معارض سوري: بوتين يسعى لكسب تأييد العالم الإسلامي ولغة الجسد فضحت الخلاف بين أطراف قمة أنقرة

الرقة ـ عدنان منصور ـ NPA
قال معارض سوري لـ"نورث برس" إن لغة الجسد بين رؤساء إيران وروسيا وتركيا كشفت الخلاف بينهم، وأن روسيا تسعى لاستغلال العقيدة الدينية لكسب المجتمع الإسلامي، وأن أجهزة الاستخبارات هي من توجه تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) من خلال تزامن حديث زعيم التنظيم مع اتفاق أنقرة.
وأكد إبراهيم فواز الجباوي، عضو هيئة التفاوض المعارضة معلقاً على اجتماع أنقرة الثلاثي، بأن لغة الجسد للرؤساء الثلاثة غلبت التصريحات ومحاولات إظهار أنفسهم بأنهم على توافق.
وتابع أن الوجوه لوحظت "مكفهرة وغابت عنها أية ابتسامة، ما يعني أنهم غير متفقين، لا سيما فيما يطمح له بوتين".
وأوضح الجباوي ذلك بالقول بأن بوتين "لا يريد لتركيا أكثر من تطبيق اتفاق أضنة من جهة، ومن جهة أخرى لا يريد أن يحصل اتفاق تركي – أمريكي بعيداً عنه". مضيفاً أن "الإيراني، يطمح للاستفراد بسوريا دون غيره، إلا أن التركي يذهب بخلاف الاثنين وقد عبر عنه صراحة".
كما أشار إلى "الاختلاف التركي – الروسي حول اتفاق سوتشي، الذي يحاول التركي دعم صموده والروسي إسقاطه".
وحول محاولة كسب الولايات المتحدة الأمريكية والتحالف الدولي، قال المعارض السوري "إن العالم كله يعي أن لا حل في سوريا دون إرادة أمريكية"، معتبراً أن هذا هو السبب الذي يدفع موسكو لمحاولة كسب الود الأمريكي وكسب تأييدها لما تسعى إليه من الحلول.
هذه الأسباب وفق الجباوي هي التي لا تمكِّن موسكو من مهاجمة واشنطن بجرأة، "خلافاً لبعض التصريحات المبطنة على ألسنة الساسة الروس، فإذا كان هذا موقف روسيا، فبديهي أن ينسجم معه موقف تركيا وإيران".
كما تحدث عضو هيئة التفاوض حول محاباة موسكو للعالم الإسلامي، قائلاً بأن "روسيا بدأت تلعب على وتر العقيدة الدينية، لإدراكها أن الشعوب الإسلامية، قد تنجرف مع تيارها بالعاطفة الدينية".
وأضاف بأنه "في حال مراعاة مشاعر المسلمين، فسوف يؤيده بعضهم أو غالبيتهم، لذلك هو يحاول كسب ود المسلمين، لتحقيق مآربه في سوريا، وما يلبث أن ينقلب عليهم كعادته في غير اتفاق أو تعهد".
فيما أردف الجباوي حول تزامن اتفاق القمة مع كلمة زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) أبو بكر البغدادي، بأن التنظيم وزعيمه يجري "تشغيلهما مخابراتياً". مشيراً إلى أنه "قد يشارك بهذا التشغيل، أكثر من جهاز مخابرات عالمي".
وتابع بأن أجهزة الاستخبارات توجه البغدادي للحديث، وفقاً لمصلحتها، نحو هدف معين أو لإيقاظ خلية نائمة لتنفيذ مهمة ضد هدف معين، بغية إرسال رسائل متعددة في آن واحد ولجهات متعددة، على حد تعبيره.
وشدد الجباوي على أن "من يؤمن على نفسه اليوم من شر البغدادي، قد يطاله هذا الشر غداً، إذا ما شاكس مع المشغِّل".
وختم فواز إبراهيم الجباوي، عضو هيئة التفاوض المعارضة، حديثه مع "نورث برس" بالقول: "فسواء تركيا أو غيرها، أبدت تشنجاً مع مشغِّل من المشغِّلين، فسيلجأ المشغل المعني إلى استخدام ورقة البعبع الداعشي ليحقق ما يصبوا إليه".