ارتفاع أجور المعاينات الطبية يدفع سكاناً في حماة إلى التوجه مباشرة للصيدليات
حماة – نورث برس
يقول سكان من مدينة حماة، وسط سوريا، إن ارتفاع أجور المعاينات الطبية في ظل التدهور المعيشي يدفع ذوي مرضى لارتياد صيدليات أو اللجوء للتداوي بالأعشاب لتجنب مراجعة عيادات الأطباء.
وتتباين أجور المعاينات الطبية بين طبيب وآخر في حماة، مثل باقي المدن الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية، دون الالتزام بتسعيرات محددة من قبل وزارة الصحة السورية.
وتحدد وزارة الصحة السورية تسعيرة المعاينة الطبية بـ 750 ليرة للطبيب الأخصائي، بينما يتقاضى الأطباء في الواقع أكثر من خمسة آلاف ليرة سورية.
صيدلي بدل الطبيب
وقالت جميلة الحمصي (55 عاماً)، وهو اسم مستعار لسيدة في مدينة حماة، إن “معاينة أي طبيب لا تقل عن خمسة آلاف ليرة سورية.”
وأضافت أن زيارة عيادة طبيب باتت تكلف مبالغ مالية كبيرة يعجز معظم المرضى عن دفعها، “الأمر الذي يدفعنا لعدم التوجه للعيادات والمشافي الخاصة إلا في حالات الضرورة.”
وذكرت “الحمصي”، لنورث برس، أنها تعتمد على استشارة الصيادلة لشراء الأدوية، “أقوم بأخذ أولادي للصيدلي في الحي، يقوم بفحصهم وإعطائهم الدواء دون معاينة، وهذا الأمر يوفر علينا أجرة المعاينة.”
وأشارت إلى أنها اضطرت، منذ أسبوعين، لجلب طبيب للمنزل بسبب عدم تمكن العائلة من نقل والدها المريض للمشفى، “طلب الطبيب أجرة المعاينة 18 ألف ليرة، وأخبرنا أن سبب هذا الرقم المرتفع هو حضوره للمنزل وسط أزمة البنزين.”
من جانبهم، يقول أطباء في المدينة إن “الصيدلي ليس طبيباً ليقوم بوصف الأدوية العشوائية للمرضى.”
ويستشهد أحدهم بورود مرضى “حالتهم يرثى لها بسبب الاختلاطات الدوائية الناتجة عن وصفات من قبل صيادلة، فليس كل من يعمل في الصيدليات معهم شهادة الصيدلة.”
لكن تمام السبيعي (60 عاماً)، وهو اسم مستعار لصيدلي في المدينة، قال إن هناك حالات “لا نستطيع تشخيصها إلا أن السكان يطلبون ولو دواء مسكناً حتى لا يذهبوا إلى الطبيب.”
وأضاف أن هناك مرضى يعرفهم باتوا يأخذون الدواء بالدين لأنهم لا يملكون ثمنه.
أعباء معيشية للجميع
واتهم دريد غلياني (49عاماً)، وهو والد لثلاثة أطفال، الأطباء “بجمع الثروات وبناء الفيلات على حساب المرضى.”
وأضاف: ” دفعت في مرة واحدة قصدت الطبيب 32 ألف ليرة، وأصبحنا نلجأ إلى الطب الشعبي والعطارين.”
وفي آخر مرة، أخذ “غلياني ” أطفاله الثلاثة لطبيب أنف وحنجرة بعد سوء وضعهم الصحي، طلب الطبيب ستة آلاف ليرة أجرة معاينة عن كل طفل، كما كلفه سعر الوصفة الطبية14 ألف ليرة.
ويرى أطباء في حماة أن التسعيرة المحددة من قبل وزارة الصحة “غير مناسبة” للوضع الحالي، حيث ارتفعت إيجارات العيادات وأسعار التجهيزات الطبية، إلى جانب الغلاء المعيشي.
وفي شباط /فبراير الماضي، قال كمال عامر، نقيب أطباء سوريا، لجريدة الوطن شبه الرسمية إن ” تأخر إصدار تعرفة جديدة للمعاينة الطبية واستمرار التسعيرة القديمة منذ العام 2004 هو “نتيجة الأزمة التي تعرضت لها البلاد من جهة، ولأن التعرفة الجديدة التي ستصدر ستشمل قيمة الوحدات الجراحية.”
وقال عامر الملقي (44عاماً)، وهو طبيب أخصائي أذن- أنف- حنجرة، إن إيجار عيادته ارتفع من 150ألف ليرة للشهر الواحد إلى 400 ألف ليرة سورية، وإنه رفع راتب ممرض يعمل في عيادته من 40 ألف ليرة إلى 60 ألفاً، بالإضافة لفواتير الكهرباء كل شهر.
وأضاف: “فهل يعقل أن يرتفع كل شيء ونبقى نحن على أجور المعاينات القليلة، فالألفين ليرة التي كنت أتقاضاها لا تكفي اليوم لتغطية شراء لوازم للعيادة.”