آراء سكان في إدلب حول فتح المعابر مع مناطق سيطرة الحكومة السورية
إدلب – نورث برس
أعرب سكان وصحفيون في إدلب، شمال غربي سوريا، عن رفضهم للاتفاق الروسي التركي حول افتتاح معابر بين مناطق سيطرة المعارضة السورية ومناطق الحكومة السورية.
والأسبوع الماضي، أعلنت روسيا أنها توصلت إلى اتفاق مع الجانب التركي، ينص على إعادة افتتاح ثلاثة معابر بين مناطق سيطرة الحكومة السورية والمناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة السورية.
ويشمل الاتفاق معبر سراقب في ريف إدلب ومعبر ميزناز في ريف حلب الجنوبي، ومعبر أبو الزندين جنوب غربي مدينة الباب في ريف حلب الشمالي.
رفض شعبي
وأثار الإعلان موجة غضب كبيرة بين سكان في مناطق سيطرة المعارضة شمال غربي سوريا، أكدوا رفضهم التام له ودعوا لمظاهرات رفضاً لافتتاح المعابر.
وقال محمد العلي، وهو مراسل راديو الكل الموالي للمعارضة، إنه قرار “افتتاح المعابر مع مناطق سيطرة النظام السوري مرفوض قطعاً.”
وأضاف لنورث برس، أن المنطقة اليوم “لا تحتمل أي خلل بالتوازن الذي حافظت عليه المناطق المحررة.”
ولا يرى “العلي” أي إيجابيات من افتتاح المعابر بين المناطق المحررة ومناطق الحكومة السورية المنهكة اقتصادياً.
وأعرب إياد عبد الجواد ( 40 عاماً)، وهو من نازحي سهل الغاب غرب حماة ويعيش في إدلب، عن رفضه لافتتاح المعابر مع “النظام الذي يعاني حالياً من عزلة دولية و عقوبات اقتصادية.”
وأضاف: “سوف يقوم النظام بتصدير الحبوب المخدرة والحشيش لمناطق إدلب، وبالتالي سوف يضخ العملة الورقية السورية التي سوف تتحسن أسعارها مقابل الدولار الأميركي.”
وشهدت الليرة السورية تحسناً ملحوظاً في سعر صرفها أمام الدولار الأميركي عقب الإعلان الروسي عن افتتاح المعابر.
ومنذ حزيران/ يونيو الماضي، تفرض هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل معارضة مسلحة تداول الليرة التركية في مناطق سيطرتها شمالي سوريا وشمال غربيها.
لكن” الجواد”، قال أيضاً إن افتتاح المعبر قد يساعد عدداً من الموظفين والمتقاعدين لدى مؤسسات الحكومة السورية على قبض رواتبهم.
كما سيتمكن العالقون في بعض المناطق من العودة إلى منازلهم دون أن يضطروا لدفع مبالغ مالية ضخمة تصل لـ600 دولار أميركي للوصول إلى المناطق المحررة عبر طرق التهريب الخطرة.
“بلطجة روسية“
والجمعة الفائت، شهدت مدينة إدلب، وقفة احتجاجية رافضة للقرار، طالب المشاركون فيها بإطلاق سراح المعتقلين، كما شهدت مدينة أعزاز شمال حلب مظاهرات مشابهة.
وكان ناشطون سوريون قد أطلقوا وسم “لا لفتح المعابر” على موقع “تويتر” شارك فيه آلاف المغردين الذين عبروا عن رفضهم للاتفاق.
وقال الصحفي شحود جدوع، لنورث برس، إن روسيا تستخدم أسلوب البلطجة دائماً.
وأضاف: “فهي قصفت وضغطت ومن ثم فاوضت على فتح المعابر، وهذا الشيء يثبت إصرار روسيا على الإجرام وعدم السير في الحل السياسي.”
وبحسب “جدوع”، “النظام السوري لن يستفيد من فتح من معبري سراقب وميزناز كون المنطقة هذه تتعامل بالليرة التركية، وبهذه الحالة لن يتمكن من ضخ الليرة السورية.”
على خلاف معبر أبو الزندين شرق حلب كون تلك المنطقة مثل الباب وأعزاز وجرابلس ومارع، التي لازالت تتعامل بالليرة السورية، حيث بإمكانه ضخ العملة السورية وحتى فئة الخمسة آلاف ليرة.
وأشار الصحفي إلى أن افتتاح المعابر سوف تؤدي إلى ارتفاع أسعار بعض المواد لا سيما الأساسية منها.