

رام الله ـ نورث برس

أعربت أوساط مسؤولة في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، السبت، عن اعتقادها بأنه ليس ثمة أي مبرر عملاني لاختراق سياسة الغموض حيال إيران.

وذكرت صحيفة “معاريف” أنه في الأسابيع الأخيرة يدور جدل كبير بشأن كل ما يتعلق بالتسريبات واختراق سياسة الغموض الإسرائيلية بواسطة اقتباس مصادر إسرائيلية في وسائل الإعلام الأجنبية أو المحلية، كما حدث الأسبوع الفائت ارتباطاً بالعملية المنسوبة إلى جهاز الموساد في منشأة نطنز النووية الإيرانية.

وتعني هذه التسريبات المجهولة الهوية أن إسرائيل تتحمل في الظاهر المسؤولية عن عمليات ونشاطات كانت في الماضي غير البعيد تحافظ على صمت مطبق حيالها.

وترتكز مخاوف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من أن التسريبات التي تتحدث عن مسؤولية إسرائيل عن الهجمات تمس بسياسة الغموض التي تحث عليها الأجهزة الإسرائيلية.

ولا يهدف الغموض من ناحية مبدئية إلى منع الجانب الآخر من معرفة مَن الذي قام بالمساس به، بل يهدف إلى عدم الوقوف علناً وعلى رؤوس الأشهاد وراء هذا المسّ بهدف الحؤول دون حدوث تصعيد يؤدي إلى نشوب حرب.

وبمعنى آخر، كان الهدف من وراء سياسة الغموض عدم حشر إيران في الزاوية وإحراجها، وبالتالي مضاعفة الحافز لديها كي ترد، بحسب الأجهزة الأمنية.

ويعتقد كبار قادة الجيش الإسرائيلي أن سياسة الغموض ما يزال لديها دور مهم في هذه الأيام. ولذا فإن قيادة الجيش لم يعجبها اختراق هذه السياسة في الأسابيع الأخيرة وبث تسريبات حول مسؤولية إسرائيل عن هجمات ضد إيران.

لكن هذه القيادة تظل خاضعة لسياسة الحكومة التي تمتلك وحدها صلاحية إقرار أي سياسة يجب اتباعها حتى في القضايا الأمنية.

وحسب مصادر في أراضي ٤٨ لنورث برس، فإن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو من يقف خلف بعض التسريبات بشأن الهجمات الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية، لأسباب عدة.

ووفق المصادر، فإن من المتوقع أن يناقش المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر خلال اجتماعه، غداً الأحد، في سياق بحث التوتر المتصاعد مع إيران، قضية التسريبات الإعلامية ومدى الضرر الذي تسببه للمصالح الإسرائيلية على ضوء المساس بسياسة الغموض.

وأشارت المصادر أن ذلك يعني “عدم إعلان إسرائيل عن مسؤوليتها عن الهجمات وأن تبقى في إطار السرية التامة.” مع العلم أن اجتماع الكابينيت المرتقب هو الأول بعد توقف اجتماعاته منذ شباط/فبراير الماضي.

في غضون ذلك، اتهم وزير الخارجية الإسرائيلي غابي اشكينازي، إيران وحزب الله اللبناني بزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط وبتقويض فرص إحلال السلام في المنطقة.

وحذر من أن إسرائيل “عاقدة العزم على الدفاع عن نفسها. وستبذل قصارى الجهود لمنع نظام الملالي المتطرف واللاسامي في طهران من حيازة أسلحة نووية.”

وجاءت تصريحات الوزير اشكنازي هذه خلال اجتماع رباعي مع نظرائه من اليونان وقبرص والإمارات في بابوس بقبرص.

وتناول هذا الاجتماع أيضاً دفع مشاريع إقليمية في مجالات الطاقة والسياحة ومكافحة كورونا إلى الأمام.

وبدأت إيران بتخصيب اليورانيوم إلى نسبة ستين بالمائة. هذا ما أعلنه قبل ظهر أمس رئيس مجلس الشورى الإسلامي الايراني محمد باقر قاليباف في تغريدة عبر تويتر.

والثلاثاء الماضي، أعلنت طهران عن نيتها الإقدام على هذا الانتهاك الآخر للاتفاق النووي بعد مرور يومين على الانفجار في منشأة نطنز النووية والذي ألقت اللوم عنه على إسرائيل.

إعداد: أحمد إسماعيل ـ تحرير: معاذ الحمد