مخيم الهول.. بيان للأسايش يدعو المجتمع الدولي لفرصة حل طويل الأمد

القامشلي- نورث برس

قالت قوى الأمن الداخلي لشمال وشرق سوريا (الأسايش)، الجمعة، إن الخطر في مخيم الهول بريف الحسكة شمال شرقي سوريا لم ينته بعد, “وهو مستمر طالما بقي على هذا النحو.”

وأضافت، عبر بيان، أن على المجتمع الدولي المشاركة في إيجاد الحلول المناسبة عبر إعادة الدول رعاياها من سكان المخيم إلى أراضيها.

اعتقال مسؤولين لداعش

قيادة الأسايش أعلنت انتهاء المرحلة الأولى من حملتها “الإنسانية والأمن” في المخيم تاركة الباب مفتوحاً أمام مراحل أخرى لضبط الأمور في المخيم الذي شهد أكثر من 47 عملية على يد خلايا لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) خلال أقل من ثلاثة أشهر .

وفي الثامن و العشرين من آذار/مارس الفائت، بدأت الحملة بمشاركة خمسة آلاف عنصر من الأسايش وقوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية المرأة ووحدات حماية الشعب.

وتم إلقاء القبض على 125 عنصراً من عناصر خلايا داعش النائمة, 20 منهم مسؤولون عن الخلايا والاغتيالات التي حدثت في المخيم، كما تم العثور على مستلزمات عسكرية ودارات إلكترونية تستخدم في تحضير العبوات الناسفة، بحسب البيان.

ومنذ مطلع العام الجاري 2021 ظهرت مؤشرات جديدة، وشهد المخيم خلال الأسبوع الأول من العام 12 حالة قتل في حصيلة تعتبر الأكبر على الإطلاق في تاريخ المخيم.

الحوادث تضمنت حوادث قتل بالرصاص واستخدام قنابل يدوية وافتعال حرائق راح ضحيتها رجال ونساء وأطفال.

فرصة لحل دولي

يقول القائمون على الحملة الأمنية إن هدف تسلل عناصر للتنظيم إلى داخل المخيم كان “العمل ضمن المخيم وتنظيم أنفسهم مرة أخرى, وخلق بيئة مناسبة لهم لاستمرار إرهابهم.”

وأن النجاح الذي حققته الحملة الأمنية “لن يدوم طويلاً بدون دعم دولي, لقد حان الوقت الآن لاغتنام هذه الفرصة والتوصل إلى حل طويل الأمد معاً.”

ويصنف مخيم الهول كأحد أكبر وأخطر المخيمات في العالم, يقيم ضمنه أكثر من 60 ألف شخص من 57 دولة، غالبيتهم الساحقة من عائلات عناصر داعش، إضافة إلى عناصر للتنظيم تسللوا إلى المخيم كمدنيين.”

وقبل يومين، قالت نوروز أحمد, القيادية في قوات سوريا الديمقراطية “قسد”, لنورث برس، إن مخاطر نشاط عناصر داعش في الهول شكلت “خطراً وتهديداً على قاطني المخيم وسكان المنطقة والعالم أجمع.”

ومنذ تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي، بدأت الإدارة الذاتية في إخراج العائلات السورية الراغبة بالخروج من المخيم، بناءً على مبادرة من مجلس سوريا الديمقراطية ونزولاً عند مطالب شيوخ ووجهاء عشائر في شمال وشرق سوريا.

وفي بيان سبق الحملة، قالت الأسايش إن “المخيم تحوّل إلى بؤرة لتنظيم داعش، حيث يتعرض مدنيون فيه للقتل والاستهداف بشكل شبه يومي.”

إذ  شكل أفراد لعائلات مقاتلي “داعش” لأنفسهم إدارة خاصة كفرق الحِسبة (شرطة داعش)، وتعليم مناهج داعش للأطفال ضمن المخيم.

أطفال وجوانب إنسانية

المشاركون وضعوا نصب أعينهم “الجانب الانساني واحترام حقوق الإنسان ضمن الحملة, وخاصة تجاه الأطفال اللذين يعتبرون جزءاً كبيراً من سكان المخيم”، بحسب بيان الأسايش.

وفي اليوم الثاني للحملة، دعا القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية, مظلوم عبدي, الدول الأجنبية “لاستعادة مواطنيها وتقديم المزيد من الدعم الإنساني لتحسين الظروف والاستقرار في مخيم الهول.”

وقال “عبدي”، في تغريدة عبر حسابه الرسمي على تويتر، إن القوات بدأت عملية إنسانية وأمنية في الهول بهدف “اعتقال مجرمي داعش وحماية المدنيين.”

ونهاية آذار/ مارس الفائت، قال المبعوث الأميركي الخاص إلى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، جون غودفري، إن السعي لإعادة عائلات داعش إلى أوطانهم هو أمر تعمل عليه الولايات المتحدة منذ سنوات.

وأضاف ، في مؤتمر صحفي في واشنطن حضرته نورث برس، أن التحديات التي تواجه إعادة أفراد عائلات داعش كثيرة لذلك يتم العمل الآن على خطط لإعادة التأهيل في الخارج وإعادتهم لاحقاً.

وأشار “غودفري” إلى أن واشنطن تعمل الآن مع الحكومة العراقية على إعادة اللاجئين العراقيين في المخيم بشكل سريع إلى العراق.

ورغم تحذيرها من الخطر المستمر في المخيم، تقول الأسايش إن نجاح المرحلة الأولى للحملة “خَلَقَ بيئةً آمنةً و أكثرَ استقراراً في مخيم الهول.”

وتشدد على أن عقلية الإرهاب والتكفير ما تزال حية مستمرة وخاصة تجاه الأطفال الذين يتم سلب براءتهم، “ما يشكل خطراً يهدد العالم أجمع على المدى المتوسط والبعيد.”

إعداد وتحرير: حكيم أحمد