أصحاب أفران حجرية في القامشلي: تحديات الأسعار تهدد بإيقاف عملنا
القامشلي – نورث برس
يقول أصحاب أفران حجرية في مدينة القامشلي، شمال شرقي سوريا، إن انهيار الليرة السورية رفع أسعار دقيق القمح والخميرة في الأسواق لمستويات تتسبب لهم بخسارة، إلى جانب حاجتهم لرفع أجور العمال في ظل ارتفاع التكاليف المعيشية، بينما يقتصر دعم الإدارة الذاتية لهم على مادة المازوت (الديزل).
وتجاوز سعر صرف الدولار الأميركي الواحد في أسواق القامشلي، هذا الأسبوع ، 4.400 ليرة سورية.
أسعار جديدة
وبدا عادل شيخ إبراهيم، وهو صاحب فرن حجري في حي قدور بك بمدينة القامشلي، محتداً، أثناء حديثه عن التحديات التي يواجهها عمله اليومي نتيجة الارتفاع الكبير لأسعار مواد الدقيق والخميرة والأكياس اللازمة لإنتاج وبيع الخبز.
وقال لنورث برس: “منذ أيام قليلة، اشتريت كيس الطحين بـ 85 ألف ليرة وقبلها بيومين فقط كان السعر 75 ألف ليرة، بالإضافة للخميرة التي وصل ثمنها إلى 75 ألف ليرة.”
وأضاف أنه رفع أجور العمال الأربعة لديه نتيجة ارتفاع تكاليف المعيشة، ورغم ذلك يضطر لمساعدتهم في “العجن والخبز” حتى يخفف من المصاريف.
ويبلغ عدد الأفران الحجرية في مدينة القامشلي شرق سوريا أكثر من أربعين فرناً موزعة على أحياء المدينة.
وتشتري معظم الأفران الحجرية مواد الطحين والخميرة والأكياس من الأسواق، بينما يقتصر دعم الإدارة الذاتية لها على مادة المازوت فقط.
خسائر محتملة
وقال نصرالدين رمضان، وهو صاحب فرن حجري في حي الأربوية، إن الأسعار الجديدة للطحين والخميرة قد تجبره على إيقاف عمله بعد نفاذ كمية الطحين الموجودة لديه.
وأضاف: “قبل شهر، اشتريت كيس الطحين بـ 40 ألف، وبعدها بفترة قصيرة أصبح بـ 60 ألف ليرة، والآن ارتفعت من جديد.”
وأشار إلى تحمله كذلك المزيد من الأعباء مع رفع أجور العمال في الفرن في ظل “غلاء المعيشة”.
وتبلغ التسعيرة الرسمية لرغيف “الخبز السميك” 250 ليرة، بينما رفعت بعض الأفران الحجرية السعر إلى 300 و350 ليرة سورية.
ولم تتمكن نورث برس من الحصول على معلومات حول حلول محتملة من هيئة الاقتصاد في إقليم الجزيرة أو الجهات الأخرى الرسمية المشرفة على عمل الأفران الخاصة في القامشلي.
طلب متزايد
وتنتج الأفران الحجرية في القامشلي كميات تساعد العائلات التي لم تتمكن من الحصول على حاجتها من الأفران العامة، إلى جانب تفضيل بعض الأشخاص الخبز “السميك” أو خبز التنور على غيره.
ونهاية العام الماضي، شهدت مدينتا الحسكة والقامشلي نقصاً في مادة الخبز بعد توقف مخابز الخبز السياحي عن العمل احتجاجاً على أسعار الطحين.
وأعلن المجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية، في الشهر نفسه، وضع “براكيات” ضمن أحياء مدن الجزيرة لإنهاء أزمة الخبز.
لكن لمياء محمد، وهي من سكان القامشلي، قالت إن الكثير من السكان لا يستطيعون الحصول على الخبز من البراكيات المتواجدة ضمن الأحياء.
وأضافت: “اليوم وكالمعتاد لم أستطيع الحصول على الخبز من البراكية المتواجدة في الحي نتيجة نفاذ الكمية المخصصة.”
وأشارت “محمد” إلى أن عائلتها ستحتاج إلى ثلاثة ربطات من الخبز السياحي في حال اعتمدت عليه.
لكن سعر ربطة الخبز السياحي (12 رغيفاً) تباع بألف ليرة سورية، ما يجعل العائلة تحتاج إلى مبلغ كبير لتأمين حاجتها من الخبز.