دمشق: استمرار أزمة الخبز وعائلات تستأجر بطاقات إضافية لسد حاجتها من المواد
دمشق – نورث برس
لا تزال أزمة نقص الخبز مستمرة منذ عدة أشهر في مدينة دمشق وريفها، حيث يقف السكان أكثر من خمس ساعات يومياً في طوابير طويلة أمام الأفران للحصول على مخصصاتهم من الخبز.
ويلجأ آخرون بشكل يومي لشراء خبز التنور أو السياحي أو من الباعة بشكل حر، ما يفرض عليهم تكاليف إضافية وسط غياب أي حلول للأزمة.
الانتظار في طابور
وتعاني مناطق الحكومة السورية نقصاً شديداً في تأمين القمح والطحين للأفران رغم تصريحات رسمية سابقة “زعمت” قدرة الحكومة على تأمين المواد الأساسية وفي مقدمتها مادة الخبز.
وقال منير أورفلي (45 عاماً)، وهو موظف في القطاع الخاص ويسكن في حي برزة بدمشق، إنه يقضي يومياً ما يصل إلى خمس ساعات في طابور الفرن للحصول على ثلاث ربطات من الخبز وهي مخصصات عائلته.
وأشار إلى أنه لا يمكنه الاعتماد دائماً على الخبز السياحي أو التنور لارتفاع أسعارها.
ومؤخراً وصل سعر ربطة الخبز السياحي 2500 ليرة، فيما بلغ سعر الكيلوغرام الواحد من خبز التنور1500 ليرة.
ورأى الموظف أن الحكومة “تتقصد افتعال الأزمات، وإلا فلماذا تغلق العديد من الأفران وتوقف العديد من خطوط الإنتاج دون مبرر؟”
وكانت الحكومة السورية اعتمدت تسليم الخبز عبر شرائح، حيث تحصل العائلة المؤلفة من شخص أو شخصين على ربطة خبز واحدة، فيما تحصل العائلة المؤلفة من ثلاثة أو أربعة أشخاص على ربطتين.
أما العائلات المؤلفة من خمسة أو ستة أشخاص فتحصل على ثلاث ربطات، ومن سبعة أشخاص فأكثر، أربع ربطات، حيث تحتوي الربطة الواحدة على سبعة أرغفة.
وقالت فاطمة الدبس (31 عاماً)، وهي من سكان حي العمارة وسط دمشق، إنها تذهب للفرن باكراً كل صباح محاولةً تأمين الخبز قبل عودة أطفالها من المدرسة ليتسنى لهم تناول الطعام.
وأضافت: “بعض الأيام لا أنجح في العودة قبلهم أو في الحصول على الخبز، ما يبقيهم دون طعام منتظرين وصولي.”
وتتراوح الساعات التي تنتظر فيها “الدبس” أمام الفرن بين خمس وسبع ساعات، وذلك بحسب انتظام الدور.
بطاقات مستأجرة
ومؤخراً قام صالح الزين (38عاماً)، وهو اسم مستعار لأحد سكان دمشق، باستئجار بطاقات ذكية من إحدى العائلات مقابل مبلغ يدفعه شهرياً.
وأشار إلى أن أجرة البطاقة تُحدد بحسب عدد الربطات التي يمكن الحصول عليها عبرها، “البطاقة التي مخصصاتها ثلاث ربطات من الخبز نستأجرها بمبلغ 30 ألف ليرة شهرياً.”
واتفق “الزين” مع عامل في أحد الأفران ليقوم ببيعه الخبز دون الانتظار في طابور مقابل أن يدفع له 100 ليرة إضافية عن كل ربطة خبز، “أقوم ببيع الربطة بمبلغ ألف ليرة خارج الفرن.”
ويجني “الزين” من ذلك 500 ليرة سورية عن كل ربطة يقوم ببيعها.
فيما أخرج مأمون الجابي (42 عاماً)، وهو اسم مستعار، بطاقة ذكية على اسم أخيه المقيم في السعودية ليحصل على المزيد المواد الموزعة على البطاقة.
وذكر، لنورث برس، أنه قام بتأجير البطاقة لأحد باعة الخبز مقابل 40 ألف ليرة شهرياً على أن يحصل هو على باقي المواد من غاز ومازوت وغيرها.
وبرر “الجابي” ذلك بأن “الحالة الصعبة وقلّة المواد الموزعة وتأخر وصولها حتّم عليّ اللجوء لمثل هذه الطريقة لتأمين مصدر دخل إضافي لعائلتي.”
ونجحت عائلة أوس حيدر (17عاماً) وهو من سكان حي الشاغور ويعمل كبائعٍ حر للخبز، في الحصول على بطاقتين ذكيتين من أقربائهم المسافرين ما أتاح لهم إمكانية الحصول على المزيد من المواد.
ويقضي “حيدر” يومياً حوالي عشر ساعات على الفرن ليحصل على مخصصات البطاقتين من الخبز ويقوم ببيعها لاحقاً لمن لم يحصل على الخبز.
وقال: “بهذه الطريقة أستطيع تأمين مبلغ لعائلتي يصل إلى 6500 ليرة يومياً لشراء الطعام ودفع أجرة المنزل الذي نعيش فيه.”
ورأى صافي خطاب (38عاماً)، وهو اسم مستعار لمعتمد بيع الخبز في أحد أحياء العاصمة دمشق، أن “كمية الخبز المنتجة القليلة هي ما يدفع الناس لمثل هذه الطرق لتأمين قوتها.”
وأشار إلى أن مخصصات الحي الذي يوزع فيه الخبز، “لا تكفي نصف السكان.”
وأضاف: “لو أن الحكومة تؤمن الخبز بشكل كاف لما اضطر السكان لدفع ألف ليرة ثمناً لربطة الخبز، ولم يكن لأحد أن يقف ساعات طويلة مقابل الحصول على الخبز وبيعه لتأمين طعام لعائلته.”