ارتفاع أسعار البيض والفروج يزيد من توجه معلمين وموظفين في السويداء لتربية الدجاج
السويداء- نورث برس
يتوجه سكان وخاصة عاملين في القطاع التعليمي في محافظة السويداء، جنوبي سوريا، إلى تربية الدجاج البياض في حديقة منازلهم في محاولة للحصول على الاكتفاء الذاتي من البيض ولحم الفروج بعد ارتفاع أسعارها في الأسواق.
ويباع صحن البيض في السويداء بـ٧٣٠٠ ليرة سورية، فيما يباع الكيلوغرام من الفروج بـ5800 ليرة.
رقابة تموينية غائبة
ومنذ شهر، قام فهد راجي (45 عاماً) وهو اسم مستعار لموظف حكومي في مدينة السويداء بشراء خمس دجاجات(فرنسي بياض)، حيث بدأت تنتج ما يقارب ثلاث بيضات يومياً كحد أدنى.
وبنى الموظف الحكومي “قناً” صغيراً للدجاج في حديقة منزله التي لا تتجاوز مساحتها عشرة أمتار مربعة، ويعتمد على بقايا الطعام والخبز اليابس في إطعامها.
ولجأ “راجي” إلى ذلك بعد عجزه عن شراء البيض من الأسواق، حيث تباع البيضة الواحدة بـ350 ليرة.
وقال الموظف إن راتبه البالغ خمسون ألف ليرة “لم يعد يصمد أسبوعاً واحداً أمام موجات الغلاء التي اكتسحت الأسواق وأفقرت السكان.”
وأشار إلى أن غياب الرقابة التموينية في الأسواق، “يجعل التجار يتحكمون بنا.”
ويبلغ سعر الدجاجة الواحدة (نوع فرنسي بياض) 7500 ليرة سورية، وهي تعطي شهرياً ما بين 20 و22 بيضة كحد أدنى في حال توفرت لها الأعلاف المناسبة، وتستمر في إنتاج البيض حتى ثلاث سنوات، بحسب أصحاب مداجن.
وذكر سكان من السويداء لنورث برس أنهم باتوا غير قادرين على شراء صحن بيض كامل ويكتفون بشراء ثلاث بيضات أو أربع في اليوم الواحد وربما لعدة أيام.
طريقة بديلة
ومؤخراً، اشترى راشد الشومري (55 عاماً) وهو مدرس حكومي في أحد ثانويات مدينة السويداء عدداً من الدجاجات لتربيتها في أرضه المجاورة لمنزله.
وقال المدرس إن البيض ولحم الدجاج “أصبح من ضمن قائمة الكماليات غير الضرورية والتي يمكن الاستغناء عنها رغم فوائدها الغذائية الكبيرة.”
ورأى المدرس أن “السياسات الاقتصادية المدمرة التي تنتهجها الحكومة” هي سبب ما آلت إليه الأحوال.
ومنذ بداية شباط / فبراير الماضي، باع مأمون النشار (50 عاماً) وهو صاحب مدجنة غرب السويداء ما يُنيِفُ عن 2500 دجاجة بياضة.
وبحسب “النشار” فإن معظم من يشترون الدجاج للاستفادة من بيضه “هم معلمون وموظفون حكوميون يعملون في قطاعات مختلفة، فهناك إقبال كبير لشراء الدجاج.”
ورأى محسن حاتم (60 عاماً) وهو باحث اقتصادي يقيم في مدينة السويداء أن تربية الدواجن المنزلية تقدم طريقة بديلة لإسناد الأمن الغذائي في السويداء في ظل “غياب الإدارات الحكومية الرشيدة في تنشيط الاقتصاد في الأزمات والحروب.”
وضرب مثالاً على أن “ست دجاجات بياضة فقط تكفي لإطعام أسرة تتألف من ثلاثة أفراد شهرياً, بمعدل بيضتين لكل فرد من الأسرة، في حال اعتبرنا أن كل دجاجة تعطي بيضة واحدة في اليوم كحد أدنى.”
وقللت العديد من الأسر داخل السويداء، “بصورة جوهرية من استهلاك اللحوم ومنتجات البيض لذلك باتت تربية الدواجن المنزلية أولوية رئيسية يجب تكريسها داخل السويداء”، بحسب “حاتم”.
وأشار إلى أن ذلك يعزز “قدرة الأسر على الصمود في وجه الغلاء الكبير الذي تشهده الأسواق وسط غياب أي دور فاعل للحكومة على المدى المنظور.”