باحث عراقي: ما وراء مشروع “الشام الجديد” عزل سوريا وخط جديد إلى إسرائيل

أربيل ـ نورث برس

كشف جواد البيضاني وهو باحث سياسي عراقي، الثلاثاء، عما يقف وراء القمة المصرية الأردنية العراقية “الشام الجديد”، فيما لفت إلى مشروع أميركي يعيد العراق إلى الحاضنة العربية ويكبح جماح النفوذ الإيراني والتركي ويعم بالفائدة على إسرائيل ويعزل سوريا.

ومن المزمع أن تحتضن العاصمة العراقية بغداد، الأسبوع القادم، قمة ثلاثية تضم رئيس جمهورية مصر، عبدالفتاح السيسي، وملك الأردن عبدالله الثاني ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.

وكان مقرراً أن يصل الملك الأردني والرئيس المصري إلى بغداد أول أمس السبت.

لكن حادثة تصادم قطاري “سوهاج” والذي أودى بحياة العشرات من المصريين، عطلت الزيارة وتم إرجاؤها إلى الأسبوع المقبل، بحسب تغريدة للكاظمي.

وتأتي قمة بغداد المُرتقبة بعد 7 أشهر من القمة السابقة في عمّان، سبقتها قمة أخرى في نيويورك.

وشدد البيان الذي صدر في الخامس والعشرين من آب/ أغسطس 2020، على أهمية تعزيز التعاون واعتماد أفضل السبل والآليات لترجمة العلاقات الاستراتيجية على أرض الواقع.

وتهدف القمة المقرر عقدها الأسبوع القادم، لتطوير العلاقات في ما يخص المجال الاقتصادي وبحث التطورات في المنطقة، لكن مصطلحي “المشرق الجديد” أو “الشام الجديد”، يقتحم فحوى القمة، وفق باحثين.

وفي الخامس عشر من هذا الشهر، جدد الكاظمي التأكيد على أن “المشرق الجديد” ليس تحالفاً سياسياً، بل هو “مشروع اقتصادي اجتماعي” بين شعوب الدول المعنية، يستهدف تحقيق المصالح المشتركة. 

لكن، ورغم نفي الكاظمي، يذهب مراقبون إلى أن المشروع الجديد، يستهدف خلق “خط ثالث” بين خطّي “الممانعة والتطبيع.” 

وقال “البيضاني”، وهو أيضاً استاذ في التاريخ بجامعة بغداد، إن المشروع هو أميركي يجمع الدول الثلاث (العراق، الأردن ومصر).

ومن المعروف أن العراق والأردن لازالا يعيشان تحت المظلة الأميركية وكذلك مصر التي تتلقى المساعدات من الولايات المتحدة، بحسب الباحث السياسي.

وأشار إلى أن للعراق الثروات الباطنية الهائلة ويعدُّ أكبر منتجي النفط في العالم، ومصر التي تمتلك الثقل السكاني واليد العاملة وخبراتها وموقعها الجغرافي، بينما الأردن التي تعد ساحة اقتصادية للعراق وممراً مهماً.

وقال “البيضاني” وهو أيضاً مدير المعهد العراقي للدراسات الكردية، إن الأردن يدخل بدافع أميركي إلى هذا المشروع.

وأشار إلى أن السبب في ذلك يعود لاعتبار أن أصل تكوينه كدولة عازلة من قبل بريطانيا قبل عقود، “جاء لحماية إسرائيل من هجمات العشائر العربية والحركة الوهابية على المستوطنات الإسرائيلية.”

وشدد على أن العراق لن يستفيد من هذا المشروع أصلاً من الناحية الاقتصادية، “لأن هناك خيار منفعة أكبر للعراق عبر سوريا أو تركيا، وهذا ما كان قد حصل تاريخياً من خلال الربط السككي بين بغداد وبرلين عبر سوريا وتركيا ثم البحر المتوسط فأوروبا.”

ومن الناحية السياسية، أشار الباحث السياسي، إلى أن المشروع يأتي كخطة أميركية “لكبح النفوذين الإيراني والتركي، وإعادة العراق إلى الحاضنة العربية الخاضعة لأميركا وإبعاده عن إيران.”

وكانت سوريا بالأساس معبر الخط العراقي إلى أوروبا، “لكن الولايات المتحدة استبعدت سوريا وذلك لعزله وبالتالي عزل روسيا، وإيجاد خط بديل إلى العقبة عبر الأردن، ومد إسرائيل ومصر بالنفط، بحسب “البيضاني”.

وتستعد بغداد لاستقبال السيسي وعبدالله الثاني، في وقت تحاول ترميم ما خلفه الصراع من دمار ولا سيما الذي تركه تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.

ويحاول العراق إعادة مستوى الاستقرار النسبي الذي يُمكن التأسيس عليه للانطلاق نحو دعوة الشركات الاستثمارية إلى السوق العراقية.

وهناك معطيات وفق تقارير إعلامية توضح أن الولايات المتحدة تنتهج سياسة جديدة تتمثل بمحاولة استقطاب العراق وتقريبه مع إسرائيل وتعزيز العلاقات بينهما، بعد موجة التطبيع العربية مع إسرائيل في عهدة ترامب.

لكن “البيضاني” استبعد نجاح المشروع، عازياً ذلك إلى أن المجتمع العراقي يختلف جداً مع حكومته بنظرته إلى المشروع.

وأشار إلى أنه من الصعب حرف المجتمع العراقي عن ميوله وطبيعته البعيدة عن الحاضنة العربية فضلاً عن مواقف تاريخية سلبية جمعته بمصر وسوريا والسعودية.

إعداد: حسن حاجي ـ تحرير: معاذ الحمد