ارتفاع أسعار اللحوم يحد من الإقبال على النزهات الربيعية في ديرك
ديرك- نورث برس
أدى ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء إلى تراجع إقبال سكان مدينة ديرك وريفها، أقصى شمال شرقي سوريا على الرحلات والنزهات الطبيعية، بخلاف الأعوام السابقة حيث اعتاد السكان على الخروج طيلة فصل الربيع.
ووصل سعر الكيلوغرام من اللحوم الحمراء إلى 16 ألف ليرة سورية، بينما يباع الكيلوغرام من الفروج بـ4400 ليرة.
“الغلاء حرمنا”
وقالت خديجة عمر (37 عاماً) وهي من سكان ديرك إنهم خلال السنوات الماضية كانوا يخرجون بنزهات إلى الأنهار، حيث يعملون على شواء الفروج أو اللحوم.
لكنها لم تستطع هذه السنة تنفيذ مطلب أطفالها بالخروج حتى الآن بسبب ارتفاع أسعار المواد.
وأشارت “عمر” إلى أن عائلتها تحتاج إلى اثني كيلوغرام من الفروج في حال أرادت الخروج “لكن ليس بمقدورنا شرائه، فمنذ شهر لم نتناول لحم الغنم.”
وخلال هذه الفترة من كل عام كانت أرياف مدينة ديرك تكتظ بعشرات العائلات من كافة مدن شمال شرقي سوريا، حيث كان السكان يقصدونها بشكلٍ متواصل، لما لها من تضاريس طبيعية ملائمة للتنزه والاستجمام والترفيه.
وتعتبر قرى سويديك وعين ديوار وجم شرف وحياكا بريف ديرك من أشهر أماكن التنزه في منطقة الجزيرة.
لكن المشهد يبدو مغايراً هذا العام، فقد قلّ عدد العائلات التي تقصد تلك القرى واقتصر على ميسوري الحال، بحسب سكان محليين.
وقال مجيد شبلي (60عاماً) وهو من سكان ديرك، إن بعض العائلات لم يشتروا اللحوم منذ شهرين “لضيق أحوالهم.”
وأضاف أنه خلال السنوات السابقة كانت الأوضاع المعيشية للسكان تسمح لهم بالخروج في النزهات أسبوعياً، “كانت الإمكانيات المادية جيدة، لكن هذا العام الغلاء حرمنا من ذلك.”
شراء متراجع
وتضطر بعض العائلات ممن لا يملكون القدرة على شراء اللحوم، لتناول الغذاء في منازلهم ثم الخروج إلى تلك القرى أو يقصدون محيط المدينة، حيث أجور المواصلات تحول دون الذهاب إلى القرى البعيدة.
وعبرت كريمة حاج يوسف (60 عاماً) عن استيائها وحزنها من عدم قدرتها على إخراج أطفالها للتنزه مثل أقرانهم وأصدقائهم “يرغب أطفالنا بالخروج إلى التنزه، لكن ليس لدينا سيارة وراتب زوجي 200 ألف ليرة وهو غير كافٍ لنشتري اللحوم.”
ونزحت “حاج يوسف” من العاصمة دمشق إلى ديرك في ظل الحرب السورية وتقيم حالياً مع عائلتها المؤلفة من سبعة أشخاص في منزل بالإيجار.
وبحسب أصحاب محلات بيع اللحوم فإن الإقبال على الشراء يكون من قبل الأشخاص الذين تصلهم حوالات مالية من أقاربهم في الخارج.
وقال يوسف سيفو (46 عاماً)، وهو صاحب محل لبيع اللحوم الحمراء، إن الإقبال على شراء اللحوم هذا العام ليس كما كان في السنوات الماضية.
وذكر أن غلاء الأعلاف والتي يكون شراءها بالدولار أثر على أسعار المواشي واللحوم رغم إيقاف تصديرها.
وفي السادس عشر من شباط / فبراير الماضي، أوقف معبر فيشخابور بإقليم كردستان العراق المقابل لمعبر سيمالكا شمال شرقي سوريا حركة عبور المواشي.
وبحسب أصحاب محلات بيع الفروج، فإن الإقبال على شراء الفروج خلال العام الجاري تراجع بنسبة 50 بالمئة مقارنة بالسنوات السابقة.
وأرجعوا السبب في ذلك إلى ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية، حيث سجل الدولار الواحد في سوق ديرك السبت، 3640 ليرة.