محلل سياسي تركي: تركيا مقبلة على تطورات حاسمة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة
NPA
قال المحلل السياسي التركي طه عودة أوغلو لـ"نورث برس"، أن إحالة أحمد داود أوغلو إلى بجنة تأديبية خطوة استباقية من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وأكد عودة أوغلو أن موافقة اللجنة التنفيذية لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا الاثنين، على إحالة رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو، إلى مجلس تأديبي تمهيدا لعزله، من دون شك خطوة استباقية من الرئيس اردوغان لإسدال الستار على الانتقادات التي يطلقها داود أوغلو من الحين للآخر.
وأضاف أنها "خطوة للحفاظ على بنية الحزب الحاكم، في ظل الاهتزازات التي تعرض لها خلال الأشهر الماضية، بدءاً من خسارة اسطنبول في الانتخابات المحلية الماضية، نهاية باستقالة وزير الاقتصاد الأسبق علي بابا جان."
وينظر عودة أوغلو كذلك إليها كخطوة لعزل رئيس الوزراء الأسبق من الحزب، في وقت تعالت فيه أصوات هامة من داخل الحزب، وخصوصاً من القدماء، بانتقاد أردوغان ومنهم الرئيس التركي السابق ومؤسس حزب العدالة والتنمية
عبدالله غول، ونائب رئيس الوزراء السابق علي باباجان."
ويشير المحلل السياسي إلى أن اللافت هو الصراع الدائر للمرة الأولى بين أردوغان ورفاق دربه القدماء، وهذا ما ينذر بتطورات خطيرة وخاصة أن الصراع يفتح جبهة جديدة بين مؤسسي الحزب" مشدداً على أن "تركيا مقبلة على تطورات حاسمة للغاية، خلال الأشهر الثلاثة المقبلة."
ويختم أنه "في حال لم يقم للحزب الحاكم بإجراء تغييرات جذرية داخل الحزب اطمئن نوابه وترضي قاعدته الشعبية فان الضغوط ستزداد على الحكومة وسينعكس ذلك على المشهد السياسي الداخلي في تركيا."
أما النائب السابق في حزب العدالة و التنمية التركي الحاكم, رسول طومسون، فيؤكد لـ"نورث برس"، أن القيادي في الحزب، أحمد داوود أوغلو، كان يهاجم حزب العدالة والتنمية ويتهم المسؤولين في الحزب، كذلك يهدد رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان بـ "تهم لا يمكن القبول به."
وأكد طومسون أن طرد الرئيس الوزراء السابق أحمد داوود اوغلو ومعه ثلاثة نواب من قبل اللجنة التنفيذية في حزب العدالة والتنمية "أتى متأخراً".
وعلل السبب بأن داوود أوغلو قبل فصله من رئاسة الوزراء، كان يهاجم حزب العدالة والتنمية، ويتهم المسؤولين في الحزب.
وأضاف أنه "بتلك التصرفات يستهدف الضغط على اللجنة التنفيذية ليطرد حتى يقول "انا لم استقل هم طردوني واحاول تأسيس حزب جديد."
وأردف بأن انفصال داوود أوغلو وزملائه، لا يضر حزب العدالة والتنمية، لأن داوود أوغلو ونوابه قاطعوا الحزب منذ فترة، بينما نتائج الانتخابات في بلدية إسطنبول في حزيران / يونيو كانت تحمل رسائل قوية لأردوغان وحزبه.
وأشار إلى أن داود أوغلو كان يستعد ليخرج من هذا المناخ الذي يضعف معنويات الحزب، "ليتصرف تصرفات فجائية بغية فتح صفحة جديدة في تغير الوزارات."
واوضح النائب السابق في الحزب التركي الحاكم، أن داوود أوغلو "لم يمتلك سياسة لوحده إنما كانت سياسة الدولة التركية لتقليل المشاكلة ولزيادة الاصدقاء والزملاء"
ويؤكد أن الخلافات على سدة الحكم هي ما تسبب بخلاف بين أدروغان وداود أوغلو، ويعتبر أن الأخير لم يقرأ الصورة الأخيرة بعد انتخاب أردوغان رئيساً للجمهورية.
وتحدث عن أن النظام تحول من برلماني إلى نظام رئاسي، ما دفع داوود أوغلو أن يستشير أردوغان في كل خطوة.
واتهمه طومسون بـ "قلة استشرافه للمستقبل السياسي"، وهذا ما دفعه وفق المتحدث إلى أن "يتصرف لوحده في قضايا ضخمة، وبعد ذلك تدخل أردوغان وأبعده عن الرئاسة."
ويرى رسول أنه "ليس هناك منافس لأردوغان لا في داخل الحزب ولا في خارجه". ويؤكد على أن داود أوغلو يعتزم تأسيس حزب من الأعضاء الذين "قاطعوا الحزب منذ فترة ولا تأثير لهم على العدالة والتنمية."