بريت ماكغورك: التوقف عما بدأناه في سوريا في العام 2014 سيكون له تبعات كارثية
واشنطن – هديل عويس ـ NPA
قال بريت ماكغورك، المبعوث السابق للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، إلى سوريا في مؤتمرٍ في معهد "بروكينغز" في واشنطن: إنَّ السياسة الحالية لسوريا تشوبها الكثير من التناقضات كما تتضمن عدم انسجامٍ ما بين الوعود والأهداف من جهةٍ والموارد التي نقدمها من جهةٍ أخرى.
وتحدَّث ماكغورك عن لحظاتٍ عصيبةٍ في العام 2014 حيث كان تنظيم "الدولة الإسلامية" في قمة انتشاره وقوته وكان يسيطر على أكثر من /8/ مليون نسمة في سوريا والعراق، وكانت آنذاك السفارة الأمريكية في بغداد قد باتت غرفة عملياتٍ وتنسيقٍ لمحاولة بناء الشكل المناسب لمواجهة التنظيم.
وذكر أنَّه سافر وزار عدداً من الدول من استراليا إلى أوروبا إلى الأردن لجمع الحلفاء حول الهدف "المنشود"، الأمر الذي كلَّف الولايات المتحدة الكثير من الجهد والموارد التي تتبدد الآن ويعود شبح التهديد بانتشار فوضى جديدة يخلقها الإرهاب.
وعلى الرغم من إشادة ماكغورك بعدول ترامب عن قرار الانسحاب الكامل من سوريا، قال "إنَّ السياسات باتت أكثر تناقضاً بعد الحديث عن الانسحاب، حيث زعزع ترامب ثقة الحلفاء بالولايات المتحدة".
ويتابع: " ثم جاء بولتون إلى الإدارة مع أحلامٍ وتوقعاتٍ كبرى ليوسّع أهداف التحالف ضدَّ "الدولة الإسلامية" إلى جوانبٍ جديدةٍ وضخمةٍ وصعبة التحقق مثل طرد إيران من سوريا وتغيير النظام السوري وفقاً لرؤية جنيف، دون أن تكون الولايات المتحدة قد زادت فعلياً مواردها لتحقيق هذه الأهداف الجديدة".
وحذَّر ماكغورك من التخلي عن مكاسب التحالف في الـ2014 وما جاء معها من بناء توافقٍ دوليٍ واستعداد من عدد كبير من الدول للتضامن والتوافق حول محاربة هذا التنظيم "الإرهابي"، وقال إنَّ انسحاب الولايات المتحدة يعني انسحاب كل هذه الدول وانتهاء هذا الإجماع.
وبينما لا يزال تنظيم "الدولة الإسلامية" غير مهزومٍ بالكامل من وجهة نظر ماكغورك فإنَّ الولايات المتحدة ستواجه الكثير من التكاليف والمعاناة المستقبلية أمام الاستخفاف باستمرار التركيز على دحر التنظيم المتطرف ومنع عودته.