شجار وتدافع ومشادات كلامية.. أبرز تداعيات أزمة المواصلات في دمشق
دمشق – نورث برس
تتفاقم أزمة النقل الداخلي في العاصمة السورية دمشق بسبب نقص المحروقات، حيث وصلت حد العراك بالأيدي بين الركاب وعمليات تدافع فيما بينهم عند قدوم أي وسيلة نقل عامة للحصول على المقعد، وتطور الأمر لحوادث اعتداء بالضرب على سائقين.
وفي التاسع والعشرين من الشهر الجاري، خفّضت محافظة دمشق مخصصات سيارات البنزين إلى النصف، حيث تحصل السيارة الخاصة على 20 ليتراً كل سبعة أيام، والسيارة العمومية (التكسي) على 20 ليتراً كل أربعة أيام.
وبعد قرار خفض مخصصات البنزين للسيارات، باتت المواقف العامة تعج بتجمعات ضخمة للركاب تستمر لساعات طويلة بانتظار السرافيس لنقلهم لوجهتهم، فيما يضطر آخرون للسير لمسافات طويلة في محاولة غير مجدية لإيجاد مقعد في سرفيس.
جدال على الأجرة
وتضمن قرار تخفيض المخصصات تغييراً في توزيع مادة المازوت (الديزل) لأيام الجمعة، إذ يتوقف تزويد سيارات النقل الداخلي (السرافيس) ذات الملكية الخاصة والاكتفاء بمخصصات حافلات النقل الداخلي العام.
لكن ليس أمام مستخدمي المواصلات العامة خيارات كثيرة، فما هو متاح في جيوبهم يجعلهم غير قادرين على الإيماء لتكسي الأجرة.
وقالت ياسمين عمر، وهو اسم مستعار لموظفة حكومية، إنها تمكنت بصعوبة من العثور على سيارة خاصة في طريق عودتها من عملها، ونقلتها إلى المديرية العامة للجمارك في دمشق، لتسير بعدها على قدميها إلى أن وصلت منطقة الشيخ سعد.
وبعد كل هذا العناء والمشي لأكثر من ساعة كان على “عمر” أن تستسلم وتستأجر مع عدة أشخاص سيارة تكسي، “طلب السائق من كل راكب دفع ألف ليرة، بينما تسعيرتها النظامية 500 ليرة.”
وأشارت الموظفة الخمسينية إلى أن السائق كان “يستشيط غضباً” لأنهم تأففوا أثناء دفع المبلغ، وبرر ذلك بأن السيارة تعيل ثلاث عائلات وأنهم يشترون المحروقات من السوق الحر بسعر يصل إلى 50 ألف ليرة للغالون الواحد.”
لكن الموظفين الذين اصطحبهم معه أخبروه أن حالهم أسوأ، فهم موظفون برواتب لا تتجاوز 60 ألف ليرة، “وليس تحمل الأزمة من مسؤوليتهم وحدهم بل على الجميع تقاسم الأعباء”، بحسب ما نقلته “عمر”.
وعود بالانفراج
وبحسب سكان من العاصمة، فإن سائقي التكاسي يطلبون مبالغ كبيرة لكل طلب، رغم قصر المسافات التي يقطعونها.
وأمس السبت، وعد حسين عرنوس رئيس الحكومة السورية، بنهاية قريبة لأزمة المحروقات في سوريا، وتحدث عن انفراج مرتقب مع نهاية الأسبوع في موضوع المشتقات النفطية.
وجاء ذلك، بعد أن نشر موقع “تانكر تراكرز” المتخصص بتتبع ناقلات النفط، أن مليون برميل من النفط الخام على متن باخرة إيرانية تقترب من قناة السويس في البحر الأحمر، وتتجه إلى بانياس السورية.
والأربعاء الماضي، تطورت مشادة كلامية في إحدى السيارات، ما دفع بإحدى الشابات التي نقلها صاحب تكسي أجرة من مزة جبل إلى منطقة المواساة إلى صفع السائق على وجهه عندما طلب منها مبلغ ثلاثة آلاف ليرة.
الحادثة وقعت بجانب شرطي مرور، شدد للاثنين عندما لجأا له أن “لا علاقة له”، وعليهم أن يحلوا مشاكلهم بمفردهم، وفقاً لما ذكره الشرطي لنورث برس.
وقال شادي عثمان، وهو اسم مستعار لسائق سرفيس قضى يومه وهو ينقل الركاب، إنه اكتشف خطأ قراره الاستمرار في العمل، لأنه أمضى اليوم بكامله وهو يتعارك مع الركاب.
وأشار إلى أن عدد الركاب الذين يركبون حافلته في كل مرة لا يقل عن 17 راكباً، بينما يجب أن لا يزيد العدد عن 12، الأمر الذي أدى إلى كسر في “الدفرنس” بسبب الوزن الزائد.
وسيكلف ذلك العطل أكثر من 200 ألف ليرة، “ليصبح كل عملي سخرة,” كما يصف “عثمان”.
لا محروقات
وقال سائق سرفيس على خط مزة فيلات إن صاحب كازية في دمشق، قال له إنه “ما من داع للانتظار لأن المازوت لن يصل إلى محطته قبل يوم الأحد القادم، وأن على هذا الخط أكثر من 150 سرفيساً لم يعمل منها في الأمس أكثر من 20 فقط.”
وذكر أصحاب سرافيس في دمشق أنهم لا يستلمون كامل مخصصاتهم من المحروقات، حيث اتهموا أصحاب الكازيات “بسرقة” مخصصاتهم ليعاودوا بيعها بشكل حرٍّ بسعر أعلى.
لكن سكاناً من العاصمة قالوا إن أصحاب السرافيس يفاقمون أزمة الازدحام حيث يلجؤون لركن آلياتهم وبيع مخصصاتها المدعومة بسعر حر، الأمر الذي يحقق لهم المزيد من الأرباح دون مشاكل العمل ونقل الركاب.
والخميس الماضي، وبعدما وصل عدد الركاب المنتظرين تحت جسر الرئيس للآلاف ولوقت متأخر من النهار، تدخلت محافظة دمشق ونسقت مع الشركة العامة للنقل الداخلي.
وقاموا حينها بتشغيل 32 باصاً من باصات النقل الداخلي لنقل الركاب إلى عدة مناطق.
الطالبة الجامعية غيداء أحمد، كانت من بين الركاب الذين استخدموا باص ضاحية قدسيا، وعند التدافع إلى الباص والاكتظاظ داخله تبين أن هنالك أربع أشخاص تعرضوا لسرقة هواتفهم المحمولة، بحسب قولها.