القامشلي – نورث برس
قال خبير بالشؤون الروسية، السبت، إن روسيا تسعى من خلال افتتاح المعابر بين مناطق السيطرة الحكومية ومناطق سيطرة المعارضة الموالية لتركيا شمال غربي البلاد إلى تحقيق مكاسب جديدة لها، بينما تخفي تركيا اتفاقاتها كي لا تتسبب بنقمة شعبية في أرياف إدلب وحلب.
وقال المحلل السياسي، سامر إلياس، إن “روسيا تتبع تكتيكات منهجية، متبعة سابقاً، لتأزيم الأوضاع إلى أقصى درجة ممكنة ومن ثم عرض حلول لخفض التصعيد، مع تحقيق مكاسب إضافية وتمرير حلول بتوافقات مع تركيا.”
وأضاف، في مقابلة مع نورث برس، أن “الأسباب الاقتصادية هي المحرك الأساسي للدعوة إلى فتح المعابر بين مناطق النظام والمناطق المسيطر عليها من فصائل المعارضة المدعومة من قبل تركيا.”
وأشار إلى أن تركيا “وافقت أو لا تعترض على ذلك على أقل تقدير، ولكنها لا تريد إعلان ذلك مباشرة حتى لا تتسبب في نقمة شعبية من المعارضين في إدلب وريف حلب.”
والأربعاء الماضي، أعلن نائب مدير مركز “حميميم” التابع لوزارة الدفاع الروسية، ألكسندر كاربوف، قرار افتتاح معبري سراقب وميزناز في إدلب، ومعبر أبو الزندين شرق حلب.
وأضاف “كاربوف” أن القرار “يطلق عمليتي إيصال الشاحنات الإنسانية وخروج النازحين عبر الممرات اعتباراً من الخامس والعشرين من آذار/مارس الجاري.”
لكن “إلياس”، رأى أن “الهدف الإنساني من الدعوات الروسية لفتح المعابر مزيف، فالروس يستطيعون الضغط على النظام لوقف الهجمات على شمال وغربي سوريا والالتزام بالتفاهمات السابقة.”
وأشار إلى أن الوضع المعيشي والاقتصادي في مناطق الشمال والشمال الغربي باستثناء المخيمات “أفضل بكثير من مناطق سيطرة النظام، ومن الطبيعي أن هذا الوضع لا يرضي روسيا ولا النظام.”
ومن ناحية ثانية، فإن” التجارب الماضية مع فتح ممرات ومعابر إنسانية، كشفت أن المدنيين لا يثقون بالروس والنظام ويفضلون البقاء في المخيمات على العودة إلى ما تبقى من بيوت في مدنهم وقراهم، فهم يخافون من قمع النظام.”
وشدد المحلل الخبير بالشؤون الروسية على أن الرسالة الروسية تفيد أنه “لا يمكن أن تنعم مناطق الشمال والشمال الغربي في سوريا بأوضاع اقتصادية وأمنية أفضل من مناطق سيطرة النظام، ويجب فتح المعابر لتخفيف أزمة النظام في حال رغب المواطنون بالأمن.”